العرض في الرئيسةفضاء حر

خارطة سياسية تتشكل في الجنوب وفق ما تريده أمريكا وحلفائها وبعيدا عن القضية الجنوبية الغائبة عن اجندتهم

يمنات

فتحي بن لزرق

حقيقة يجب ان يعلمها الناس في “الجنوب” .

يوم أمس قرأت جدل بالفيس بوك حول من هو قائد الحملة العسكرية الأخيرة إلى (أبين) .

وأثير الجدل عقب تصريح لقائد المنطقة العسكرية الرابعة بصحيفة “الشرق الأوسط” ووصف فيه بأنه قائد الحملة العسكرية في “أبين”.

أود التوضيح بحسب اطلاعي الكبير على التحضيرات التي سبقت عملية “أبين” بالاتي :

قائد المنطقة العسكرية اللواء “احمد سيف اليافعي” لاصلة له بعملية تحرير “أبين” لا من قريب ولا من بعيد ولم يشارك في أي اجتماع سابق لانطلاق عملية التحرير ولم يكن على علم حتى بموعد انطلاقها .

الرئيس عبدربه منصور هادي وإدارته أيضا لم يكونوا على اطلاع بعملية التحرير هذه ولا تفاصيلها ولا من سيقودها ولا متى ستحدث ،كل ما كانوا يعلمونه هو ان هنالك تحضيرات تجرى لإطلاق حملة عسكرية صوب “أبين” وربما علموا بها عبر وسائل “الإعلام” وكذلك حال قيادات المقاومة هناك.

كذلك الأمر ينطبق على القيادات الأمنية والعسكرية الكبيرة من أبناء محافظة أبين نفسها مثل الميسري والعنبوري ومحافظ أبين الحالي الخضر السعيدي ووزير الداخلية بن عرب وغيرهم الكثير .

والأمر لا ينطبق على “أبين” وحدها ، حملة يافع العسكرية الأخيرة تمت دون علم الكثير من القيادات الأمنية والعسكرية من أبناء يافع أنفسهم ويمكن الرجوع للبيان الذي أصدره المشرف على قوات الحزام الأمني يومها “صالح الناخبي”.

وكذلك ينطبق الحال على عملية تحرير “لحج” قبل أشهر وعمليات القصف الجوية، لا المحافظ الخبجي ولا مدير الأمن الحالمي كان على علم بذلك وحتى اليوم هم لا يعلمون بالكثير من القرارات التي تتخذ بخصوص محافظتهم (يمكن الرجوع إلى البيانات التي أصدرها المحافظ الخبجي).

لذلك ما أتمناه ألا تشغلوا أنفسكم بالصراع في الأساس حول وجود القائد الجنوبي الهمام الذي قفز من الطاقة وانطلق شاهرا سيفه ليحرر المدن واحدة تلو الأخرى بقرار “جنوبي” منفرد أو بمشاركة آخرين.

لا توجد مشاركة جنوبية (حقيقية) في صناعة “القرار” في محافظات الجنوب حتى اليوم وما يوجد من قيادات تتلقى الأوامر عبر رسائل “الواتس” لا أكثر وهذا أمر خطير على مستقبل “الجنوب” على المدى القريب .

مايحدث هو خارطة سياسية تتشكل “دوليا” وفق ما تريده “أمريكا وحلفائها ووفق ما يخدم القوى الكبرى وملفهم الأول هو محاربة الإرهاب والحفاظ على مصالحهم في أهم الممرات الدولية المائية ولاشيء سواه ووفق هذه الآلية يتشكل مشهد القوى العسكرية في الجنوب اليوم .

نتطلع في الجنوب اليوم إلى علاقة “شراكة” حقيقية مع دول التحالف العربي نكون فيها جزء حقيقي وأصيل في صناعة القرار على “أرضنا” لا منفذين لسياسة دولية لن نجني منها إلا خراب مشابه لخراب “أفغانستان”.

بمختصر مفيد .. لاتتعبوش أنفسكم وجالسين تأكلوا بعضكم وتقطعوا بعض بخصوص أمر وقضية مالهاش وجود على ارض الواقع والعالم لاينظر إلى “الجنوب” إلا بما يحقق مصالحه أما قضية الجنوب ودولة الجنوب فالحقيقة أنها غير موجودة بالمطلق في كل “الأجندة”.

ارفعوا رؤؤسكم وانظروا بعيدا .. يكفي النظر إلى ماتحت أقدامكم

السؤال الأكثر أهمية هو .. متى سنكون أصحاب “قرار”..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى