تحليلات

دخول القاعدة على خط تكفير فريق بناء الدولة في الحوار يكشف مدى علاقة القيادات المتشددة في تجمع الإصلاح بالعناصر الارهابية

يمنات – خاص

بات خطر التكفير يهدد بنسف مؤتمر الحوار في مرحلة الحسم الأخيرة، عقب طلب موقع "صدى الملاحم" التابع لتنظيم القاعدة عناوين أعضاء فريق بناء الدولة، الذي تعرضوا لحملة تكفير قادها رجل الدين المتشدد والقيادي في تجمع الإصلاح عبد المجيد الزنداني.

تتابع الطلب مع حملة تكفير الزنداني ونشر نجله قائمة بأسماء أعضاء فريق بناء الدولة الذين اختلفوا مع ممثلي تجمع الإصلاح والرشاد السفلي، حول مصدر التشريع ومدنية الدولة، ليس أمرا عفويا، وإنما يسير في اطار تخطيط مسبق، يكشف عن العلاقة التي باتت واضحة بين المتشددين من رجال الدين وتنظيم القاعدة الارهابي، الذين لا يعترف بغير حوار الدم.

اللجوء للتهديد بالتصفية مرحلة تصعيد جديدة من قبل من يرفضون السير نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وحملة ترهيب واسعة تمارس ضد أعضاء فريق بناء الدولة خاصة وأعضاء مؤتمر الحوار بشكل عام، ورسالة للجنة التوفيق التي رفعت إليها المادتين مثار الخلاف.

حملة الترهيب التي بدأت من داخل المؤتمر نفسه، ثم تمددت وتوسعت بتصدي الزنداني الابن ثم الأب لها، ومن ثم دخول تنظيم القاعدة، مؤشر خطير على أن هناك من يسعى لنسف مؤتمر الحوار، بعد أن بات مفخخا من الداخل بالجماعات التكفيرية التي اخترقت المؤتمر حتى عن طريق منظمات المجتمع المدني.

نسف مؤتمر الحوار في هذا التوقيت لا يزال مجرد تهديد، هدفه ترهيب أعضاء المؤتمر للخروج بمخرجات تبقي مراكز القوى التقليدية هي المسيطرة على مقاليد الحكم، لكن قد يتحول التهديد بالنسف إلى واقع في حال سارت الأمور بعكس ما تريد القوى التكفيرية، التي تتخذ من الدين وخلافة الله في الأرض طوق نجاة للبقاء مهيمنة على القرار السياسي في البلد المثخن بالجراح والمثقل بتبعات الحروب.

اليوم بات تجمع الإصلاح على المحك الحقيقي، لبيان موقفه من الحملات التكفيرية التي يتصدى لها قيادات لها ثقلها فيه، بيد موقف الإصلاح كحزب مشارك في الحوار لا يزال ضبابيا وغير واضح، على الرغم من موافقته على بيان شديد اللهجة لهيئة مؤتمر الحوار قبل اسبوعين.

وصار اليوم لزاما على تجمع الإصلاح فك ارتباطه بالقوى التكفيرية، التي صارت تتناغم مع القاعدة وارهابها، ما يشير إلى أن منابت القاعدة الأولى تبدأ من الفكر التكفيري والتعبئة الجهادية التي تمارسها قيادات متشددة في تجمع الإصلاح، وما مناهج جامعة الإيمان التي يرأسها الزنداني إلا خير دليل.

تهديدات القاعدة التي دخلت في خط تكفير أعضاء فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار، مؤشر على أن هناك مراكز قوى تحرك خيوط القاعدة، بما يلبي مصالحها واستمرارها في الحكم، وهذه النقطة يجب التوقف عندها مليئا، وربطها بالحرب التي تشنها الدولة على القاعدة، والتي توقفت أثناء حرب تحرير أبين من عناصر القاعدة عند أطراف المدن، ولم يتم ملاحقة عناصرها.

الابقاء على هذه العناصر الخطرة وعدم استئصال شافتها تعد بمثابة ورقة ضغط تستخدمها بعض القوى للحصول على مكاسب سياسية، وهي لعبة خطيرة حاضر البلد ومستقبله، وتعد بمثابة اعاقة مستديمة لانتقال البلد نحو الاستقرار، ما يتوجب على القوى الوطنية ومعهم المجتمع الاقليمي والدولي للتدخل لكبح جماع هذه القوى، وارغامها على تحديد موقف واضح من الحرب على الارهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى