العرض في الرئيسةفضاء حر

قرارات هادي ومرقة “عبده الوصابي”

يمنات

فتحي بن لزرق

الإهداء إلى صديقي محمد القاضي الذي شاركني ذات يوم اقتسام رشفات مرقة الوصابي وعلى حسابه

في المدرسة التي كنت ادرس فيها صبيا في المستوى الدراسي الرابع كانت هنالك صندقة صغيرة لبائع من الشمال اسمه “عبده الوصابي”.

كان الرجل لا يبيع إلا لطلاب مدرستنا وعلى مايكسبًونه يقتات و يعيش و في صندقته الصغيرة يطبخ أشياء عدة متداخلة لا طعم لها و لا لون و لا رائحة.

مع كل صباح يطل علينا “عبده الوصابي” بشاربه الأسود الكثيف و كشيدته التي انتصبت فوق رأسه كحبة جوز هند.

يصيح الرجل بهمة عالية: “لا تزاحموش .. الحامي وصل .. دلع كرشك .. لا تفوتك مرقة “الوصابي” .. لا تفوتك قطعة اللحم وسط القلص خليها من نصيبك.

و رغم كل عبارات الإطراء هذه إلا ان مرقة الوصابي لم تكن إلا قليلا من الماء و الحوائج والكاري..

كنا كل يوم نجد أنفسنا أمام صندقة الوصابي رغم إدراكنا العميق ان “الوصابي” يكذب فلا مرقة ولا لحمة و لا ريحة لحمة، لكننا نشتريها منه لرخص ثمنها حيث كان يبيعها بـ5 ريال مقابل 30 ريال في المطاعم الأخرى، و ثمة أمل بتحول الحلم بظهور اللحمة الى حقيقة.

و مرت السنين و نحن نشتري من “عبده الوصابي” على أمل ان نعثر في يوم ما على قطعة اللحم لكن دونما فائدة.

هذا المساء قمت بعملية مراجعة لعشرات القرارات التي أصدرها “هادي” خلال سبعة أشهر مضت فقط ما بين لواء مكافحة الإرهاب و عشرات القرارات العسكرية والأمنية و خلافة و تذكرت مرقة “الوصابي”.

تشبه قرارات هادي في محافظات الجنوب “مرقة الوصابي” لها مسميات كبيرة و رنانة لكنها واقعا “لا شيء”.

في مواجهة مرقة الوصابي كبرنا و ادركنا أنها كذبة .. و السؤال هنا اليوم متى ستدرك الناس كذب كل هذه القرارات التي يصدرها “هادي”..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى