إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

وا حسرتاه على مدينتنا الغالية تعز

يمنات

محمد طاهر انعم

واحسرتاه عليها حين صارت بعض أحيائها مدمرة، وشوارعها مخربة، وحاراتها مهجورة.

واحسرتاه عليها حين صارت تتقاسمها جماعات متناقضة متدابرة متعادية، كل جماعة تحكم قبضتها على مناطق لتحكمها بشريعة غاب من اختراعها.

واحسرتاه عليها حين ينتشر فيها المسلحون من أصحاب السوابق والقتلة والمحببين والمحششين، فيسطون على البيوت الفارغة، ويبتزون المارين، ويسرقون السيارات، دون خوف من الله او وجل من خلقه.

واحسرتاه عليها حين تنتشر الجماعات المتطرفة فيقتلون مخالفيهم في الرأي لمجرد كلمة او موقف، مثلما حصل لامرأة في مقبرة الاجينات مؤخرا، ولشاب في شارع 26، ولكاتب يساري في حارة الاخوة، ولا أحد يحاسبهم او يجرؤ أن يساءلهم.

واحسرتاه على شباب في أعمار الزهور ممن كان البلد ينتظرهم للعمل والبناء والتنمية فإذا بالأحزاب المتعصبة والجماعات المتشددة تشحنهم بالمناطقية والطائفية فتمتلئ قلوبهم حقدا، ويسلكون سبيل الحروب الاهلية.

واحسرتاه على الامن والاستقرار والهدوء والمحبة الذي كان يلف مدينتنا، وضاع بسبب تعصب الاحزاب والجماعات التي تتحرك تحت مبدأ: حبتي والا الديك.

وا حسرتاه على جامعتنا التي اغلقت ودمرت بعض مبانيها، وعلى مدارسنا التي تعطلت وصارت مقرات للميليشيات المسلحة من جميع الاطراف.

وا حسرتاه على قيادات سياسية ووطنية واسلامية وقومية ويسارية كنا نظن ان حبهم لمدينتهم ومجتمعهم مقدم على حرصهم على مصالحهم وتوجيهات احزابهم، فاذا بهم يخيبون ظنونا خيبة لا مثيل لها.

واحسرتاه على التعايش والتآخي والتداخل والتسامح الذي كان سمة المدينة فيما مضى.

واحسرتاه على نصف سكان المدينة الذين تركوها لمتعصبي الاحزاب والجماعات المتقاتلة ونزحوا للقرى والمدن الآمنة، وبقي المستضعفون الذين لا يستطيعون نزوحا او خروجا.

وأخيرا: واحسرتاه أن بعض قيادات القوى السياسية والجماعات المتقاتلة لم تقتنع حتى الان انها أجرمت في حق المدينة وأهلها، ومازالت تظن أنها فعلت خيرا وقامت بالواجب، وليس في الإمكان أحسن مما كان.

والله المستعان، وإليه الشكوى من هذا التعصب الأرعن، وليتنا كنا بدون أحزاب أو جماعات.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى