العرض في الرئيسةفضاء حر

السعودية الناصرية وليس القطة التي تأكل ابنائها

يمنات

آزال عمر الجاوي

في ظل حالة تمرد عربية او بالأصح حالة من التيه والضياع تستعيد القوى الاقليمية التاريخية (ايران + تركيا) بمساعدة من الدول العظمى تقاسم النفوذ بعد تنافس طويل في مجالهم الحيوي التاريخي (بلاد العرب وغيرهم من الاقوام والاقليات الدينية والاثنية في الشرق الاوسط) ما قبل الثورات القومية المعاصرة التي قادتها مصر في منتصف القرن العشرين بل ربما ما قبل رسالة محمد (ص) التي جمعت الجميع دون تمييز بين عربي واعجمي.

اليوم تم تحييد مصر و ضرب مشروعها القومي الناصري، و تم اغراق السعودية في وحل مواجهة العروبة؛ و ضداً لها في العراق و سوريا و ليبيا و في بطن العرب الولاد لهم اليمن .. للأسف.

الشيء الصحيح لشرق اوسط عظيم موازي للاتحاد الاوربي, والنمور الاسيوية, والاتحاد الافريقي القادم, واتحاد دول جنوب امريكا وغيرها من التجمعات الدولية الكبرى, و لعموم منطقة الشرق الاوسط هو معادلة سياسية موسعة تظم ايران تركيا السعودية ومصر وسوريا والعراق واليمن, والمقابل لذلك المشروع هو تفتيت المنطقة وابادة اهلها كـ”الهنود الحمر” او استعبادهم كـ”الأفارقة” في مرحلة العبودية قبل قرون (المقصود بالقرون مئات الاعوام وليس قرون الشيطان في نجد).

لكن مثل ذلك التحالف الاقليمي العظيم لن يرى النور الا عندما تتبنى السعودية المشروع القومي الذي تبناه “ناصر” و أن تتكامل مع اليمن اولاً قبل ان تمد يدها لـ”ايران وسوريا والعراق” كما تفعل تركيا اليوم مع سوريا و ايران وبقية دول المنطقة و العالم.

على السعودية وقياداتها ان يفكروا بتفكير ثوري و بسرعة، وعليهم كذلك التفكير و العمل بطريقة “ناصر” في الخمسينات و الستينات.

كما ان على السعودية ان تدرك انها ان ارادت ان تكون قوة اقليمية فإن ذلك لن يكون بالحروب و صرف الاموال وانما سيكون ذلك من خلال تبني مشروع يحتضن الجميع في منطقة الشرق الاوسط.

يعني على السعودية ان تكون “سعودية ناصرية” و حضن دافئ لكل العرب و ليس قطة تأكل ابنائها لتموت من الشبع من اكلهم..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى