فضاء حر

الموت الصاخب..

يمنات

آزال الجاوي

من ادب الشعوب الامريكية الاصلية (الهنود الحمر) انهم يقسمون الناس الى ثلاثة : شجعان , وحكماء , وعامة (اغبياء) فالفئة الاولى تسعى للحياة المشرفة والموت المشرف من خلال القتال والبذل لاهلهم بل وربما لعموم الناس وفي العادة هؤلاء من تُصنع حولهم الاساطير اما الفئة الثانية “الحكماء” هي فئة تبحث عن تنظيم امور الناس وتفضل الموت بهدوء بعد ترتيب الامور للاجيال التي تليهم وفي العادة يتم نسيانهم من الناس الا ان حكمتهم تظل خالدة رغم نسيان اسماء اصحابها اما الفئة الثالثة وهم من تقتصر حياتهم على العيش كل يوم بيومه اما مماتهم يحرصون ان يكون صاخب ولو بكثر النواح .

يحكى ان خامل من العامة في احد قبائل شعوب امريكا الاصلية علم بقرب موته وهو ذلك الكبير في السن القليل الحكمة المعدوم الشجاعة لديه نساء دون ابناء رجال والكثير الكثير من الخيول والالوان والاواني والريش والاصداف فأراد ان يُذكر بعد مماته وان يموت موت صاخب , فقام باعلان وصيته وهي ان ياخذ كل املاكه الاكثر والاطول نواح وبكاء ورثاء عليه وقام فجاءة بقتل الشجاع والحكيم اثناء انشغالهم بامور تخص جميع افراد القبيلة الا انه وقبل ان يعود الى خيمته ليموت خرج جميع افراد القبيلة لرجمه حتى فر الى الغابة ومات فيها دون ان يعلم الناس بموته ودون ان ينوح او يبكيه اويرثيه احد وتقاسم امواله الناس ولم يعد يكترث احد من اخذ ماذا ؟ ولماذا ؟ وكم من ماله ؟ بل وظل الناس يلعنون الرجل الذي قتل الشجاع والحكيم وفر الى الغابة دون ان يذكروا اي شي منه وعنه وكان ذلك اول نذر شؤوم لهم قبل ان ينقرضوا على يد الرجل الابيض الامريكي .

اقرب مثال معاصر لتلك الحكاية هو الموت الصاخب للنظام السعودي ومايقوم به اليوم من قتل لشجعان وحكماء الشعوب الاصلية في بلاد العرب “العرب الحمر” قبل موته وانقراضه / انقراضهم .

زر الذهاب إلى الأعلى