فضاء حر

الشعب يطالب بالعزل السياسي لأركان النظام السابق ولا يقبل بصكوك الغفران الثوري

يمنات
لولا التضحيات والبطولات التي قدمها شباب الحرية والتغيير في جمعة الكرامة والأسابيع العشرة السابقة عليها، واصرارهم على مواصلة ثورتهم حتى النصر، ما تجرأ أحد من أركان نظام الرئيس السابق على الانشقاق عليه، مع ذلك جسد شباب الثورة روح الشعب اليمني المسلم الأصيل، فقالوا لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، رغم تشكيك بعض الثوار بهذا الانشقاق، لاسيما بعد إصدار قانون الحصانة، الذي حصن كل أشخاص النظام السابق (الذين ظلوا على ولائهم لعلي عبد الله صالح والذين انشقوا عليه) من الجرائم التي ارتكبوها قبل توقيع المبادرة الخليجية..
وخلال الأسابيع الماضية ارتفعت أصوات ثورية تطالب بمحاكمة علي عبد الله صالح، وإسقاط الحصانة عنه، وأصوات أخرى أكثر اعتدالاً تطالب بالعزل السياسي، وأعتقد أن المطالبة بإسقاط الحصانة يمثل شكلاً من أشكال الشطط المتجاوز لحسابات الواقع، فضلاً عن ميل المطالبين به إلى الانتقائية، فهم يريدون محاكمة علي عبد الله صالح، فقط كما لو كان علي عبد الله صالح سوبر مان أدار البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية بمفرده، أو بعصى سحرية، وليس له شركاء وبطانة، أما المطالبة بالعزل السياسي لمن شملهم قانون الحصانة فهو مطلب شرعي وعادل، على أن يشمل كل من منح حصانة قانونية، وكل من شغل منصباً سياسياً أو تنفيذياً رفيعاً في المجالات المدنية والعسكرية والأمنية خلال الفترة 1994- 2011، وأن لا ينصب البعض أنفسهم قساوسة يوزعون صكوك الغفران الثوري لمن شاءوا من أركان النظام السابق، فمن شاء أن يستمر في مزاولة النشاط السياسي وممارسة الوظائف العليا عليه أن يبرى ساحته عبر القضاء والمحاكم العادلة، وليس عبر صكوك الغفران الثوري.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى