فضاء حر

المشكلة أين تكمن..؟

يمنات
الأطراف والمكونات السياسية المتحاورة وجدت لها هذه المرة كبش فداء أخر هو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر كي تعلق عليها فشل التسوية السياسية.
فجأة أصبح الرجل في نظر جل القوى السياسية المشكلة، لا مفتاح حلها، مع أن المشكلة هي في المتحاورين أنفسهم، فكل طرف ومكون دخل الحوار ليس بهدف التوصل إلى قواسم مشتركة، بل لفرض رؤيته على بقية الأطراف، أو للمناورة السياسية وكسب مزيد من الوقت لترتيب أوراق خارج مقتضيات ومتطلبات الحوار، لأن السياسة لدى كل هذه المكونات الأيدلوجية والعقائدية ليست فن الممكن، إنما هي لديها فن الخديعة والمكر والحيلة المؤدي إلى غنيمة عائدات الحكم ومنافع السلطة، وما يؤكد ذلك أنه ما أن يقترب طرف من تخوم الحكم والسلطة حتى يغيرها لصالحه هو زبانيته وحاشية حزبه، مع أن السلطة في البلدان التي يحكمها القانون، لا الاستبداد هي التي تغير المقترب من تخومها، أو القادم إليها، لأنها تضعه أمام امتحان المسئولية عن الكل الجمعي والسياسي..
لذلك حتى وإن غير مبعوث الأمين العام جمال بن عمر، وحل محله اساطين ودهات المساعي الحميدة فالنتيجة أنهم سيهزمون أمام مكر وحيلة السياسيين اليمنيين الذين لا يرون في السياسة سوى كذب على شعبهم وكذب على بعضهم البعض، و لا يرون في الحوار سوى ملعبا للمراوغة والمناورة السياسية بما هي حيلة ومكر.
و قد شاهدنا كيف أنهم كانوا وراء فرض مقترحات على طاولة الحوار ثم تحولوا ضدها لها حين قرب موعد استحقاقها .. لذلك هؤلاء السياسيون الذين لا يرون في السياسة سوى فن الخديعة والمكر يمكن لهم أن يكونوا أي شيء، إلا أن يكونوا ساسة.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى