العرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء هجوم صحيفة “الخليج” الاماراتية على “اخوان اليمن”..؟

يمنات

عبد العزيز ظافر معياد

هاجمت صحيفة الخليج الإماراتية، الثلاثاء 18/1 بشدة حزب الاصلاح “اخوان اليمن”، و اتهمت اعضائه بانهم يقاتلون إلى جانب الحوثيين والقاعدة في اليمن، و هو أمر ليس بالغريب او الجديد، فقد دأبت الصحف الإماراتية من حين لآخر على مهاجمة الجماعة، و توجيه الاتهامات المختلفة لها، و كان اخرها قبل اكثر من أسبوع عندما شن موقعي24 و بوابة العين الإخبارية هجوما شديدا على الاخوان على خلفية العثور على بطائق حزبية لمنتمين لحزب الإصلاح في مقر اللواء 101 في صعدة بعد سيطرة قوات مهران قباطي عليه.

ليس واضحا السبب المباشر لهجوم الصحيفة على الاصلاح، لكن قد يكون له علاقة بأحد امرين او كلاهما:

الأول: ربما له علاقة ما بالمواجهات المحتدمة في الساحل الغربي والعملية المسماة بالرمح الذهبي، سيما ان القوات الإماراتية هي من يقود العملية، و ما يعنيه ذلك من احتمال حصول نكسة ما للعملية او ضربة موجعة تعرضت لها القوات الإماراتية و القوات المحسوبة عليها التي يقودها هيثم قاسم طاهر أو انها افشلت مخطط كان على وشك التنفيذ ضد قواتها.

وعلى الرغم من عدم وجود ما يشير الى هذا الامر، لكن في حال وجوده، فإن شكوك إلامارات ستذهب تلقائيا نحو الإصلاح و وقوفه ورائها سواء جراء تعاملها مع الاخوان كألد اعداها و كونها رأس الحربة في استهداف الجماعة في دول المنطقة المختلفة، او ربما تفسيرها ذلك كردة فعل انتقامية لقيام المدفعية الإماراتية في صرواح بمأرب، أمس الثلاثاء، بقصف قوات من الجيش التابع لهادي بعد تمكنها من السيطرة على احد المواقع، و الذي استشهد و جرح فيه اكثر من 40 عسكريا.

الثاني: قد يكون له ارتباط بتصاعد حدة الصراع بين القيادات المحسوبة على الاخوان و القيادات السلفية و الحراكية المحسوبة على الامارات خاصة في الأيام الأخيرة، كما نجده في الاخبار عن تحرك قيادات اخوانية في حضرموت تسعى لحشد موقف شعبي في مدن الوادي و الصحراء مؤيد لمطالبة هادي و حكومته بتقسيم حضرموت الى محافظتين (الساحل، والوادي والصحراء).

المعروف ان هذا الامر يتعارض مع الاجندة الإماراتية المشبوهة في حضرموت، كما لا يستبعد ان تكون المواجهات المتكررة التي وقعت في مدينة تعز في الأيام الماضية بين جماعة أبو العباس السلفية المدعومة اماراتياً، ومسلحي غزوان المخلافي المحسوبة على صادق سرحان رجل علي محسن في تعز، قد ساهمت في تصعيد الاعلام الاماراتي هجومه على حزب الاصلاح.

من الواضح ان الامارات لا تتورع عن استهداف الإصلاح في كل مناسبة، يقابله ابداء قيادة الحزب مهادنة وحرصا على تجنب مهاجمة الامارات بشكل رسمي، رغم ادراكها ان ابوظبي تسخر كل امكانياتها في محاولة لضرب الحزب كلما سنحت لها الفرصة.

صحيح ان الحرص على عدم تفجير الخلاف مع الدولة الثانية المساهمة في الحرب على اليمن و ما قد يلحقه من ضرر على التحالف و عملياته العسكرية على الارض، قد يكون احد أسباب تجنب الإصلاح تصعيد المواجهة مع ابوظبي، لكن الصحيح أيضا ان الدور الغامض الذي تلعبه الامارات في هذه الحرب و نيرانها الصديقة التي لم تتوقف يوماً منذ سنتين، تجعل مسألة إعادة النظر في طريقة التعامل مع ابن زايد امر يستحق مناقشته من قبل قيادة الحزب.

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى