فضاء حر

لم يمت أيوب يا عالم..!!

يمنات
أيوب طارش -الفنان، العازف، المطرب، الملحن، الموهوب، المبدع والإنسان المتواضع البسيط المفعم صوته بالفرح وحب الأرض و الحياة والإنسان- ظاهرة جمالية وإبداعية لن تتكرر في حياتنا.
إنه فنان توحد بعوده، ووحد اليمن شمالا وجنوبا بفنه.. غنى لها وأغناها، وغنى لكل اليمنيين وأغناهم بأغانيه وألحانه.
نصف قرن وأيوب طارش يصنع الفرح.. يغني ويعزف ويرقّص بأوتار عوده وبحبال صوته الحجر والشجر، ويدخل الفرحة إلى كل بيت والمسرّة إلى كل قلب.
أي حنجرة هذه! وأي عود هذا! حنجرته جرح ينزف ويسيل أغنيات ولهٍ وعشقٍ لليمن أرضاً وإنسانا.. ومن بين أوتار عوده تنفجر ينابيع وشلالات ألحان تروي ظمأ اليمنيين إلى الفرح والحب، وإلى الحرية والجمال.
و حتى عندما نكون في حالة انحطاط أخلاقي أو معنوي.. عندما نكون غاضبين ومتوترين وساخطين على أنفسنا وعلى بعضنا البعض فإن أغانيه الشجية الغنية بموسيقى شعبنا وإيقاعاته تساعدنا على الاسترخاء، وتجعلنا في حالة سلام وتناغم مع أنفسنا، ومع محيطنا، ومع العالم من حولنا.
إنها تتسرب إلى داخلنا وتنقلنا من الواقع إلى الحلم، ترفعنا دون ملامسة، وتشدنا من دون جذب، وتستدعينا من دون نداء، وتبعث فينا حنينا غامضا إلى السمو وإلى العلو، وإلى الترفع عن الصغائر.
و لو أن للفن أنبياء لكان أيوب طارش هو نبي الفن اليمني.. ذلك أن رسالته هي رسالة التناغم والانسجام والسلام، رسالة المحبة والتسامح.
لم يمت أيوب يا عالم.. وحتى لو سمعتم وتأكدتم من صحة خبر موته فإن الفنانين والمبدعين من أمثاله لا يموتون.. لكنهم يدفنون بنفس الطريقة التي ندفن بها الجمر.
عن: اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى