قضية اسمها اليمن

اليمن .. أسبوع ابتزاز السائقين

 

يمنات – متابعات

ظل سائقو المركبات في اليمن يعانون من عمليات ابتزاز منظمة في أسبوع المرور العربي الموحد هذا الأسبوع الذي تحول في اليمن من توعية تهدف أساساً إلى حماية المواطنين من الويلات والخسائر وتوفير كل سبل السلامة والاستمرار لكل أبناء الوطن، تحول إلى ابتزاز من رجال المرور لأغلب السائقين الأمر الذي اثر بشكل سلبي على هذه التظاهرة التي تحمل هدفا ورسالة سامية، وذلك حسب رأي عدد من المواطنين الذين استطلعنا آراءهم.

ابتزاز ممنهج
يتحدث جمال محمد (25 عاماً) قائلا "أعمل في شركة خاصة كموزع للمواد الغذائية ولدي سيارة توزيع تابعة للشركة وبالطبع فإن اغلب الشركات الخاصة لا تعطي الأوراق الرسمية للموزعين وتكتفي بإعطائهم ترخيص بالمرور ويعتبر أسبوع المرور أسبوع سلوك الطرق الخلفية والبعيدة عن شرطة المرور لكي أتهرب من دفع مبالغ مالية لهم بسبب عدم حملي الأوراق الخاصة بالمركبة". وأضاف "أخي يعمل بسيارة أجرة ولدية كل الأوراق الرسمية ولكن شرطة المرور تصطنع أي سبب من اجل ابتزاز السائقين وعند حملك لأوراق السيارة تظهر مشكلة عدم ربط حزام الأمان أو نظافة رقم السيارة وتضطر شئت ام أبيت لدفع مبلغ من المال لكي تستطيع المرور".
ربما يرى البعض أن تصرف جمال هنا من بدايته خاطئاً من حيث عدم حمله لأوراق المركبة التي يقودها ولكن المعترضين يرون أنه كان من المفروض أن يقابل بالتوعية والإرشاد إلى ضرورة حمل الأوراق سابقة الذكر لا أن يواجه بطلب المال أو حجز المركبة.

عبد الله سفيان (24 عاماً) أكد انه يحمل كل أوراق السيارة إضافة إلى رخصة القيادة ومع هذا لا ينجو ابدا من أيدي رجال المرور ودفع مبلغ مالي أو التعرض للتوقيف بحجة عدم وجود تفويض من والده بقيادة السيارة التي هي ملكه، ويقول إن شرطة المرور سيجدون بالتأكيد سبباً لتوقيفك إذا لم تدفع.

السائق شريك في الإبتزاز
عند لقائي مع المساعد علي راصع رئيس قسم العلاقات العامة بقسم شرطة 22 مايو الذي قال بداية احيي عبركم كل رجال شرطة المرور الشرفاء الذين يؤدون واجباتهم تحت الشمس الحارقة وفي البرد القارس لتنظيم حركة السير في الطرقات وكذلك العمل على سلامة المواطنين ومركباتهم وأضاف إن السائقين بشكل خاص والمواطنين جميعا ورجل المرور شركاء في سلامة الطريق والحد من الحوادث المرورية وعند حديثي معه حول المبالغ التي يأخذها رجال المرور من السائقين؟ قال ان بعض السائقين يسهمون ايضا في اتاحة الفرصة للفساد بعدم التزامهم بالقوانين والأنظمة المرورية السارية، اضافة لبعض رجال المرور الذين يمارسون سلوكيات خاطئة تمثل أشخاصهم ولا تمثل شرطة المرور بشكل عام وتتمثل هذه السلوكيات في ابتزاز السائقين ولكن هذه القاعدة لا تنطبق على كل رجال شرطة المرور فالعديد من رجال الشرطة يقومون بواجباتهم بكل جد واجتهاد وبكل شرف ووطنية بعيدا عن أي سلوكيات خاطئة

الاحساس بالمسؤولية
يتساءل المتضررون والمنتقدون: ألم يكن الأحرى بالجهات الرسمية أن تنظم في أسبوع المرور حملات التوعية والإرشاد ومحاسبة الفاسدين في أجهزة الشرطة المرورية وكذلك توجيه رسائل إلى وزارة الأشغال لإصلاح الطرق في الأماكن الخطيرة والتي تكثر فيها الحوادث أو عمل حلول جذرية لها كنوع من الاهتمام بمسؤولياتها ولتخفيف الخسائر المادية والبشرية التي تتكبدها البلاد؟ فبحسب تقرير لوزارة الداخلية تكبدت البلاد خسائر مادية تقدر بحوالي 18 مليار و624 مليون 596 الف ريال في حوادث السير التي حدثت خلال الأعوام الخمسة الماضية والممتدة من 2008-2012م

ضحايا حرب ام حوادث مرورية؟
لا يقتصر الأمر على الخسائر المادية، فهناك أيضاً خسائر بشرية، وهناك عشرات الضحايا يوميا بين قتيل وجريح بحوادث مرورية حيث أشارت آخر إحصائيات إلى أن ما لا يقل عن 886 شخصاً قد لقوا حتفهم فيما أصيب أكثر من 4500 اخرين بحوادث مرورية خلال الثلث الأول من هذا العام المفاجأة أن 52 منهم ماتوا أثناء أسبوع المرور العربي في طرقات الجمهورية اليمنية إضافة الى 239 مصابا أصيبوا في الأسبوع ذاته وهذه حصيلة هائلة أصبحت تشابه ضحايا الحروب والنزعات اوقد تفوقها.

إلى متى؟
قد يكون أسبوع المرور العربي لهذا العام انتهى ولكن هذا الكم الهائل من الخسائر المادية والبشرية الذي يؤثر كثيرا على الإقتصاد الوطني بشكل كبير وكذلك يؤثر على المستوى الاجتماعي بشكل اكبر يفترض أن يواجه بحملات توعية وإصلاح طوال العام لا تحوير أسبوع المرور العربي إلى أسبوع الابتزاز اليمني.

اذاعة هولندا العالمية – درهم الورافي

زر الذهاب إلى الأعلى