العرض في الرئيسةفضاء حر

أهكذا العيد يا أمة محمد..؟

يمنات

فارس العليي

كيف تتعاضد الدعوة المحمدية اذا انتزع منها احساس بعضها ببعض، او على الأقل السماح بانتزاعها أهم معاني ترابط الرسالة وسلوكها الاجتماعي والأخلاقي ، و دلالاتها الانسانية و الروحية، و أهمية مسؤوليتنا تجاه اتساقها النفسي و العملي ، فلا معنى لقومية تجمعها اللغة والمصير والروح والأصل الواحد ، بمعزل عن حركة التعاضد و التعاون والتصدي المشترك و استنكار بعضها البعض منفعلة وفاعلة .

أي امة تلك التي يتمزق جسدها ولا تشعر بالحزن او الألم باقي الأجزاء السليمة..؟ و كيف تحتفل بمناسباتها الروحية وتحتفي بذكرياتها التاريخية متناسية باقيها في عضال المهلكات..؟

كيف تذهب لإلقاء المراسيم و الاحتفاء بيوميات ابطالها واحداثها الفاخرة و لا يدفع ما يلاقيه بعض الأخوة من الأخوة الأقرباء لتسجيل موقف عربي ايجابي..؟ وكيف صاروا اداة الغرباء لتدمير ذات الجسد؟

مجتمعات عربية مصابة بتخمة الوهم وقدرتها الكبيرة على تسويق الخيبات والرضى بالخيانات ، وحياكة التآمرات ضد بعضها البعض دون ابداء موقف حاسم من شعوبنا العربية ، تجاه الدمار الهائل الذي يحدث بمشاريع طائفية و مناطقية و نفخ هويات التمزق ، و انسحاق تام لنسيجها الاجتماعي كما يحدث في العراق و سوريا وليبيا و اليمن و البحرين كأمثلة متقدمة !

ﻻ ادري ماذا يعني التدافع لأداء فريضة الحج وكأن العودة من مكة فارقة أخلاقية و إنسانية و روحيه في حياة العربي المسلم..؟

بالملايين محتملين الغالي والنفيس كي يقال ذات يوم أنهم حجوا ، او لضمان مكان في الجنة .. ولو طلب من هؤﻻء الحجاج انفسهم التبرع بالاستطاعة لإغاثة ، و انقاذ ضحايا حروب التيارات والجماعات الاسلامية في الدول العربية تلك لما رأف لديهم حال ! وقد استصغر الله هدم الكعبة وحرم هدم الانسان..

أي أمة وأي دين و أية قومية هذه التي وصل حالها هذه الدرجة من الانحطاط..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى