حوارات

المفكر محمد حسنين هيكل: مرسي جعلنا نموذجا للرثاء أمام العالم

يمنات – المصري اليوم

قال الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل إن مصر مرت خلال الأسابيع الـثلاثة الماضية بـ3 كوارث، الواحدة منها تكفى لإسقاط نظام بمفردها، ومنها مؤتمر الحوار الوطنى لأزمة النيل، الذى أصابه بالحزن والإحباط، مشيرا إلى أنه إذا كان الرئيس السابق حسنى مبارك أخذ البلد إلى التجريف فإن الأوضاع الحالية أخذت البلد إلى التعرية.

وأضاف «هيكل»، في حواره مع لميس الحديدى، فى برنامج «مصر أين ومصر إلى أين؟»، على قناة «سى بى سى»، اليوم الخميس، أن الرئيس تجاوز حدود الأمن القومى، وتجاوز حدود المسموح بقراراته خلال مؤتمر نصرة سوريا، معتبرا أنه بذلك يعزل مصر عن آسيا، فضلا عن مشاكلها فى أفريقيا، ما يشير إلى انسحابها من خريطة المشرق، وإلى نص الحوار:

 

كيف ترى المشهد الراهن بعد اقتراب انتهاء العام الأول من عهد مرسى؟

– شهر يونيو الجارى يعتبر كاشفا وخطيرا فى تاريخ هذا البلد، وهذا النظام، وهناك 3 كوارث وقعت على مدار 3 أسابيع متلاحقة، كل واحدة منها تكفى لإسقاط نظام بمفردها، بدأت بأول أسبوع بمؤتمر الحوار الوطنى لمناقشة أزمة النيل، الذى أذيع على الهواء مباشرة، وعندما شاهدته حزنت وأصبت بالإحباط، وإذا كان الرئيس السابق حسنى مبارك أخذ البلد إلى التجريف، فإن هذه الأوضاع أخذت البلد إلى التعرية، ولا أستطيع تصوره ولا تخيله، وعندما جاء الأسبوع الثانى من يونيو فوجئنا بالمؤتمر الذى عقد بقصر المؤتمرات حول مياه النيل، وبدأ بأغنية عن النيل وهذا غريب، ولا أعلم لماذا اختيرت، وانتهى بأن كل الخيارات مفتوحة، ولا أعلم لماذا استعار قصيدة ليس لها علاقة بالنيل، وكان بالأحرى الاستعانة بقصيدة لا تخطئها عين وهى قصيدة أحمد شوقى الشهيرة عن النيل، التى غنتها أم كلثوم وهى «أيها النيل»، بدلاً من استخدام قصيدة لا تمت للموضوع، وأعتقد أنه اجتماع غريب انتهى بعبارة غريبة وهى أن كل الاحتمالات مفتوحة وهى عبارة لا يملك أن يقولها ولا يملك لأحد فى العالم أن يقولها، وكانت الولايات المتحدة تملك أن تقولها فى توقيت معين، لكن لا تملك أن تقولها باستمرار لأنها عندما فعلت خسرت، ثم جاء الاجتماع الثالث فى الأسبوع الثالث من الشهر وأعتقد أنه فى هذا الاجتماع تجاوز الخط المسموح به لأى رئيس.

وما هى الخطوط المسموح بها لأى رئيس؟

-هناك عدة مسائل أولها أنه لا يملك -أى رئيس- تجاوز حدود الأمن القومى المصرى، والأمن القومى لأى بلد محدد باستمرار الجغرافيا والتاريخ، التى لا يملك فرد أو نظام أن يغير فيها، والأمن القومى يستند إلى الوجود فى سوريا، والعلاقة بها لا تقبل المناقشة وإذا خرجت من سوريا وفقدت التأثير على الوضع فى سوريا أعتقد هنا أن مصر خرجت من آسيا بالكامل، وانحسرت فى أفريقيا، وهى مكبلة أيضاً فى القارة الأفريقية بالمشكلات، وأعتقد أن خروج مصر من آسيا ليس فقط قرارا لا يملك أن يتخذه، لكن أيضاً أعتقد أنه اتخذه فى أسوأ توقيت، وأنا فى حالة من الاندهاش والاستغراب؟، لماذا أخذ هذا القرار الآن؟ لأنه قرار لا يملكه بالتأكيد وليس فى سلطته على الإطلاق، وهو موضوع يقتضى مناقشته معه.

هل حاول ربما إرضاء الأمريكان؟

– ما قيل لى إنه حاول إرضاء أطراف نفطية تصور أن بإمكانها مساعدته.

قطر؟

– قطر أو السعودية أو أى حد لكن على أى حال القرار الاستراتيجى المصرى، خاصة إذا اتصل بالأمن القومى، لا يملكه رئيس الجمهورية، ولا يمكن أن يكون موضعاً لصفقة مهما كانت الأمور، وقيل إنه يحاول إرضاء السلفيين وهو فعلاً شىء غريب جداً، والشىء الثالث الذى قيل إنه تخيل أن الأسلحة الأمريكية بدأت تتدفق إلى سوريا، وللأسف فى مرات كثيرة لا نعرف ونحن نقرأ الأخبار أو نحللها ولا نستطيع التفرقة بين ماهو مطلق للدعاية وبين السياسة الحقيقية.

 كيف قرأت دعوته للجهاد؟

– شىء لا يتصور، وأنا أريد أن أحيله إلى ما قاله الرئيس الأمريكى باراك أوباما من تصريحات مؤخراً إنه لا يريد أن يجد الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يستعد أن يجدها، فى صراع بين السنة والشيعة فى العالم الإسلامى، وعندما يتلفظ رئيس جمهورية بلفظة «النظام الرافضى» فهذه كارثة، وأتصور فى ضوء ذلك أن إيران قوة فى المنطقة، يجب أن يحسب حسابها سواء أردت أن تكون صديقاً لها أم عدواً، وعليك وأنت ترسم السياسة أن تأخذ أموراً فى اعتبارك، أولاً: أن تحدد الأطراف اللاعبة فى المنطقة ثم تقرر ماذا تريد أن تفعل؟ لكن دون تحديد الأطراف اللاعبة لا يمكن أن يكون الأمر سليماً.

من يسائل الرئيس إذاً؟

هذه مسألة مهمة جداً، فهو ليس قراراً عادياً يمكن التغاضى عنه لأنه تترتب عليه آثار وخيمة فقد وضعنا فى عزلة كاملة عن آسيا بخروجنا عن سوريا، وجعل مصر محاصرة فى أفريقيا بمشاكل لا قبل لنا بها، ولم يصبح لدينا أحد فى العالم؟، والسؤال هل من حق الرئيس أن يتخذ قراراً أو قرارات دون أن يعود لأحد، وإذا كان هذا قراراً خاطئاً فأين الحساب، كما أننى أود أن أشير إلى أن قراراته متناقضة، فهو من دعاة رفض التدخل الأجنبى فى سوريا ومع ذلك يطلب فرض حظر على الطيران الجوى الذى لن يتحقق إلا بضرب الدفاعات الأرضية لسوريا، نحن أمام مشهد جديد هو وضعه ورسمه وسوف تستمر هذه التداعيات.

وسأقول شيئاً ولا أعرف إن كان من حقى أن أقوله أم لا، جاء لى بعض الناس أصدقاء الرئيس ولن أذكر أسماءهم وجلس الثلاثة مصطفين أمامى، وكان هذا اليوم التالى لما فعله فى مؤتمر نصرة سوريا، والحقيقة أننى عاتبت وبشدة وقلت أرى خطوطاً غير منظورة لا يمكن تجاوزها للرئيس وقلت من يراجع الرئيس ومن يحاسبه إذا كان مجلس الشورى لم يعرض عليه وإذا كان مجلس الوزراء لم يعرض عليه، ولم يستشر الجيش؟ وقلت نحن أمام قرارات مفجعة وخطيرة جداً ومتخبطة، لدرجة أنى قلت لهم كنت أتوقع أنه ومع بدء العد التنازلى للثلاثين من يونيو أن يبدأ الرئيس موجة إصلاحية، ولكن ونحن أمام الأسبوع الثالث تتوالى الأحداث المأساوية، ثم يبدأ الرابع الذى سيكون فى نهايته التظاهرات، وقالوا ما هو العمل ولو كنا نعلم هذه التداعيات ما أقدمنا عليها؟ والحقيقة أنهم عزوا قرارات الرئيس لقلة خبرة لكنى أخذت الكرة فى ملعبى، أو لو كنت فى محل الدكتور محمد بديع لأ صدرت بياناً للأمة الإسلامية والعربية لأنى لا أعلم من يسائل مرسى؟.

هل يحاسبه بديع؟

– كنت أريد ما هو أكثر من ذلك وهم أخبرونى ما مفاده أنهم اكتشفوا أنهم تورطوا فى الحكم ولم يكن لهم فيه وقلت هذا جيد، إذاً ماذا لو خرج المرشد وقال- ولا أجد فى ذلك غضاضة: «اكتشفنا أننا أهل فكر ومبادئ لكننا لسنا أهل سياسة، ونحن سوف ننسحب من المشهد كله»، الإخوان يقومون بذلك فكل شيء من الممكن أن نتركه لحق التجريب وحق المعرفة والتعلم، لكن لا يمكن أن نترك اختراق الأمن القومي المصري، إما أن نصحح أو نعتذر عنه أو يسأل عنه؟

 لكن مثل هذه التصريح قد يعتبره تنازلاً وتراجعا؟

– أحد ما منهم قال لى إن الرئيس من الصعب أن يعود عن قراراته وكانت وجهة نظرى أن الرئيس والإخوان أو بديع يتنازلون أمام الشعب، وليس أمام الخصم، وهذا ليس عيباً، وإذا تصور أى حاكم أن كبرياءه أعلى من مصلحة شعبه، فأنا أعتقد أنه فى طريق يؤدى إلى الهاوية.

أنا مستعد أتقبل ألف مرة وبكامل الرضا إذا وقف الرئيس مرسى بشجاعة وقال هذه قرارات متعجلة وغير مدروسة بما فيه الكفاية وكان بالأحرى أن ننتظر حتى نرى الموقف الدولى ونقرر موقفنا فى ضوئه وأننا يجب أن تكون جزءا من الحل ولأن ما فعلناه يعنى أننا لسنا فى الأزمة السورية.

هل تنصح مرسى أن يتنازل ليس فقط عن هذه القرارات إنما أيضا عن سلطة الحكم ويعتذر؟

-أنا واحد من الناس التى تفرق دائماً، خاصة فى ضوء التطورات التى حدثت فى الأسابيع الثلاثة الماضية، بين الشعبية والشرعية، والشعبية بطبيعتها تتـأرجح صعوداً وهبوطاً وهى لا تؤثر فى الشرعية لأنه يحاسب عنها فى نهاية المدة لكن المشكلة أن هذا الذى حدث فى الأسابيع الثلاثة من يونيو أعتقد أنه تجاوز كبير، لدرجة لا يمكن معه أن يتم حساب أنه خطأ لا يمكن التساهل فيه ورده للتجربة والخطأ ما لم يصحح.

هل تلك القرارات تهدد مستقبله؟

– أعتقد أنها تهدد مستقبل البلد أكثر مما تهدد مستقبله وأنا أعتقد أن ما حدث فى هذه الأسابيع يهدد الدور المصرى والقيمة المصرية والقوة المصرية وأعتقد أنه حتى الوجود المصرى دعونا ننظر إلى خريطة العالم الآن من نحن؟ ومن بقى معنا؟ الآن ننسحب من خريطة المشرق.

وجود التيارات الجهادية فى المؤتمرين؟

– أنا حتى فى تعيينات المحافظين سواء أكانت استرضاءً أو لم شمل للتيارات الإسلامية صفقات أو اتفاقات حشد لأيام مقبلة فى كل الأحوال غلبت مصالح ورؤى ضيقة جداً ومتخلفه جداً على مستقبل ضرورى وفاعل لهذا البلد، دون حساب وتقدير وهذا ما يفجعنى، محافظ الأقصر مثلاً الذى تم اختياره وفى الوقت الذى تحدثت فيه شخصية مثل ميركل صراحة ولديها من القتلى من السياح فى حادثة الأقصر وتتساءل وتقول ما هذا؟ والعالم كله يعجب ويقول ما هذا؟ للأسف أخشى أن أقول وأنا أسف أننا جعلنا من أنفسنا نموذجاً للرثاء أمام العالم.

تظاهرات 30 يونيو الجارى، هذه الطاقة من الشباب التى ظهرت فى حملة «تمرد» التى تدعو لانتخابات رئاسية مبكرة وتلاحم الناس معها، كيف ترى ذلك؟

– أرى أن كل الأطراف الموجودة فى الساحة إما حائرون من الموقف أو أقل قدرة من الموقف، الجزء الذى يسعدنى فى هذا المشهد هو الطاقة المتجددة لهذا الشباب لأنه كان موجوداً فى 25 يناير وكان موجوداً فى الميادين، وكنت أتصور أن الروح فى هذه البلد خملت لكن هذا الشباب أدهشنى جداً لأنى وجدت فيه طاقة متجددة، وأنا خائف جداً من عناصر الانفلات، لأن الإخوان من الممكن أن تعمل حسابها والمؤسسات أيضاً وأنا آسف جداً أنى لن أستطيع أن ألوم انفلات الشارع، ما دامت السلطة منفلتة، تتخذ مثل هذه القرارات، فكيف أحزن على طفل أو ولد صغير يلقى الطوب على المبنى، وأنا أرى أحدهم يحرق البلد وإذا أحببتى أن تتحدثى عن الانفلات فالانفلات الحقيقي في هذا البلد هو انفلات سلطة.

كانت لك مقولة شهيرة أن مسؤولية أى حاكم مصرى هو الوحدة الوطنية والحفاظ على مياه النيل؟

– ليس لدى رئيس مهمة إلا هاتين المهمتين، أنا خائف جداً أننا نواجه موقفاً فى غاية الصعوبة ولا أحب أن أستخدم هذه الألفاظ والتعبيرات وأتمنى أن يقول أحدهم للرئيس مرسى أنت أمام شيئين أنت أمام قضية كبيرة جداً لكن نزلت عليها أزمة طارئة وأرجوك قبل أن تقارب القضية قم بحل الأزمة الطارئة أولاً، بمعنى أن لديك مشكلة مياه النيل وعولجت وقت مبارك بالإهمال وأجد أنها عولجت فى وقت مرسى بالارتجال، وبين الإهمال والارتجال ثمة مصالح حيوية لهذا البلد، حياة أو موتا، تضيع، فأنت أمام أزمة محتقنة نظراً لإساءة التصرف مرات كثيرة جداً ولهذا فإن الموقف تعقد والقضية فى مهدها وأصلها ليست قضيتك لأنها عولجت بالإهمال لفترة طويلة لكن أزمة الدكتور مرسى أنك لم تقرأ ملفاتك أو تطلع على أوراقك بالقدر الكافى ومن الممكن أن تكون السلطة جذبتك بأكثر مما شدتك المسؤولية، أرجو أن تنحى السلطة جانباً، وأن تنظر للازمة أولاً.

هل كان تعديل مسار النهر هى القشة التى قسمت ظهر البعير؟

– أنا وفى خجل أقول ذلك أنى واحد ممن كتب مقالة كبيرة عن مسؤولية الرئيس حول مياه النيل وأنا أجريت حوارا فى أخبار اليوم بعد الثورة مع ياسر رزق وقلت إن مياه النيل فى خطر، وقوموا بقياس المياه الموجودة خلف السد هناك تناقص وثمة أشياء تحدث تستدعى الانتباه وكتبت وقلت وأنا رأيت رئيس الوزراء الإثيوبى زيناوى وهناك مشكلة كانت عندنا ورأيته فى روما قبل وفاته، وقال لى نحن نحاول ألا تكون هناك مشاكل ونريد علاقتنا تكون الأولى مع مصر ونرغب فى وجود مصر وأن تساعدنا لكن هناك مشكلة أننا فى حالة تعجب من مستوى الموظفين الذين ترسلونهم، كنا نجد خبراء مصريين نتعلم منهم باستمرار ومن يأتى لنا الآن ومن سنوات نحن فى حالة تعجب من مستواهم.

وقوف الرئيس وهو يقول كل الخيارات مفتوحة ماذا يعنى هذا؟

-أنا أعتقد أن هذا تعبير سيئ الحظ، أولاً لأنه لا توجد دولة بوسعها أن تقول إن كل الخيارات مفتوحة في أي شيء ونحن نتعامل معه لابد أن نقدر أولاً حجم المصلحة ثانياً ما هى الوسائل للعمل فيها وهل هى مقبولة من عدمه؟ لابد أن ينسى كل من يتحدث عن العمل العسكرى لأنه مستحيل لأسباب أولها لا يليق أخلاقياً على فرض أنه ممكن، لكنه غير ممكن العمل الوحيد المسموح، هو أن تفعلى مثلما فعل الراحل عمر سليمان عندما كانت هناك محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، من خلال محاولة عمل حرب عصابات من خلال إريتريا.

هل فشلت السياسة؟

-السياسة أوصلت نفسها مع الأسف الشديد من خلال الارتجال إلى مأزق، لابد أن تجد لنفسها مخرجا منه وهو المؤتمر على مستوى القمة الذى أتحدث عنه أخرج إلى مبادرات موسيفينى مثلاً أو أى مخرج يزيل الاحتقان.

هل السد خطر؟

– سأتحدث فى أضراره كسد لاحقاً لكن لا أريد أن يبنى هذا السد خارج موافقة مصرية لا أريده أن يكون سابقة لمشروعات أخرى لا نستطيع أن نرصدها، ولا أريده أن يكون بمثابة خروج لمصر من أفريقيا لأننا فعلياً لا نستطيع تحمل هذا.

خروج من آسيا وخروج من أفريقيا؟

– بل وخروج من العالم أو العصر بأكمله.

هل بدأ عهد الإهمال للملف الأفريقى منذ عهد السادات أم مبارك؟

– تستطيعين القول إن الرئيس السادات كان جل ذهنه واهتمامه هو فقط السلام والعلاقات مع أمريكا وعلى أى حال هو لم يكن مغرمًا بأفريقيا لأسباب كثيرة جداً، وكان فى رأسه، وأنا مستعد أفهم هذا، إسرائيل وكيفية السلام معها وأمريكا وكيفية استمالتهم الرئيس حسنى مبارك عندما جاء بدأ يتصرف بشكل صحيح وأعتقد أنه حتى 1985 كان يعمل بشكل صحيح والدكتور يوسف بطرس غالى وقتها خمر فكرة أنه يصبح رئيساً لأفريقيا وهو كان بطبعه طامحا للرئاسات ويريد أن يكون موجودا فى كل مكان واشتغل يوسف بطرس غالى بشكل جيد هناك ولم تمانع الدول الأفريقية وأصبح رئيساً لمنظمة الوحدة الأفريقية لعامين متاليين.

هل كانت محاولة الاغتيال نقطة الانقلاب؟

-كانت كارثية حيث ذهب إلى مؤتمر قمة هناك وتعرض لمحاولة اغتيال من إخوانا الموجودين على الساحة الآن لكن بعدها بدأ خطأ مروعاً ثم ابتعد بعدها ولم يعد يهتم.

هو شعر أن ثمة مؤامرة عليه من الدول الأفريقية؟

– الشهادة لله والحقيقة لم تكن هناك مؤامرة وحتى هذه اللحظة ليست هناك مؤامرة لكن هناك سوء فهم ولذلك أقول أزيلوا الاحتقان ثم اقتربوا من حل المشكلة إذا حدث ذلك ولا أسهل سيكون من الممكن علاج الأمر.

هل هناك بالفعل مؤامرة إسرائيلية للدخول فى هذه المنطقة والتأثير على الأمور؟

– ثمة تواجد إسرائيلى فى أفريقيا هذا صحيح، وثمة تواجد إسرائيلى لإحداث مشاكل لمصر صحيح أيضاً، لكن هذا وضع قائم باستمرار منذ نشأة إسرائيل ومن قبلها ضمن حركة الصهيونية العالمية، وإذا أردنا أن نرفع نفوذ إسرائيل من منابع النيل إذا كان هذا صحيحاً، وأعتقد أنه من الصعب، أن يكون هذا فى مقدرتها ولا داعى لأن نهول فى قدرات الآخرين، لابد ألا نجعلهم جبابرة لا يقف فى وجههم شيء، ولا نقزم من حجمهم.

جوبا وقعت على اتفاقية عنتيبى والخرطوم ستوقع أيضا؟

 الجنوب بالفعل وقع البروتوكول والشمال أيضاً سيفعل وأتوقع هذا.

إذا مصر ستبقى وحيدة؟

مشكلتنا نحن أخطر من هذا كله. السودان غرباً وشرقاً منطقة أمطار لكن مصر مرتكزها الأول وعامدها هو النيل.

هل القانون الدولى فى صف مصر أم ضدها؟

القانون الدولى مطاط وحتى القانون يخضع لتوازنات القوى، وفى اعتقادى ليس فى صالحنا.

غداً تظاهرات مؤيدة للدكتور مرسى من التيار الإسلامى والجمعة اللاحق ستكون التظاهرة الكبرى أليس الوضع مقلقا؟

-أنا أنتظر كل هذه التظاهرات ويدى على قلبى وما أخشى منه باستمرار. أنا لا أعتقد أن المجتمع المصرى ليس لديه حتى هذه اللحظة خارطة واضحة للقوى الفاعلة فيه، وليس بالضرورة أن تكون القوى الفاعلة قوى عاقلة، لدينا مجانين ويائسون كثر، وهناك من له مطالب غير واضحة ويتصرفون بعشوائية بالقوة وتجاوز الحدود، وأخشى من هذه التظاهرات فى هذا التوقيت أن البلد قد لا يتحمل فى هذا الظرف الاقتصادى فى هذا التوقيت المعزول فيه من أفريقيا وخرجت من آسيا ثم نفعل بأنفسنا من خلال الحشد والحشد المضاد وما كان يجب أن يصنعه الإخوان هو المراجعة وليس الخروج. ترويج فكرة أنا صالح دحضت فى أسابيع يونيو. أثبتت بيقين لا يرقى للشك أنهم ليس لديهم فكرة عن شىء.

ما موقع الجيش الآن، خاصة أن مرسى قال عن سوريا إن مصر قيادة وشعباً وجيشاً؟

-أنا لا أعرف موقف الجيش من سوريا، لكنى أتصور فى ذات الوقت أن أى أحد لديه فكرة عن الاستراتيجية المصرية ويفهم الأمن القومى المصرى، طار صوابه مما حدث وأنا أعتقد أن التعامل مع المواقف هنا فى مصر، ليس به مسؤولية، فثمة أناس يحاولون تأزيم الأمور بأكثر مما يجب حتى يضطر الجيش للتدخل وهناك من يرى أن الجيش من الممكن أن يتولى مسؤولية الضبط لفترة معينة، وأود أن أقول للجميع الجيش آخر حائط فى أمان هذا الوطن اتركوه فى عمله، وحاولوا أن تحلوا مشاكلكم قدر المستطاع خارج القوات المسلحة وإلا نحن ندفع هذا البلد إلى مجهول. لا يوجد حوائط تمنع أو تحيل دون الاتجاه إلى الهاوية، وهناك مقامرات فى هذا البلد لا تجوز، أنا مرعوب مما يدفع إليه هذا البلد ومرعوب من فوضى القمة أكثر من فوضى القاع.

ما الورقة التى يجب على مرسى تقديمها لإنقاذ البلد من السقوط فى الهاوية؟

– الحل هو المعرفة، الإسلام عقيدة فى قلبى، لكن المعرفة هى الحل، ومحلها العقل وهى السبيل للنجاة كنت أتمنى أن يسوق مبرراته فى نقاط دون أن يقول ما قال.

وأنا وصلت لمرحلة لو لم تقدروا انسحبوا وابعدوا، وأخشى أن أقول إنه ليس لديه ورقة طالما هناك منطق لا أستطيع أن أتنازل أمام الشعب كان عليك مواجهة الأمر ليس بحشود الإسلاميين لكن بموجة إصلاحية واسعة.

دعا إلى قمة عربية طارئة هل تعتقد أن هذه الفكرة سيستجاب لها؟

– هذه من المصائب أيضاً، يجب ألا يدعو إلى قمة عربية إلا فى حال وجود خطر حقيقى، مصر لا يمكن أن تقوم بحركات «أكروبات» عشوائية وتعتقد أن هذه سياسة، وتذكرى أن عبدالناصر عندما دعا إلى قمة عربية عقدت فى غضون 24 ساعة. إذا لم تكونى واثقة أن هناك استجابة لدعوتك فلتلزمى الصمت.

هل الوقت متأخر؟

– فى مصالح الأوطان لا يمكن أن تكون هناك عبارة فات الأوان قد أملك ذلك فى مصلحة فرد لكن لا أملك فى شأن أمة أن أقول فات الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى