إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

الطرف الثالث في مبادرة كيري يعكس حجم القلق الأمريكي والسعودي من الصواريخ البالستية في اليمن

يمنات

محمد الأحمد

اطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على جنوب السعودية، في عملية جديدة تشير إلى عجز التحالف عن تدمير هذه المنظومة بعد أكثر من عام ونصف على الحرب.

و كان العميد أحمد عسيري، المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده السعودية، قد أعلن، بعد أشهر على بدء “عاصفة الحزم”، عن تدمير 90‎%‎ من القوة الصاروخية التي كانت بحوزة القوات اليمنية عند سيطرة الحوثيين على الحكم، ولا سيما أن طائرات التحالف شنت ألوف الغارات على صنعاء وغيرها بحثا عن هذه المنظومة .

و مع هذا، فقد أعلن الحوثيون، الاثنين 12-9-2016، عن إطلاق صاروخ باليستي جديد، استهدف قاعدة الملك خالد في منطقة خميس مشيط جنوب السعودية، وقال التحالف إنه اعترض الصاروخ ودمره في الجو رغم تأكيد الحوثيين إصابته هدفه بدقة. وقبل هذه العملية، كانت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي قد أعلنت عن اعتراض صاروخ باليستي آخر استهدف مقر قيادة الجيش في محافظة مأرب.

الحوثيون، ومنذ فشل محادثات السلام في مطلع الشهر الماضي، والتي استضافتها الكويت، أعلنوا عدة مرات عن إطلاق صواريخ  باليستية على مواقع عسكرية سعودية. وكان من بين المواقع التي تحدثوا عن استهدافها قاعدة عسكرية جنوب مدينة الطائف، كما صعَّدوا من هجماتهم عبر الحدود.

و في ظل غياب أي إحصائية دقيقة لعدد الصواريخ الباليستية من طراز “سكود” التي كانت بحوزة الجيش اليمني، فإن المؤكد اليوم وبعد عام ونصف من الحرب والغارات أن القدرات الحربية والتقنية للتحالف عجزت عن الوصول إلى هذا السلاح الذي ظهر أن له القدرة على تغيير معادلة المواجهة مع السعودية، وأن المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق تمكنت من إخفاء وتخزين الصواريخ في أماكن يعجز طيران التحالف عن الوصول إليها.

و قد لوحظ أن مبادرة كيري للسلام في اليمن، والتي تمخض عنها لقاء جدة بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، قد أشارت إلى موضوع وجود طرف ثالث يتولى تسلم الأسلحة من الحوثيين وقوات الرئيس السابق وبالذات سلاح الصواريخ، وهو ما يعكس حجم القلق الذي ينتاب الولايات المتحدة وحليفتها السعودية من استمرار امتلاك الحوثيين هذا النوع من الأسلحة .

و بعيدا عن  تأثير هذه الصواريخ في مسار المواجهات العسكرية، فإنها إلى جانب المعارك الدائرة  في الحدود، تمكنت من تحويل الأنظار عن الصراع الداخلي اليمني بين طرفي الحكومة وتحالف الحوثيين وحزب الرئيس السابق، وجعلت التركيز يتجه نحو الحدود مع السعودية، وهو هدف أساس للمقاتلين الحوثيين الذين يصورون الحرب منذ بدايتها على أنها مواجهة مع السعودية التي تريد أن تحتفظ بنفوذها القوي والواسع في الداخل اليمني.

و إذا كان مِن المؤكد أن صورايخ الحوثيين باتت تؤرق الرياض وحلفاءها، فإن المنطق يشير إلى صعوبة استمرار الحوثيين في استخدام هذا السلاح لتقليص الفارق الكبير في التسليح مع السعودية في ظل الحصار الشامل المفروض على اليمن. لكن قد تأتي الأيام المقبلة بما يفيد بأن ما تبقى من هذه صواريخ سيشكل جسراً لردم الهوة القائمة بين الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض والمعترف بها دوليا، والتحالف المسيطر في صنعاء، من أجل التوصل إلى تسوية.

المصدر: روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى