حوارات

المفكر اليساري عبد الباري طاهر: لا دولة دينية في الاسلام وخطئة الحوار أن قوى نافذة مشاركة في الحكم تشارك فيه ويدها على الزناد

يمنات – الجمهورية نت

تواصلاً للنقاشات الفكرية الأسبوعية ضيفنا في هذا العدد المفكر اليمني المعروف عبد الباري طاهر .. نقيب الصحفيين الأسبق .. والذي تحدّث عن أهم ما يواجه الوطن من هموم و معالجة أبرز التحديات التي نواجهها على الصعيدين المحلي والعربي..فإلى الحوار ..

المحرر: في نظرك ما هي أصعب قضية تواجه مؤتمر الحوار الوطني؟

 – إن أهم العقبات التي تواجه الحوار هي عدم تنفيذ النقاط العشرين وإن أطرافاً نافذة في قمة الحكم تحكم وتتحارب؛ فهم يحكمون في صنعاء ويتحاورون كذباً ويتحاربون حقيقة. فالإرهاب في الجنوب ورداع ومأرب له علاقة بهذا التحارب، كما أن قطع الطرقات والاغتيالات وتفشي العنف والاختطاف معطىمن معطيات القوى المتحاربة في الحكم وعليه، والتي ترى أنه لا يمكن الحفاظ على مصالحها وانفرادها بالسيطرة إلا بالسلاح والغلبة. ولا يمكن مواجهة هذه القوى الزاحفة دوماً على السلطة والممسكة بها بقوة السلاح إلا بتحويل الحوار إلى حوار مجتمعي والنزول إلى الحياة العامة في المجتمع، وجعل الحوار الوسيلة المثلى للعلاقة بين مختلف الفئات والشرائح والاتجاهات المختلفة.

عبدالعزيز العسالي: كيف تنظرون إلى القبيلة في واقع ما بعد الثورة ؟

– لا بد أن ندرك أن المجتمع الأهلي (القبيلة) قد شهد تحولات عميقة وأصبح المجتمع الأهلي أكثر قرباً من المجتمع المدني، فخلال نصف قرن منذ ثورة سبتمبر جرت مياه كثيرة في تفكيك وخلخلة التركيبة المجتمعية والبنى القبلية وجرى تقارب بين الريف والمدينة، وتساقطت العديد من جدران العزلة والحدود أو الأسوار الفاصلة بين الريف والمدينة، وتضاءلت الأعراف والقيم والتقاليد القبائلية إزاء قيم التمدن والتحضر، صحيح أن التغيير لم يكن حاسماً ولا يزال الحكم الرجعي العسكري القبائلي حريصاً على استمرار عزلة القبيلة وتدجيجها بالمال والسلاح والأمية وإغراقها في الفتن والحروب والثأرات باعتبارها الاحتياط الاستراتيجي لحماية التحالف الشرير ذي الثلاث الشعب القبيلة ورؤوسها، والعسكر الموالون للقبيلة، والإسلام السياسي. فهذه القوى تقف على أرضية مشتركة ومتحالفة موضوعياً حتى وهي تتحارب فيما بينها فهي متوحدة موضوعياً في مواجهة الثورة الشعبية السلمية، وهي لاتريد انتصار الحياة المدنية الآمنة والمستقرة، وهي ضد الدولة المدنية الديمقراطية والحديثة، وهي موحدة ضد دستور مدني وديمقراطي، وضد إعطاء الجنوب حق تقرير المصير، وضد دولة اتحادية أواستعادة التهاميين حقوقهم المغتصبة. وهم بنفس القدر ضد عودة الحياة إلى صعدة، وتعويض أبنائها عن الستة الحروب، كما هم ضد حقوق الطوائف والأقليات وأبناء الخمس واليهود والإسماعيليين. لقد تراخت كثيراً قبضة شيوخ الضمان الذين انغمسوا في الفساد والاستبداد والانفصال عن قبائلهم ومناطقهم والأهم أن التعليم والانخراط في المهن المختلفة والتجارة والحرف كل ذلك قد ساهم في تقريب القبيلة من المدينة؛ ولعل موقف القبائل في حرب صعدة وضد الثورة السلمية ما يدلل على هذا المنحى الذي يمثل التحالف الثلاثي أهم العوائق أمام انتصاره وللأسف فإن إحجام القوى المدنية عن التواصل مع القبيلة وإشراكها في المؤسسات المدنية ومكافحة الأمية: الأمية والمعرفية. والتوعية بمخاطر حمل السلاح والثأرات، وإضعاف هيبة الدولة، والتطاول على النظام والقانون.. والأهم ربط القبيلة بمصالح الوطن والمجتمع، والاهتمام بالبنية التحتية في المناطق القبلية وربطهم بالأرض عبر المصالح والبناء والتنمية، وعدم التعويل على قهر القبيلة بالسلاح فهو تجارتها الرابحة دوماً ،وإنما بخلق تنمية ومصالح مادية وتعليم حديث .وإضعاف تأثيرالقوى المستفيدة من عزلة القبيلة وعصبياتها الثأرية.

 ـ ما تقييمك للحوار الوطني، و هل هناك مؤشرات للنجاح؟

– الحوار والقبول به مؤشر نجاح باعتباره البديل الأفضل والأسلم من الحرب. ولكن الخطيئة الكبرى أن قوى نافذة في الحكم – وفي كل مفاصل الحكم- تشارك ولا تزال أيديها على الزناد.

ففي حين تشارك في الحكم فإنها تستمر في تغذية التصارع وتشجيع الفتن والحروب، والاستيلاء على الوظيفة العامة، وتعطيل التصالح وإفراغ الحوار من مضمونة.

وحقيقة فإنه بدون تنفيذ البنود العشرين نقطة وتحويل الحوار إلى حوار مجتمعي ينزل المتحاورون إلى كل مفاصل المجتمع وإلى الميادين والأسواق والمساجد والمدارس؛ ليشمل كل فئات وشرائح المجتمع وبالأخص أبناء الخمس والمناطق والفئات والشرائح المهمشة..

ويقيناً فإن هذه القوى النافذة والمتحاربة والحريصة على استمرار حكم اليمن بالغلبة والقوة هي العائق الأكبر والخطر الحقيقي.

المحرر: برأيك ما هو الحل الأمثل للازمة المصرية، و ما انعكاساتها على المنطقة؟

– العودة إلى شرعية الثورة السلمية الشعبية ثورة 25 يناير، وتخلي الإخوان عن نهج وعقلية الانفراد بالحكم وابتعاد العسكر أو تخليها عن عقلية الانقلاب أو العودة إلى الحكم بأي صيغة من الصيغ وتوافق الإنقاذين مع التيارات الإسلامية على توافق سياسي وفكري ومجتمعي لصياغة دستور توافقي ديمقراطي يكفل تشارك الجميع وتحقيق عدالة اجتماعية ونهج جديد يحترم الحقوق والحريات.

 حكم حزب الحرية والعدالة بالشرعية المنقوصة في ظل انتخابات بدون دستور وإقصاء شباب الثورة (الشرعية الثورية) وإقصاء القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية والانفراد بالحكم والتطاول على القضاء ومحاولات شقه والإساءة إليه كلها قد دفعت بالثورة الشعبية السلمية للنزول إلى الميادين داعية إلى انتخابات مبكرة والحقيقة إن الشعب المصري له سمة النهر العظيم (النيل) فعندما يتدفق يصبح من المستحيل إيقافه.. والثورة الشعبية السلمية لايمكن الالتفاف عليها أو احتواؤها بالتخويف من الانقلاب العسكري أو جرها إلى حرب أهلية.

فالحفاظ على الاستقلالية والسلمية والاحتكام بالتحاور والتصالح والتوافق هي السمة الأساس لكل ثورات الربيع العربي باستثناء سوريا وليبيا وحقاً فإن ما يجري في مصر له انعكاس على المنطقة العربية كلها والأطراف السياسية المتصارعة: الإسلاميون والقوميون والليبراليون لهم جذور في مصر والثورة لها علاقات عميقة بالأمة العربية في تكوينها وأبعادها اللغوية والثقافية والتكوين النفسي العام والبعد التاريخي والأرض الواحدة والمصالح المشتركة وليس من حل لمشاكل المنطقة كلها غير الخلاص من الفساد والاستبداد واستئصال شأفة الحكم بالغلبة والقوة والحفاظ على الطبيعة السلمية والديمقراطية للثورة الشعبية، وتشارك الشباب والمرأة والرجل على قدم الندية والمساواة واحترام حقوق الأقليات وحقوق الإنسان والأهم التوافق والابتعاد عن إغواءات وإغراءات الإقصاء والتهميش والاستئثار بالثروة والسلطة.

جواد الصلوي: ما تقييمك لأداء اليسار الماركسي .. و هل ما زلت تعتنق الماركسية؟

– الماركسية كفكر وكفلسفة وثقافة ونقد وحداثة لا تزال تتطور وتتجدد وتتخلص من جوانب عديدة تجاوزها العصر: الحتمية التاريخية. العنف الثوري دكتاتورية البروليتاريا التعويل على الصراع الطبقي والمبالغة في دوره. والمبالغة في دور العامل الاقتصادي خصوصاً في التفكير الستاليني والجدانوفي.

لكن الماركسية كمنهج وفكر ما تزال تياراً في الفكر والفلسفة وعلم الاجتماع واللغة وقد برز مفكرون عالميون وعرب مجددون أمثال: لوكاش وغرامشي ونقاد كبار أمثال باختين وتودروف تزفيتيان وكلود ليفي شتراوس والتوسير ولوفير وغولدمان ومن العرب الياس مرقص. وياسين الحافظ ومهدي عامل ومروه والعالم والعروي وأنيس وإسماعيل صبري عبدالله وأديب دمتري وفؤاد مرسي والعظم وطرابيشي وعبدالله العروي وعبدالله باذيب والجاوي و حسن شكري و قادري أحمد حيدر و علي محمد زيد واحمد صادق سعد وعشرات غيرهم وبالنسبة لي فلست أكثر من قارئ ومتابع في حدود معينة للفلسفة بصورة عامة وأفيد منها في قراءة التيارات الفكرية والثقافية ومعرفة تيارات العصر الفاعلة والمؤثرة في كل الفكر الإنساني تشيخ جوانب وتبقى حية جوانب أخرى لا زلت على صلة بأفكار في الأشعرية والماتريدية والاعتزال وإخوان الصفاء والماركسية والفلسفة العربية الإسلامية واليونانية والحديثة وأواصل قراءة التجديد في تيارات اللبرلة والحداثة فالحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها».

إنني كقارئ محب للقراءة ما زلت مديناً للماركسية بالكثير وما زلت خصوصاً في الفلسفة والنقد الأدبي كثير العودة إليها. خصوصاً تيارات التجديد والحداثة هل تستطيع التيارات الإسلامية الحاكمة في بعض بلدان الربيع العربي إقامة الدولة الدينية.

لا توجد دولة دينية في الإسلام فلا لاهوت في الإسلام. ولا قدسية لأحد أياً كان “الخلافة الرشيدة ليست دينية” وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان ليسوا رجال دين ودولتهم ليست دينية بحال.

هل ستنجح بعض التيارات الإسلامية في إقامة الدولة الدينية .. و هل تعتقد أن سلاح التكفير الذي تستخدمه تلك الجماعات في حروبها السياسية له جدوى في الوقت الراهن؟

– الدولة الدينية التي أقامتها الكنيسة في أوروبا في عصور الظلام تسمى دينية لأن الملك خاضع للكنسية خضوعاً مطلقاً.

لا توجد دولة دينية في الإسلام. ونماذج “الدول الإسلامية” دول قومية إيران تركيا أو قطرية حتى لو تسمت إسلامية والفارق بين الدولة الدينية وغير الدينية أن الحاكم في الأولى خاضع للكنسية وهي من توليه ومن تخلعه، أما في الدولة الإسلامية فرجل الدين بين مزدوجين تابع لرجل الدولة وأداة من أدواته ومبرر لقمعه وساتر لجرائمه. وصانع لطغيانه وواعظ بأهوائه ونزواته وأحياناً (خدام تراب النعال كما يقال. لم تكن الإمامة في اليمن دولة دينية رغم الدعاوى الطويلة العريضة لأن الإمام غير مقدس وخاضع لأهل الحل والعقد وبالأساس زعماء العشائر والقبائل القوية أعني شيوخها والنافذين في دولته والحاشية وأحياناً نساء القصر كما في تركيا العثمانية والدولة العباسية.

دولة الآيات في إيران ليست دينية رغم طابعها المذهبي. فهي أنموذج شائه للدولة العصرية وليدة الثورة البرجوازية في أوروبا ورغم الطابع الديني إلا أنها قومية بامتياز والدولة السعودية ابنة القبيلة والداعية فيها مجرد خادم لزعيم القبيلة “الملك” لا يستطيع الزنداني في اليمن إلا أن يكون ترساً في حكم صالح القبلي والعسكري وهو تابع لشيخ القبيلة المتعصب للعرف القبلي وليس العكس. وهو موالٍ بنفس القدرة للعسكري الخارج من رحم القبيلة المدججة بالأمية والسلاح. شديدة الولاء والعصبية لأعراف وقيم التخلف والبداوة حيث يعتبر أبناء الخمس والمدني مجرد ذميين لشيخ القبيلة ومقتل الزبيري وتهريب قتلة المعروفين وقضية أمان والخطيب شاهد الحال.

عندما يطالب عضو قيادي في الإصلاح بحد السيف للمرتد متجاهلاً البعد السياسي وارتباط الردة في الإسلام بالتمرد المسلح ومناهضة الدولة أو الخروج عليها في مذاهب أهل السنة وعندما يدعو العضو نفسه لحرية التكفير في مواجهة التفكير فإنه يؤكد المؤكد فهو يجهل أن التفكير فرضة دينية وأنها شرط صدق الإيمان فما عبدالله بمثل العلم ولا عصي بمثل الجهل، فالتفكير شرط أساس لصحة الاعتقاد أما التكفير فهو إباحة الدم. وقد قتل فرج فودة في مصر وطه محمد محمود في السودان وجار الله عمر في اليمن بدعاوى من هذا القبيل. داعية القتل يطالب بمنحه الحرية في القتل.

الجريمة الكبرى لدعوات التفكير وفتاوى القتل “قتل الإنسان” هي مثل قتل الناس جميعاً كنص في العهد القديم والجديد والقرآن الكريم. والأبشع من القتل الذي لا يشع منه هو التمترس بدين غايته الرحمة وثلثي آياته عن الرحمة والتسامح والتجابب.

ومثل هذه الفتاوى الوالغ فيها الإسلام السياسي سنياً كان أو شيعياً تكرس القتل وتحكم وتحتكم إلى العنف وسفك الدم.

وما تجسده ثورات الربيع العربي هو التحاور والتوافق على قواسم أعظم ومشترك بين ألوان الطيف المجتمعي والفكري والسياسي. فلا يستطيع طرف أو لون سياسي الانفراد بالحكم سواء في تونس أو مصر أو حتى ليبيا واليمن البلدان الخارجان من أحداث القرون الوسطى.

خطيئة التيار الإسلامي هي محاولات الاستفراد والاتكاء على الماضي أكثر. والانتقاص من الحريات العامة والديمقراطي وتملق الاتجاهات السلفية والأكثر تشدداً وهي عيوب تتقاسمها مع الاتجاهات الأخرى في جوانب معينة.

ما يجري في مصر عنوان كبير لأحداث كبيرة وقادمة قد تعم المنطقة كلها. فثورات الربيع العربي منتصرة حقاً. ولكن محاولات الإعاقة آتية من تصارع القوى التقليدية ذات الجذور الماضوية التي لا تقبل التنوع والتعدد والقبول بالآخر والتوافق.

في البلاد العربية كلها تميع الحدود الطبقية. وتتداخل وتمتد الأزمنة. ويعشعش الماضي أو يقيم على أبواب المستقبل وتمتزج وتتواصل الأفكار والرؤى بحيث يكون التعايش والتسامح والتوافق على صيغة الحكم والتشارك في بناء الدولة والحياة الجديدة أمر مشترك- لا بديل له غير الاحتراب والانتحار السياسي.

على إرادة الشعب الذي انتخبه والذي لم ينتخبه أيضاً والتوافق على جمعية وطنية تصوغ دستوراً جديداً ديمقراطياً يتوافق عليه الجميع يمهدلانتخابات تكفل تشارك الجميع بدون استثناء.

باختصار شديد: لا بديل غير الديمقراطية، الديمقراطية والربط العميق بين الديمقراطية السياسية والعدل الاجتماعي.

يوجب الزيدية وكل أهل السنة على أهل الحل والعقد والنظر والمسلمين المجتهدين البحث والنظر والتفكير فيمن يصلح للرعاية العامة.

يشير صاحب التاج المذهب الى إن الإمامة رياسة عامة لشخص مخصوص.

 والسلطان الذي يؤتاه صاحب الإمامة هو من الأمة لا سلطان له عليها إلا بها – الأنهار راجع ص 456م 4.

كنت أود أن يكون السؤال: هل يستطيع الإسلام السياسي بناء الدولة في ظل إقصاء وتغييب الآخرين المختلفين؟!. فالخلاف منذ البدء خلاف سياسي وهو ما فطن له الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز وأكد عليه صاحب الفصل في الملل والنحل.

(ما استل سيف في الإسلام على قاعدة دينية كما استل على الإسلام).

المحرر: هل أنت مع أن يحكمنا فكر مؤدلج .. أقصد الحرية بشكل عام؟

– أما الأدلجة وهي موجودة فعلاً وهي قناع زائف لمعرفة الواقع أو خلق واقع ذهني واعتقادي زائف يعبر عن الأهواء والمصالح أكثرمما يعبرعن الوضع أو حقيقة الوضع وينبغي الدأب للخلاص منه ولكن بنشر الوعي والاحتكام إلى مزيد من حرية الرأي والتعبير ، والتخلي عن دعاوى امتلاك الحقيقة وقدسية الرأي وتجريم التنوع والتعدد والحق في الاختلاف وكلها أدوات الفساد والاستبداد، أما الثلات الرسائل التي أوجهها، فالرسالة الأولى للحراك الجنوبي القضية الجنوبية جذر القضايا وحرب 94 هي المرتكز الأساس الذي كشف طبيعة التحالف القبلي العسكري والإسلام السياسي وأظهر الوجه القبيح لهذا التحالف الدموي القائم على الفتن والحروب والاغتصاب والفيد والتمييز والاستبداد التحاور الجنوبي – الجنوبي بين مختلف المناطق والمكونات الأولى وتغليب المدينة والديمقراطية والسلمية في هذا التحاور،واحترام حقوق الإنسان اليمني في الجنوب والتركيز على حق تقرير المصير، واستعادة كامل حقوق أبناء الجنوب في بناء كيانهم، واستعادة كامل حقوقهم في الحكم والثروات والتعامل بندية وتكافؤ مع القوى التي نهبت الجنوب وترفض إعادة الحقوق وتمنع الوصول إلى حلول وتعيق تنفيذ الـ20نقطة وافقت عليها كما وافقت بالأمس على«وثيقة العهد والاتفاق» وانقلبت عليها بالحرب وفتاوى الحرب وفتاوى التكفير والتخوين.

إن تصالح الجنوبيين وتحاورهم وتوافق إرادتهم في مراعاة واحترام المصالح والتشارك هو مفتاح التحاور الندي مع الشمال . ويقيناً فإن تساند وتعاضد المطالبين بالحقوق والحريات والمواطنة والعدالة وتحاورهم في مواجهة قوى الغلبة والفيد مهم في التعجيل بالانتصار.

أما الرسالة الثانية فلصعدة . لقد دفع أبناء صعدة ثمناً باهظاً في التصدي لستة حروب وهي حروب ارتزاق وفيد واستعلاء وقد عرت هذه الحروب عمالة السلطة وفسادها وتبعيتها كتاجر حروب ضد الوطن وأبنائه . خروج صعدة منتصرة ضد حروب الطغيان والفيد- يفرض على السلطة الحالية الاعتراف بجرائم الحرب ، وتعويض المواطنين وجبر الضرر وتحقيق مصالحة مجتمعية شاملة بين مختلف فئات وشرائح وقبائل وأفخاذ أبناء صعدة والتوقف عن إشعال الفتن والحروب الطائفية والقبيلية والسلالية، والتشارك في إعادة البناء واقتسام الثروة والحكم، والخلاص من أوهام القوة أو الرهان عليها.. إن التخلي عن سلاح القوة والغلبة واحترام التنوع والتعدد وطقوس العبادة حق لجميع أبناء صعدة ويستطيع أبناء صعدة باستعادة تلاحمهم هزيمة الرهان على الفتن.

الرسالة الثالثة لأهل تهامة: منطقة تهامة بحكم الموقع كانت بوابة اليمن على جوارها والعالم؛ فهي نقطة تواصل مع العالم شأن الإسكندرية في مصر فمنذ القدم كانت تهامة نقطة الانطلاق والتواصل مع الجوار والعالم شأن حضرموت وعدن وجميع السواحل ومنطقتنا تجمع بين السهل والجبل ، بين البر والبحر فقيمتها العظيمة والأساسية في الانفتاح شأن وديانها وموانئها وأهلها الطيبين حقاً ومن هنا أهمية وعظمة الابتعاد عن الشعارات الزائفة المعادية لأبناء وطنهم أو الجوار أو الآتين من أي ركن من أركان الأرض على أن السلمية هي الطبيعة الحقيقية لهذه المنطقة، فالابتعاد عن الشعارات الزائفة وعن أوهام العصبيات القديمة وعن القوة “غير الموجودة طبعا” قضية مهمة لتهامة لقد حرمت تهامة من المواطنة وحكمت لعدة عقود بالغلبة والقهر ولتهامة مطالب كثيرة في الحصول على الإقليم وفي استعادة الحقوق وفي المشاركة في الثروة والوظيفة العامة والحكم.

زر الذهاب إلى الأعلى