فضاء حر

تعز ليست لك لتجرب فيها

يمنات
الآن ملامسات بين الحوثي وتعز اقرب لذلك النوع من التملي اللحظي بين كتلتين لم يبت التاريخ في تحفظاتهما تجاه بعض ، يشبه ايضا محاولة أخوين بعد موت الأب ، يريد القوي السيطرة على المتعلم ، كانا عائلة واحدة وكان الأب هو الدولة والان يبدو الاصغر منطقيا وهو يحاجج بشأن تميزه وحقوقه بينما يدعي القوي انه يصغي ويلعب بمقص بندقيته ،
المتعلم والقوي هذه فقط لبعض الايضاح، لكن هناك الكثير من الصواب في المثال، ذلك ان تعز تذكرني بالعلم، بينما يختزل الذهن شمال الشمال في وجه ابو علي الحاكم وهو في حوض الاشراف بعد قات، الآن فقط افكر هذا بسبب اللحظة العدوانية المرتجلة مع ادراكي ان هذا اختزال غير وطني على الأقل.
نحن بلد واحد ولا احد افضل والعلم ليس حكرا على منطقة وكذلك الجهالة المسلحة المتوترة ليست تعريفا لمنطقة، كلما هنالك ان خطوط حركة السلاح في تضاريس اليمن مؤخرا قد ترتب عليها ذلك المزاج المقابل للاستقواء والذي يورط الذهن في هكذا اختزالات وربط بين الوجوه والأمكنة، وللمرة الثالثة “كيف نعفي انفسنا من المناطقية؟” حتى ونحن اذ نفكر في تعز تحضرنا صورة شوقي هايل واذ نفكر في صعدة تحضرنا صورة فيصل مناع.
وحدها دولتنا من سيعفينا من وضع متعلقات الربط المناطقي موضع الحق بالغلبة وابقائها مجرد تنويعات ذهنية لا اكثر حيث يستقوي كل واحد بتميزه بينه وبين نفسه، لكن ان تتحول العاهات بما فيها المباهاة بالعلم حصرا، الى معيار مباهاة وغلبة فذلك سيجعل الكلمة الاخيرة لبندقية ابو علي.
تعز ليست لك لتجرب فيها، ليس لأنها مكتظة بالشهادات الجامعية مقارنة بدماغك المكتظ بالبارود العريق، ولكن لأن هذا ليس لك، ولو اكتشفنا يوما ان ابو علي الحاكم خريج السوربون فلن يجعل منه ذلك أقل بدائية وقد قام بما قام به.
ذات عصر كان صديقي سليل عائلة الشهادات والعلم واليسار التقدمي يجلس في مقيل تواجد فيه حميد الاحمر وكان الاخير يتحدث الانجليزية بطلاقة في تلك الجلسة التي ضمت مجموعة باحثين اجانب ، قال انه يومها احس بأن حميد يسطو حتى على ما كان يظنه مجال تفوقه هو بوصفهما وريثين لعائلتين تورث احداهما السلاح والمال وتورث الاخرى العلم واللغة.
مضمون هذا كله ان لدينا تعريفات حصرية بعضها غير صائب ولا وطني احيانا .. لكن الآن ما يحدث ليس بين منطقتين بقدر ما هو بين منطقين أحدهما أرعن.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى