قضية اسمها اليمن

ماذا وراء سقوط الطائرات الحربية في اليمن..؟

يمنات – الجزيرة نت

أثار حادث سقوط طائرة حربية وسط حي سكني جنوب صنعاء الاثنين الماضي، حالة من الهلع والغضب في أوساط اليمنيين الذين باتوا يخشون أن يتواصل تساقط الطائرات العسكرية فوق رؤوسهم وعلى مساكنهم دون سابق إنذار.

ويعد سقوط مقاتلة حربية روسية الصنع من طراز سوخوي 22 يوم 13 مايو/أيار الجاري، هو الثالث من نوعه الذي تشهده العاصمة اليمنية في غضون ستة أشهر. وقتل في الحادث قائد الطائرة الرائد هاني الأغبري، بينما تضررت بعض المنازل واحترق بعضها جراء ارتطام الطائرة بها أثناء سقوطها، دون وقوع ضحايا بين المدنيين.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أفادت بأن الطائرة سقطت في شارع الخمسين جنوبي العاصمة أثناء عودتها من مهمة تدريبية اعتيادية فوق مناطق محافظة مأرب ومنطقة خولان، دون إبداء أسباب السقوط.

لكن شهود عيان أفادوا بأن حريقا نشب في الطائرة قبل سقوطها وارتطامها بالأرض وسط الحي السكني في منطقة بيت بوس جنوب صنعاء، وهو ما طرح تساؤلات عن أسباب سقوط المقاتلات الحربية، خاصة أن مبرر "الخلل الفني" بات غير مقبول في الشارع اليمني.

مؤامرة محتملة

وفي حديث مع الجزيرة نت أكد مدير المركز الإعلامي بالقوات الجوية اليمنية النقيب طيار مهدي فارع العيدروس، أن سقوط الطائرة السوخوي كان نتيجة عمل إجرامي وليس بسبب خلل فني. وأشار إلى أن الطائرة انفجرت في الجو وتحولت إلى شظايا سقطت على محيط كيلومترين مربعين.

وقال العيدروس "إن التحقيقات جارية حاليا بعد العثور على الصندوق الأسود، ومن المؤكد أن الطائرة استهدفت بعمل تخريبي، فإما أنها تعرضت لإطلاق نار أرضي، وقد شوهد في حطامها آثار رصاص، وإما أنه جرى زرع عبوة ناسفة بداخلها وفجرت بينما كانت عائدة من مهمتها الروتينية".

واتهم أطرافا محسوبة على النظام السابق بالوقوف وراء سقوط الطائرة الحربية، وقال إن إسقاط الطائرات العسكرية فوق صنعاء استهداف مدبر يأتي في سياق عمل ممنهج ومخطط له للنيل من القوات الجوية التي وقفت مع ثورة التغيير وانتفضت على قائد القوات الجوية السابق شقيق الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وأشار العيدروس إلى أن مروحية من طراز "أم.آي171" كانت تقل عددا من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، تعرضت لإطلاق نار كثيف أمس الأربعاء في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء، لافتا إلى أن إطلاق النار كان باتجاه مقدمة المروحية وباستهداف قائدها مباشرة وبسلاح متوسط مضاد للطيران، وهو ما تعرضت له مروحية عسكرية أخرى في منطقة همدان جنوب صنعاء يوم 6 مايو/أيار الجاري.

تصفية القوات الجوية

من جانبه لم يستبعد الخبير العسكري العميد ثابت حسين في حديث للجزيرة نت فرضية العمل المدبر الذي تسبب بسقوط المقاتلة السوخوي، مشيرا إلى أن الصور التي التقطت لحطام الطائرة أظهرت إصابتها برصاص سلاح مضاد للطيران.

وقال العميد حسين إن هناك جهات لها مصلحة في تصفية القوات الجوية انتقاما لوقوفها مع ثورة الشعب وانتفاضتها على القيادة السابقة بصورة لم يشهد اليمن لها مثيلا، مذكّرا بأن القوات الجوية نظمت اعتصاما مفتوحا ومظاهرات عسكرية مهيبة تكللت بالإطاحة باللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس السابق.

يشار إلى أن صنعاء شهدت يوم 19 فبراير/شباط الماضي سقوط مقاتلة سوخوي 22 أيضا قرب ساحة التغيير، وأدى ارتطامها بمنازل المواطنين إلى مقتل قائدها و12 مدنيا بينهم نساء.

كما سقطت طائرة عسكرية من طراز "أنتينوف أن26" يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فوق سوق شعبي بحي الحصبة، مما أدى إلى مقتل قائدها وطاقمها المكون من تسعة عسكريين.

وكشفت إحصائية غير رسمية عن خسارة القوات الجوية اليمنية 25 طائرة عسكرية خلال السنوات الثماني الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى