العرض في الرئيسةفضاء حر

يئس عيال العاصفة ..

يمنات

صادق القاضي

يئس آباء “العاصفة” من تحقيق أيّ نصر في اليمن.. يئس “عيال العاصفة” أكثر من المعدات العسكرية الخليجية التي ستشبع لديهم شبق السلطة، وتحملهم إلى الأحلام الوردية على شرفات القصر الجمهوري.

والآن:
لا وقت للشفقة والتهكم والتشفي .. لا وقت لغير العفو.. عفو عام، تصدره القوى الوطنية بشأن تلك العناصر التي – في لحظة ضعف على الأغلب- التحقت بالعاصفة، وأيدت التدخل الأجنبي.

لا بد من عفو عام، على الأقل بشأن السياسيين، والإعلاميين، والذين لم يحملوا السلاح، وحتى صغار المقاتلين في الجبهة الأخرى.

أوضاعهم الآن أكثر من مزرية ومهينة، خاصة أولئك الذين سافروا إلى دول الجوار، أوضاع هؤلاء المرتزقة تستحق الرثاء، أكثر من أوضاع الذين ظلوا في الداخل يقاتلون ضمن “داعش” وأخواتها، أو جنبا إلى جنب معها.

ظروفهم هناك مريرة وصعبة، ليس فقط ماديا، بل الأسوأ معنويا: ازدراء واحتقار وإهانات.. كما لو كانوا مجموعة من الحشرات الطفيلية القذرة تدب على القمصان الخليجية البيضاء.
“القمحٌ مرٌ في حقول الآخرين، والماء مالح” كما قال “درويش” وكما عرف هؤلاء بالتجربة.. وكما في الحكمة الشعبية اليمنية الخالدة: “من ترك داره قل مقداره”.

للمزيد، من زاوية مختلفة، استشهد هنا “حرفيا” بمنشور الكاتب “محمود ياسين”:

هل ستلقون القبض على أي من يعود من الرياض?
هذه بلادهم
انهم يعانون كثيرا هناك وفي بلاد الاخرين يكن لمذاق بلادك طعم الحشرجات، التفكير فقط انه ليس بوسعه العودة لبلاده تفاقم وحشة المنفى.

اعرف انهم متضررون وان امضاء اكثر من شهر في غرفة فندق تجعل الوجود مهمة عسيرة وكوابيس مزودة بريموت وشوكلاتا في الثلاجة, التجول في حالة من عسر هضم مزمن وتوقع اساءة ولقد حظي الكثيرون بالاساءات الكافية وعقوبة المتدخل نفسه على جريمة وطنية اقترفناها جماعيا وكل بطريقته’.

الادانة اخلاقية الان على الاقل , هذا وضع غير قانوني ولا احد يملك تمثيل قانون واقامة عقوبة .
كان على السياسيين البقاء , واحتمال التبعات والسجن والتغييب , بدلا من هذا الهروب الجماعي .

ما كان حقهم استدعاء التدخل العسكري لكن هذا لا يسقط حقهم في بلادهم ولا يمنحك حق تمثيل عدالة وطنية في جملة قضايا كنت انت سببها الأول .

يخبرني احدهم تفاصيل مأساوية عن ليالي الغرف ومذلات المعونات وكيف انتقل الامر من الاستضافة الى الازدراء , وكيف انخرط سياسي ما في نوبة بكاء مريرة يريد ان يعود
ستعودون يوما , وسيحصل كل منا في الداخل او الخارج على ما يستحقه.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى