العرض في الرئيسةفضاء حر

خلاف هادي وبحاح من زاوية مغايرة

يمنات

هذا المساء سأكتب عن وجهة نظري الشخصية لكل مايدور على الساحة السياسية من أحداث وخصوصا تطورات الخلاف بين الرئيس هادي ونائبه (بحاح).

ما يحدث اليوم هو إطلاق قطار رحلة الوداع للرئيس عبد ربه منصور هادي وإنهاء رحلته السياسية في عالم السياسة اليمنية، و ما يحدث من تراجيديا سياسية ما هو إلا مقدمة لحدث جلل سياسي سينتهي في نهاية المطاف بتنحية “هادي” وخروجه من المشهد السياسي اليمني وذهاب جميع الأطراف اليمنية صوب تسوية سياسية تنهي الحرب بشكل كامل.

واليكم هذه المعطيات:

– مع بداية الحرب وفي شهورها الأولى كان خيار الحسم العسكري هو الخيار الأقوى لإعادة الرئيس عبد ربه منصور إلى صنعاء وإعادة الحكومة الشرعية لكن ومع مرور شهور طويلة على الحرب فان خيار الحسم العسكري يبدو صعب “المنال” الأمر الذي يحتم على كافة الأطراف المتصارعة أن تقدم الكثير من التنازلات بهدف التوصل إلى تسوية سياسية والبحث عن حلول تحفظ ماء الوجه لكل الأطراف.

– تدرك دول التحالف أن خيار إعادة الرئيس هادي إلى سدة الحكم في شارع الستين بصنعاء خيار صعب خصوصا مع توسع الهوة السياسية والشعبية بين الأطراف السياسية والعسكرية المتصارعة وباتت كل الأطراف تتفق على أن تسوية سياسية يمكن للأطراف اليمنية ان تذهب إليها يجب ان تتضمن خروجا للرئيس اليمني السابق علي صالح من اللعبة السياسية بشكل كامل وهذا الخروج بالتأكيد انه سيتضمن تلقائيا خروج مماثلة لهادي من المشهد السياسي والـتأسيس لمشهد سياسي يمني جديد لا يتضمن أدوات الصراع الحالية.

– يمثل إخراج الرئيس هادي من المشهد السياسي بناء على شروط مسبقة من قبل تيار صالح والحوثيين أمر محرج لدول التحالف لذا فان الخلاف القائم بين هادي وبحاح يمنح دول التحالف مخرج أخلاقي يقدم خروج “هادي” من المشهد السياسي اليمني على انه نتاج صراع سياسي قام وانتهت فصوله بداخل معسكر الشرعية اليمنية.

– قد لا تكون دول التحالف راضية عن حالة الخلاف بين هادي و بحاح لكنها قد ترى في حالة الاختلاف هذه تهيئة للملعب السياسي اليمني بشكل صحيح.

– يصر تيار هادي على ضرورة الحسم العسكري للصراع الحاصل في شمال اليمن مع قوى صالح والحوثيين وحتى اليوم يواصل المضي في خياره العسكري في حين يطرح تيار “بحاح” وبقوة ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية.

– كل المعطيات على ارض الواقع أن ثمار الخيار السياسي الذي يطرحه بحاح وتياره السياسي تتضاعف في حين ترى دول الخليج ان الخروج من المأزق اليمني بأقل الخسائر وفق تسوية سياسية تضمن نجاحا ملموسا لدبلوماسيتها السياسية في حدها الأدنى أمر يمكن القبول به.

– تبدو الأطراف اليمنية المتصارعة منهكة للغاية وخصوصا الأطراف الموالية للحوثيين وصالح ولكن هذه الأطراف لن تقبل بان تنتهي أي عملية سياسية تفاوضية بإعادة الرئيس هادي حاكما لليمن وفق نموذج (اليمن الاتحادي) الذي يصر هادي على انتاجه.

– ترى كل الأطراف السياسية العربية والخليجية ان الحالة اليمنية بحاجة إلى ذهاب جميع الأطراف إلى تسوية سياسية يمنية شاملة تنهي جميع مشاكل اليمن شمالا وجنوبا وهذه التسوية لن تأتي إلا عبر عملية سياسية ضخمة تضمن حلا حقيقيا وعادلا لقضية الجنوب ومنح كافة الأطراف السياسية اليمنية تمثيلا عادلا وحقيقا على خارطة السياسية اليمنية .

– من الغباء الاعتقاد بان أي خلاف سياسي بين بحاح وهادي يمكن له ان يخرج إلى العلن ويتبلور لحالة سياسية على الأرض إلا إذا اريد له ممن يسعى لتسوية الأرضية السياسية الخروج إلى العلن ومن ثم حسمه وفق المعطيات الخاصة بالحلول القادمة.

– شخصيا اعتقد ان ما يحدث في معسكر الشرعية هو مخاض عسير لعميلة ولادة قريبة لتيار سياسي جديد سيتمكن من بلورة مشروع سياسي ورؤية سياسية ستذهب بجميع الأطراف صوب تسوية سياسية تضمن حلا شاملا للازمة اليمنية بشكل كامل.

عن عدن الغد

زر الذهاب إلى الأعلى