إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

هل ستحول الانتخابات الأمريكية مبادرة “كيري” للحل في اليمن إلى مبادرة الوقت الضائع..؟ وهل هي مبادرة لمليء الفراغ أم مؤشر لتوجه دولي باتجاه اقلمة الحرب..؟

يمنات – خاص

أنس القباطي

ما يزال انسداد الافق رهين الأزمة اليمنية، على الرغم من التحركات الدبلوماسية التي تجري في المنطقة للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب المستعرة في البلاد منذ نهاية مارس/أذار 2015.

و تتركز الجهود الدبلوماسية على تشجيع أطراف الصراع لاستئناف جولة جديدة من التفاوض، بعد تعثر مفاوضات الكويت، بداية الشهر الماضي.

مبادرة كيري التي اعلنها الخميس قبل الماضي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي في مدينة جدة، عقب جلسة لوزراء خارجية دول الرباعية المكونة من الولايات المتحدة و بريطانيا و السعودية و الامارات، لا تزال مجرد مقترحات، و بحاجة للتعاطي معها من قبل الأطراف المتصارعة و تحويلها إلى خطوط عريضة يتم التفاوض حولها.

الصراع اليمني السعودي

مبادرة كيري للحل في اليمن، شأنها شأن كثير من المبادرات التي طرحت للحل من الجانب النظري، غير أنها تشكل من الجانب الاجرائي تطور جديد في مسار الأزمة اليمنية، في حال تم التعاطي معها و التفاوض حولها.

و يرى محللون أن مبادرة كيري تشكل بداية لتعاطي دولي جديد مع الأزمة و الحرب في اليمن، كونها تجاوزت شرعية حكومة هادي المعترف بها دوليا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بديلة.

هذا التعاطي الجديد مع الأزمة اليمنية، جاء في ظل توسع المعارك في جبهة الحدود، و اقترابها من مدينة نجران، جنوب السعودية، بعد الاخفاقات الأخيرة للجيش السعودي في مواجهة الجيش اليمني و اللجان الشعبية.

و فيما ينظر لمبادرة كيري كنقطة أساس لتشكل جديد لملف الحرب اليمنية، و انتقاله من مرحلة الصراع الداخلي إلى مرحلة الصراع اليمني – السعودي، و الذي يشكل بحد ذاته اعتراف دولي بـ”أطراف صنعاء” كطرف في حرب بين دولتين، ما يعني تجاوز حكومة هادي و دخول الطرف السعودي كطرف ثان في الحرب، و الذي ظل يتخفى خلف شرعية حكومة هادي طيلة 500 يوم من الحرب، التي دمرت البنية التحتية اليمنية و دفعت بالوضع الانساني إلى مستويات حرجة تنذر بكارثة انسانية في أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية.

مبادرة الوقت الضائع

و من ناحية أخرى ينظر لمبادرة “كيري” بأنها “مبادرة الوقت الضائع” من كونها جاءت في وقت لا يتيح التعاطي معها، على اعتبار أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب، و التي سينتج عنها حكومة أمريكية جديدة، من المرجح أن تبعد “جون كيري” من موقعه الحالي، و هو ما سيفقد المبادرة حيويتها، في حال لم يتم التعاطي معها بإيجابية من قبل أطراف الصراع حتى نهاية العام الجاري الذي لم يتبق منه سوى ثلاثة أشهر و نيف، ستنشغل خلالها الادارة الامريكية الحالية بالانتخابات.

التعاطي مع مبادرة كيري خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، يبدو أمرا معقدا، نظرا للتعقيدات التي باتت الأزمة اليمنية حبيسة لها، خاصة مع وجود بعدين في الحرب التي تشهدها البلاد، الأول داخلي مرتبط بالصراع المسلح في أكثر من محافظة و وجود أكثر من طرف مشارك فيها بأجندة مختلفة. و الثاني خارجي مرتبط بالحرب في جبهات الحدود و التي يشكل الجيش السعودي طرف فيها، عوضا عن الحصار الجوي و البحري المفروض على اليمن قبل السعودية التي تقود تحالف عربي يشارك إلى جانب جيشها في حرب اليمن.

ملئ فراغ

و من هنا يبدو أن أي جهود لحل الأزمة اليمنية خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، ليست أكثر من ملئ فراغ يهدف إلى ابقاء المسار السياسي حاضرا خلال هذه المدة حتى وصول قيادة أريكية جديدة إلى البيت الأبيض، بداية العام المقبل.

و هو ما يعني اطالة أمد الحرب التي دخلت النصف الأخير من عامها الثاني، و بدأت تأخذ منحنيات جديدة تدفعها باتجاه التحول إلى حرب اقليمية، في حال استمرت جبهات القتال في الحدود اليمنية السعودية على ذات الوتيرة من الاشتعال المستمر.  

زر الذهاب إلى الأعلى