العرض في الرئيسةفضاء حر

صوتان يتنافسان في الجنوب..

يمنات

فتحي بن لزرق

 في “جنوب” اليوم يوجد صوتان يتنافسان الحضور وتشكيل وعي “الناس” وتوجيهه نحو المستقبل .

والصوت الأول هو صوت الطبقة المثقفة والنخب المتعلمة والعقول الواعية المدنية والشخصيات التي خابرت “الزمن” وأهواله ويتكون من أساتذة الجامعات – المفكرين –القضاة – رجال السياسة القديمة والادب والفن والثقافة والشخصيات الاجتماعية التي عاصرت الزمن وبعض النشطاء الحقوقيين والصحفيين وقادة الأحزاب والمنظمات الجماهيرية “سلاحهم الكلمة” وفكرهم “النير” هو شعلتهم التي تنير الطريق لبسطاء الشعب وعامته .

والصوت “الثاني” هو صوت الطبقة التي ولدتها ظروف مابعد زمن التجهيل وحرب صيف 1994 وحرب 2015 وتتكون هذه من قيادات مقاومة وعسكر وشخصيات سياسية غيرت جلودها عشرات المرات وصحفيين انتهازيين ،ومتدثرين برداء دين ، وتجار حروب ومواطنين عاديين وجدوا أنفسهم فجأة يملكون المئات من الأتباع والملايين من الريالات والنفوذ كبيرهم يحمل شهادة “الإعدادية”.

وبين هذا وذاك يقف الناس : تقف احلام الناس المؤجلة – حلمهم بحياة عادلة وكريمة – مدرسة – سراج كهرباء وشربة ماء ولقمة نظيفة وبيت صغير وضحكة اسرة تشق كبد السماء. زفة عروسة وختان مولود وبهجة عيد ونظرة ام من خلف الباب اخر الليل لعيالها النيام وامل كبير بالقادم .

أما الصوت الأول فهو الأضعف والاجبن والأقل تأثيرا رغم انه يملك صوت العقل والمنطق وخبرة الحياة الطويلة وسجلات العطاء على كل الأصعدة ، ورغم احتياج “المجتمع” الشديد لهذا الصوت الذي يملك قدرة النجاة بالشعب و”الأمة” إلا ان أفراده يخافون أصحاب الصوت الثاني وبطشهم لذا تجدهم يعيشون حياتهم بانطوائية شديدة ويتحججون بان المخاطر التي تحيط بهم كثيرة وهم صادقون في ذلك لكن خذلانهم للشعب غير “مبرر” .

وأما أصحاب الصوت “الثاني” فهم الأقوى والأعنف والأكثر حضورا ،يملكون “القوة” والمال ودرسوا احتياجات الناس وأمالهم وأمانيهم فعزفوا عليها وتغنوا “بها” وهم لايؤمنون بها وهاجموا واتهموا كل من يخالفهم بأنه يريد ان ينال من هذه “الأماني” .

وفي “الجنوب” شعب خائر القوى مشتت “الأذهان” حائر الفكرة صلب العزيمة “صافي النية” ،وفي الجنوب “الجنوبي” حاد الرد صادق الوعد ، “ابيض القلب” بكلمات جميلة تطيب “جروحه” لكن ولكثرة الطريق التي سارها ومضى بها ولكثرة “الجراح” التي ألمت به بات يتوق لسماع كلمات “وصلنا” “انتصرنا” انتهت رحلة “العذاب”ولم يعد يفكر كثيرا في هوية من يقول هذه الكلمات ومراده.

وأما أصحاب الصوت “الأول” فهم قلة ولكنهم مثل الطبيب الصادق الذي يواجه مريضه بمرضه ويرسم خارطة علاجه الحقيقية والصادقة التي ستوصله في نهاية المطاف إلى “الشفاء” التام لكن صوتهم لايزال “خافتا”.

وأما أصحاب الصوت ” الثاني” فهم يدركون أنهم رجال مرحلة “مؤقتة” لذا فأنهم يحاولون إطالة أمدها، لكنهم “أذكياء” وأذكياء جدا ..يعدون مسرعين والشعب يجري بعدهم دونما “هدى” او دراية ويصيحون بتشنج ،ويرددون الشعارات ويبيعون “الوهم” للناس ويتاجرون بأحلامها وأمانيها .

ويجري الشعب خلفهم فيتوقف “شبه عاقل” وسط المسير يلتفت الى رفيقه ويهمس:” يكذبون علينا ، يتاجرون بنا ، قلبي يقول لي ذلك ..

تأتي الاصوات هائجة .. وصلنا وصلنا ..

وغداً.. سيحزمون حقائبهم وسيرحلون الى عواصم الثلج والصقيع والرياح وساعتها لن ينفع “الندم”.

والمطلوب في “الجنوب” هو ان يرفع أصحاب الصوت الأول أصواتهم ، ان يمدوا أياديهم لحمل لواء “الشعب” وقضيته .

يد القاض والمحام في محكمته ويد استاذ الجامعة في كليته وصوت وفكر رجل الدين السمح في باحة مسجده والمعلم بمدرسته والفنان بفنه والشاعر بكلمته والسياسي الصادق بموقفه .

وليعلم هذا الشعب ان قضيته “العادلة” لن تنتصر إلا بقيم حقة” وله وطن لن يبنى إلا بالفكر والقيم والعلم والتعلم وإرساء والمبادئ الصادقة التي لا “تتغير”.

هيا انهضوا يا أصحاب الصوت “الأول” الكلمة الأولى .. الوطن في انتظاركم ..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى