فضاء حر

يكفيك قولهم بأنهم متحوثين لكي لا تسأل مجددا ولا تقارع

يمنات
*أسم (ع . ف) ……. و ….(ن .ك) يرعب مواطنين الباب الكبير ووادي المدام والنسيرية …. في ذلك القسم في الباب الكبير يذبح ويسحل كل من قرروا أنه متحوث.
بالسحل والحرق والذبح في ذلك الشارع وأمام جامع المظفر تدفن الحكايات مع أصحابها..
لا أحد يسأل .. يكفيك قولهم بأنهم متحوثيين لكي لا تسأل مجددا ولا تقارع..
و يفرغ المؤذن من نشوة مناظر القتل ليعلو جامع المظفر قائلا .. الله أكبر وخاتما دعائه بدعوته المهيبة اللهم أنصر الإسلام .. نعم لقد نصر إسلامكم علي هذه الجثث والرؤؤس..
في تلك الحواري التي كانت تفوح برائحة الشنيني والأجبان أصبح ذلك التراب يحمل ألف حكاية وألف راوية عن جهاديي المقاومة. وعن الضحايا الذين يصرخون من تحت التراب كشبحا يلازمنا .. في الأزقة والطرقات.
و على مرأي ومسمع أهالي باب موسي يتم ذبح سحل و حرق أي رجل بتهمة أنه جندي أو أنه متحوث.
كل يوم ينتظر أهالي المنطقة قصة جديدة يتدوالها الجميع، و تتزايد الإشاعات.
وحدهم القتلى من يعرفون الحكايات
وحدهم صوت عتاباتهم تأتينا من العالم الأخر. على هذا الصمت المريع، و كلما ضحكنا سهوا يتقافز أنينهم في عيوننا .. في كيبوردنا .. حتي في منامنا يتقافز ذلك الأنين كجاثوم يسألنا ماذا عنكم..
ألم تبكون????
ألم تجزعون???
اسمحوا لي أن أبكي وأبكي عليهم دون أن تخترق جسدي رصاصة المقاومة.
اسمحوا لي أن أقاوم هذا الرعب المهول بالقلم.
اسمحوا لي أن أبكي وبأعلى الصوت على كل جندي ومواطن قتل في تراب مدينتي الأم.
أنا لا أعرفهم .. ربما أعرف البعض منهم .. ربما صادفتهم يوما و أنا في الطريق، وهم هزيلي البنية تلفحهم الشموس .. وهم في الإشارة .. في الجولة ينامون في الطرقات.
كانوا يقابلون الرصاص بصدور عارية ..
أنا أعرفهم بوجداني فهل عرفتموهم?

زر الذهاب إلى الأعلى