أهلاً بكم في الموقع الإخباري الأول في اليمن ، موقع يمنات _ yemenat.net

حقوق وحريات ومجتمع مدني

“هآرتس” تكشف عن أساليب التعذيب والتحقيق في سجون الكيان الاسرائيلي

يمنات

عادت أساليب التعذيب الوحشية التي ينتهجها الكيان الاسرائيلي في معتقلاته إلى الواجهة الإعلامية من جديد، بعد أن كشفت صحيفة “هآرتس” النقاب عما يجري في أقبية تحقيق الكيان من وسائل تعذيب وضغط نفسي وجسدي يمارسه ضباط الشاباك ضد الأسرى الفلسطينيين، ولقد تجنب الكيان الاسرائيلي الإعلان عن أساليبه الهمجية وتعمد إخفاء مايجري في غرف التحقيق على مدار العشر سنوات الماضية.

الجديد هذه المرة أن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تحدّثت مع محققين وليس مع أشخاص عذّبوا في سجون الكيان الإسرائيلي وكشف محقّق سابق في “الشاباك” أشارت إليه الصحيفة بحرف “ن” من دون الكشف عن هويّته عن أساليب التحقيق.

 “اللكمات”

قال “ن”: هي الأسلوب الأول الذي ينتهجه المحقق، نستخدم قوة معتدلة فيها، بحيث لاتؤذي أعضاء حساسة مثل الأنف، الأذنين والشفاه، ويكون الموقوف معصوب العينين كإجراء وقائي، لكي لا يشاهد المحقق وهو يضربه فيتخذ وضعية معينة قد تتسبب في إيذاء أعضائه الحيوية”.

“نصف الجلوس”

من أساليب التعذيب القاسية التي اعترف بها المُحقق الإسرائيلي السابق، وهي إجبار المُعتقل على الجلوس نصف جلسة وظهره إلى الحائط ويداه مُقيدتان، والبقاء في هذه الوضعية المؤلمة لوقت طويل، وإذا ما سقط المعتقل من فرط الألم يجبره المحققون على العودة لتلك الوضعية، حتى إذا ما انفجر باكيا، وتوسل وصرخ، يواصل المحققون تعذيبه.

“الظهر المنحني”

يجلس السجين على مقعد بلا ظهر، ويجبره المحققون على إمالة ظهره بزاوية مائلة للأسفل، ويداه مكبلتان من الخلف، وكذلك قدماه مقيدتان، وفي هذه الوضعية يضطر السجين للاعتماد على عضلات بطنه لفترة طويلة من الزمن، مايتسبب في انهياره.

“رفع اليدين”

كذلك من الطرق المُتبعة إجبار المُعتقل على رفع يديه من خلف ظهره بمُحاذاة كتفيه بعد تقييدهما.

“الصراخ”

يقول “ن” إن المحقق ينتهج أحيانا أسلوب تعذيب نفسي، بجذب المعتقل من قميصه بشكل عنيف والصراخ في وجهه لدفعه للانهيار.

وأضاف “ن” في كلام مثير للسخرية “لا نضع المتهمين عراة في درجة حرارة أقلّ من 10 تحت الصفر”. وقال: ” أن الوسائل المتبعة اختيرت بعناية لتكون فعّالة بشكل لازم لكسر روح الموقوف، من دون التسبب بخطر دائم أو ترك علامات للتعذيب”.

ولقد أدرك المُحققين الإسرائيليين حجم الآلام التي تتسبب فيها مثل هذه الوضعيات، بعد أن حاول بعضهم تجربتها على أنفسهم، ولم يستطيعوا تحمُلها، ويقول المحقق التي لم تكشف الصحيفة عن اسمه أن البدء في علميات التعذيب تتطلب أولا الحصول على موافقات خاصة إن كان الحديث يدور عن عمليات بغرض جمع معلومات مهمة، لكن في بعض الحالات يمكن للمحقق ممارسة التعذيب دون موافقات إن كان الأمر يتعلق بحالات عاجلة كعملية “استشهادية” مثلاً.

يجدر الإشارة إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية تسمح لجهاز الشاباك وأجهزة الأمن الإسرائيلية بممارسة التعذيب بحق معتقلين يصفهم الكيان الإسرائيلي بالقنبلة الموقوتة، أي يتذرع بأن التعذيب قد يفضي إلى انتزاع معلومات تؤدي إلى حماية أرواح إسرائيليين.

وتطرقت “هآرتس” في تقرير آخر لها، إلى مئات الشكاوى منذ عام 2001 قدمها أسرى فلسطينيون حول تعرضهم للتعذيب لم يفتح فيها أي تحقيق جنائي ضد الشاباك، مشيرةً إلى أن الشكاوى تتراكم في مكاتب وزارة القضاء بشأن التعذيب غير القانوني الذي يمارسه ضباط الشاباك ضد معتقلين فلسطينيين.

كما نشرت الصحيفة المذكورة أعلاه في أيار 2015 تحقيقًا عن أنّ وتيرة التعذيب في السجون الإسرائيلية تزداد، ويمنع المتهمون من الجلوس، ويكبّلون ولا يستطيعون التحرّك.

وتعتبرسجون الكيان ومراكز التوقيف والتحقيق والاعتقال مكاناً للقتل الجسدي والروحي والنفسي للفلسطينيين. فقد غصت بعشرات آلاف الفلسطينيين دون تمييز بين طفل ومسن أو رجل وامرأة، ومن أخطر هذه السجون وأكثرها سريةً سجن يحمل رقم “1391” والمسمى “غوانتانامو الكيان الاسرائيلي” الذي يضم مئات الأسرى والمفقودين ومنهم من دفن حياً هناك، ولا يعرف أحد بدقة مكان هذا السجن . فهو ليس بمكان معرّف على الخرائط، كما محي عن الصور الجوية، وأزيلت لافتة الطرق المرقمة الخاصة به.

المصدر: الوقت

زر الذهاب إلى الأعلى