العرض في الرئيسةفضاء حر

سيارات الاسعاف لـ”عدن” وفض الاشتباك لـ”حضرموت” .. الأقلمة مشروع “الإصلاح” و “محسن”

يمنات

فتحي بن لزرق

لو خيرت بين القبول بإستمرار الوحدة اليمنية بشكلها الاندماجي الحالي وبين نظام الاقاليم لاخترت وبدون تردد شكل دولة الوحدة اليمنية ولرفضت بكل قوة نظام “الاقاليم” هذا.

سألني احد اصدقائي من شبوة وكنا نتحدث بالهاتف قبل اسابيع

– لماذا يافتحي ترفض بقوة نظام الاقاليم..؟

قلت له : “لأنه وبكل بساطة يؤسس لنهاية ابدية لشيء اسمه “الجنوب” ويقضي الى الابد على الخارطة السياسية لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في حين يظل وجود الجمهورية اليمنية وما انتجته حرب صيف 1994 من خرق حقيقي لاتفاقية الوحدة بوابة يمكن عبرها العبور الى دولة جنوبية مستقلة او الى اقليم جنوبي موحد في حين يقضي نظام الاقاليم على كل هذا وينهي الى الابد شيء اسمه “الجنوب”.

قلت لصديقي: “اذا طبق نظام الاقاليم فكل ماستتبرعون به لاقليم “عدن” هو سيارات اسعاف لنقل جرحى وقتلى حرب دامية ستكون “عدن” مسرحا لها قبل ان يتبرع اخرون لكم بسيارات اسعاف مماثلة.

قال: كيف..؟

قلت هذا الاقليم فقير للغاية ويحوي كم هائل من السكان والإشكاليات السابقة والساسة مأزومي الضمير وفاقدي البصيرة وحيثما تجمعت كل عناصر التوتر هذه فأبشر بسيل من الدم.

قلت له :” لاتخفى على احد عناصر التوتر الحاصلة في محافظات عدن ولحج وابين والضالع ومشاهدها ظاهرة للعيان اليوم ونحن لازلنا على بعد اميال من مشروع “الأقاليم” هذا وغدا حينما سيطبق هذا المشروع سيكون واقعه “وبالا” على اهل هذه المناطق.

قال سيتقاتلون..؟

– قلت له نعم سيتقاتلون ليس لأنهم يكرهون بعضهم ولكن لانهم لن يجدوا مايأكلونه وسيجدون انفسهم محاصرين بين اركان ميناء صغير لايغطي دخله 3 % من احتياجاتهم.

قال: “وماذا عن عبدربه .. عبدربه من ابين وبالتأكيد بأنه لن يسوقها الى حتفها..؟

قلت له: “عبد ربه لايعرف ابين الا في ذكريات طفولة قديمة قبل عقود من اليوم ومادون ذلك لايعرف عنها الا مايقرأها في وسائل الإعلام واخيرا توقف عن سماع اي شيء عن “ابين” ولو انه يسمع بحالها ماتركها لعامين دونما محافظ ولاسلطة محلية.

و مشروع الاقاليم هذا ليس مشروعه ولكنه مشروع “الإصلاح” ومحسن الذي يريد به ان يضعف كل مناوئيه دفعة واحدة.

غاب صديقي الشبواني عدة ايام ومرة اخرى هاتفني في ساعة متأخرة من الليل، كانت الكهرباء منقطعة عن عدن يومها بسبب ازمة الوقود الاخيرة.

جاء صوته من خلف سماعة الهاتف قائلا:

– نسيت اسألك .. برأيك من قسم قسمة الاقاليم هذه..؟

قلت له :” انهم يعاقبون المناطق الجنوبية التي اشتعلت بداية الامر في الجنوب منادية باستقلال الجنوب في 2007 حاولوا بكل السبل اطفاء نارها وحينما فشلوا قرروا ان يضعوا لها عقابهم الخاص بهم.

وضعوا الخريطة ارضا وقالوا لبعضهم وهم يشيرون الى الضالع ولحج وعدن وردفان وكانت السباقة باطلاق فعاليات الحراك .. خذوا نصيبكم لن تكونوا الا كما نريد لكم ان تكونوا والحقوا بهذه المناطق “ابين”.

صمت قليلا .. واضاف: “وماذا عنا في اقليم حضرموت .. هل سننعم بالهناء والراحة..؟

– قلت له يخيل لكم ذلك: انظر الى بذرتهم التي زرعوها في “المهرة” وسقطرى ودعوات الرفض لاقليم حضرموت سيغرقونكم في صراع اخر يشبه صراع اقليم عدن وسيتدخلون لفض الاشتباك وسيسطرون على كل شيء..

قال: ما الحل ياصديقي..؟

قلت له – ان نؤمن اننا كلنا الجنوبيين على متن سفينة واحدة وان هذه السفينة لن تمضي الا بنا جميعا وان من اختار مركب صغير ليواصل رحلته سيغرق وسيضل طريقه.

سكت قليلا .. واضاف بالقول: اريد حلا سياسيا يافتحي..؟

قلت – ان كنت تريد حلا سياسيا فلا الانفصال حلا ولا الاقاليم حلا ولا الوحدة اليمنية بشكلها حلا. لكنني ارى في نظام اقليمين بصلاحيات واسعة حلا مقبولا للجميع.

حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى