حوارات

القنصل اليمني بجدة: الأمير محمد بن نايف وعد بعدم مغادرة أي مقيم يمني يحمل الصفة النظامية و القانونية داخل الأراضي السعودية

يمنات – المدينة – أحمد النهاري

كشف محمد علي العياشي القنصل اليمنى بجدة عن رغبة بلاده في تمديد مهلة التصحيح للعمالة المخالفة والتي تنتهي 24 شعبان الجاري مبررا ذلك بأن التراكمات الموجودة في سوق العمل السعودية قديمة حسب وصف مسؤولي العمل بالمملكة ولا يمكن أن تنتهي جميعها خلال مهلة المكرمة.

و اوضح ان هناك إقبالا غير مسبوق على الخدمات القنصلية حيث يراجع أكثر من 2000 مقيم يوميا، مشيرا إلى انه تم إيفاد لجنة مختصة من وزارة الداخلية اليمنية لمقر القنصلية العامة بجدة لمواجهة الأعداد غير المسبوقة للمقيمين اليمنيين الراغبين في تصحيح أوضاعهم.

وتطرق في حوار مع "المدينة" الى إحلال العمالة المخالفة في المملكة بعمالة يمنية في إطار خارطة الطريق لانضمام اليمن لدول مجلس التعاون و الحصول على العضوية الكاملة بعد تأهيل وإعداد العمالة اليمنية بأسواق العمل الخليجية، كما تطرق إلى تعاون بلاده مع سلطات المملكة في الإبلاغ عن الممارسات الخاطئة من بعض الأشخاص الذين يقومون بالسمسرة و تخليص الإجراءات بطرق غير نظامية، وفيما يلى نص الحوار:

*بداية ما مدى الإقبال من مواطني بلدكم الشقيق على الخدمات القنصلية خلال أيام المهلة التصحيحية لأوضاع المقيمين في المملكة ؟

– في البداية نعبّر عن شكرنا و تقديرنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالتكرم في إعطاء هذه المهلة لتصحيح أوضاع الوافدين إلى المملكة من كافة الجنسيات.

بالفعل هناك إقبال غير مسبوق على الخدمات القنصلية حيث يراجع أكثر من 2000 مقيم يمني بشكل يومي خلال فترة التصحيح، وهو ما أستدعى تقديم الخدمات من خلال فترات العمل المتناوبة على فترتين صباحية و مسائية و يتم التعامل معهم من قبل الموظفين واللجان العاملة التي تقوم بإنهاء إجراءاتهم بطريقة رسمية و نظامية مستوفاه لكافة الشروط .

كما تقوم السفارة بإنهاء إجراءات المغادرة للمقيمين بطريقة غير شرعية من خلال استخراج وثائق مرور بالإضافة إلى دور السفارة في إبرام اتفاقية مع إحدى شركات النقل تمهيداً لمغادرتهم بعد إنهاء إجراءات إدارة الجوازات السعودية كما نص القرار السامي الكريم بإنهاء إجراءات الوافدين بطريقة غير نظامية مجاناً إلى بلدانهم.

*وكيف تقيّمون التزام العمالة اليمنية بالأنظمة من خلال ما تواجهونه من إشكاليات أثناء فترة المهلة ؟

-وضع الجالية اليمنية يكاد يكون مختلفاً والسبب أن الجمهورية اليمنية تٌعد هي الدولة التي لها حدود مشتركة مع المملكة بالإضافة إلى عمق العلاقات ومدى الترابط بين الحكومتين و الشعبين الشقيقين ويتضح مدى انضباط العمالة اليمنية من خلال الإسراع في اغتنام فترة المهلة لتصحيح أوضاعهم.

وأنا أشيد بمهارة الأيدي العاملة وتميزها فى الكثير من المجالات و الحرف المهنية فى السوق السعودية .

مهلة التصحيح

•وهل تعتقدون أن مهلة التصحيح كافية وليست بحاجة إلى تمديد ؟

– الحقيقة اغتنم الفرصة لأرفع مناشدة المقيمين اليمنيين بالمملكة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الامير سلمان بن عبدالعزيز لتمديد المهلة المخصصة لتصحيح أوضاع المقيمين بالمملكة لا سيما أن الأمر السامي لم يفعّل من بداية المهلة التي منحها خادم الحرمين الشريفين و تنتهي في الرابع و العشرين من شهر شعبان الجاري خصوصاً أن التراكمات الموجودة في سوق العمل السعودية قديمة حسب وصف مسؤولي العمل بالمملكة خلال الأربعين عاماً الماضية ولا يمكن أن تنتهي جميعها خلال مهلة المكرمة .

ونحن نشدّ على يد الحكومة السعودية في توجهها نحو إصلاح أسواق العمل و نناشد بتمديد المهلة حتى يكون الإصلاح مجدياً في حلّ جميع الإشكاليات التي قد تواجه سوق العمل السعودي .

* وما هي أبرز الإشكاليات التي تعالجها القنصلية أثناء فترة التصحيح ؟

– يواجه بعض المقيمين في المملكة منذ سنوات طويلة تجاوزت 40 عاماً بعض الإشكاليات في استخراج الوثائق الرسمية الثبوتية لإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بتصحيح أوضاعهم فبعض المواطنين يحملون وثائق قديمة جداً مما استدعى إيفاد لجنة مختصة من وزارة الداخلية اليمنية بصنعاء لتعمل داخل مقر القنصلية في جدة والنظر في الإشكاليات التي تواجه إمكانية تصحيح بعض أبناء الجالية اليمنية في المملكة ودراسة المعاملات داخل السفارة بدلاً من تحمل المواطنين السفر إلى صنعاء لإنهاء إجراءاتهم ومعاملاتهم و المساعدة في إنهاء الإشكاليات التي كانت تواجههم في السابق مما يسهل عملية تصحيح أوضاعهم داخل الأراضي السعودية من قبل مكاتب العمل المنتشرة داخل المملكة .

طبيعة الخدمات

*وما هى طبيعة الخدمات التي تقدمها القنصلية بجدة للمقيمين اليمنيين ؟

-هناك خدمات التي تقدمها القنصلية العامة بجدة تتمثل بتجديد الجوازات و إصدارها من خلال مركز إصدار جوازات آلي دقيق جداً و استخراج الجوازات المفقودة و التالفة و إضافة المواليد و فصلهم في جوازات جديدة، و تصحيح الأوضاع.

كما تقوم لجان مختصة بزيارة العديد من مدن المملكة التي تعود للنطاق الجغرافي للقنصلية العامة وتقدم الخدمات القنصلية في مدينة تبوك و المدينة المنورة و عسير و الطائف و نجران و جازان تخفيفاً على المقيمين اليمنيين في تحملهم عناء السفر أثناء قدومهم إلى القنصلية العامة بجدة إلى جانب عمل إدارة شؤون المغتربين في حل القضايا العمالية و الأحوال الشخصية بالإضافة إلى جهود رؤساء الجاليات في مدن المملكة .

زيارة ناجحة

*أطلعنا على نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي إلى المملكة.. فما هو تقييمكم للزيارة ؟

– الزيارة الأخيرة للأخ وزير الخارجية اليمني الدكتور ابوبكر القربي إلى المملكة العربية السعودية كانت ناجحة على المستوى الدبلوماسي و السياسي حيث ألتقى سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية و جرى بحث جملة من القضايا على الصعيد الثنائي تركزت على مسائل المقيمين اليمنيين بالمملكة وسبل معالجة الأوضاع المغتربين اليمنيين على نحو لا يترك أي أثر سلبي عليهم .

كما التقى الوزير القربى وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي وعد بعدم مغادرة أي مقيم يمني للمملكة يحمل الصفة النظامية و القانونية داخل الأراضي السعودية .

احلال المخالفة

* هل جرى الاتفاق بين قيادة البلدين بإحلال العمالة المخالفة من جنسيات أخرى في المملكة بعمالة بديلة نظامية من العمالة اليمنية ؟

– بالفعل هذا النظام مطروح في دول مجلس التعاون الخليجي في إطار خارطة الطريق لانضمام اليمن لدول مجلس التعاون و الحصول على العضوية الكاملة بعد تأهيل وإعداد العمالة اليمنية لإحلالها للمنافسة بأسواق العمل الخليجية و الحفاظ على التركيبة الديموغرافية لدول الخليج مما يسهم في عدم هجرة الأموال إلى خارج المملكة و استقرار أسعار صرف العملات و الحفاظ على السياسة النقدية بسبب استقرار المقيمين اليمنيين في أماكن أعمالهم في دول الخليج .

* وكيف تقيمون العلاقات السعودية اليمنية خلال الفترة الراهنة ؟

– تمتاز العلاقات السعودية اليمنية بقوتها و ترابطها من خلال الاستناد على التاريخ المشترك بين البلدين و أواصر القربى بين الشعبين الشقيقين و شهدت هذه العلاقات تنامياً بشكل متميز خلال السنوات الطويلة الماضية بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله – وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله – ورعاية هذه العلاقات بصورة خاصة من قبل فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وحرصه على تميزها دوماً بين الحكومتين و الشعبين الشقيقين و الارتقاء بهما إلى مكانة أفضل و بناء مستقبل أكثر نماءً للبلدين .

ونحن نقدر دور القيادة السعودية و التي تمثلت في تطبيق المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض من العام 2011 وهذه فرصة أن أناشد باسم المقيمين اليمنيين مقام خادم الحرمين الشريفين بأن يتم النظر في وضع الجالية اليمنية بالسعودية بما تتمتع به العلاقات من تميز بين الشعبين الشقيقين و إزالة كافة التحديات و العوائق المشتركة التي تواجهه تطبيق المبادرة الخليجية حيث أن هناك تماثلا كبيرا في التحديات الإقليمية التي تواجه البلدين و مواجهتها بما يكفل استقرار المنطقة .

* هل من رسالة توجهها إلى المقيمين اليمنيين بالمملكة ؟

– أود أن أوجه رسالة إلى المغتربين اليمنيين في المملكة من خلال صحيفة « المدينة « أن يغتنموا المكرمة الملكية لتصحيح أوضاعهم خلال المهلة التصحيحية.

و نحن في الحقيقة اكتشفنا خلال هذه المهلة من هم بحاجة فعلية لتصحيح أوضاعهم بالإضافة إلى إنهاء كافة الإشكاليات التي تواجه المقيم اليمني والحصول على أوراق ثبوتية سليمة في التعاملات الحكومية خصوصاً أن الإنسان يعد في الفترة الحالية جُملة من الوثائق الرسمية .

كما أود التنويه على عدم إعطاء الفرصة للحاقدين على استغلال الشائعات التي تسيء للعلاقات بين البلدين الشقيقين .

زر الذهاب إلى الأعلى