تحليلات

طائرات “سوخوي 22” سقطت أم أسقطت؟!

يمنات – الجمهور نت

ثلاثة أشهر مرت على حادثة سقوط الطائرة الحربية "سوخوي 22" في حي القادسية بشارع الزراعة وسط العاصمة صنعاء ولا جديد بشأن أسباب سقوطها، ليتكرر حادث آخر وتسقط طائرة أخرى من نفس الطراز اليوم، في شارع الخمسين جنوب العاصمة صنعاء في منطقة آهلة بالسكان".

اللجنة الأمنية العليا أعلنت في بيان لها بعد ست ساعات من سقوط الطائرة سوخوي 22 في فبراير الماضي، أنها تحفظت على "الصندوق الأسود" ويجري فحصه وسيتم إعلان النتائج خلال "ساعات" إلا أن اثنان وسبعون ساعة مرت ولم يعلن شيء حتى الآن.

وبحسب فني طيران في قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي -طلب عدم الكشف عن هويته- تستغرق عملية فحص الصندوق الأسود والاطلاع على محتوياته بعد العثور عليه، من ثلاثة إلى أربعة أيام، ولا يتم فتحه إلا بتوجيهات من القيادة العليا في البلاد وبحضور مراقبين من الرئاسة ووزارة الدفاع.

وقال "تصنيع الصندوق الأسود تخضع لعملية دقيقة ويحفظ في مكان آمن داخل الطائرة تمنع عنه النيران والصدمات القوية، ولكن قد يفقد أحياناً إذا سقطت الطائرة في مياه المحيط أو انفجرت في الجو"، مضيفا: "حتى إذا تعرض الصندوق لمشاكل بالإمكان استخراج بيانات منه ولا يتعرض للتلف على الإطلاق لأنه مصنع بدقة متناهية".

والصندوق الأسود عبارة عن آلة لتسجيل ما يجري من اتصالات بين قائدة الطائرة وبرج المراقبة وغرفة عمليات القوات الجوية.

وتخضع بيانات الصندوق إلى نقاش مستفيض من قبل اللجنة المشكلة لفحصه، وكل فرد فيها يضع تحليله ويتم في نهاية الاجتماع، التوافق على الرأي الأرجح، ومن ثم يتم صياغة التقرير والرفع به إلى رئاسة الجمهورية التي تتكفل إما بإعلانه أو التحفظ عليه.

وغير بعيدة حادثة سقوط طائرة "الانتونوف" في منطقة الحصبة بوسط العاصمة في نوفمبر الماضي، وما أعلنته ذات اللجنة -الأمنية العليا- بأن "الصندوق الأسود تم انتشاله وسيتم إعلان أسباب السقوط عقب انتهاء نتائج الفحص"…ليطول أمر الفحص كثيرا، ويظهر قائد القوات الجوية في حوار صحفي بعد مرور أشهر على سقوط الطائرة ليعلن "أن بيانات الصندوق الأسود تعرضت "للتلف"، ليقطع بيئة الإشاعات وينفي تصريحات المصادر "المطلعة، والخاصة"، لبعض وسائل الإعلام المؤكدة بأن الطائرة تعرضت لإطلاق رصاص أثناء محاولتها الهبوط في ميدان قيادة المنطقة الشمالية الغربية.

سقوط الـ"سوخوي22" والطائرات التي سبقتها لم يتم إعلان أي نتائج بشأن أسباب سقوطها حتى وإن كانت الطائرة راسية في قاعدتها ولم تقلع من مكانها "مطلقاً" ليبقى المتهم الأوحد في جميع تلك الحوادث "الخلل الفني"، باستثناء الطائرة التي أعلن الحوثيون إسقاطها في مديرية قطابر بمحافظة صعدة.

وفي مثل هكذا حالات يعتبر مصدر المعلومة هو من يتحكم في تفاصيل الحادثة ويعمل على تسريب المعلومات كما يريده حتى وإن كانت مجافية للحقيقة.

 

وبقراءة متأنية لحوادث السقوط السابقة للطائرات والتي تجاوز عددها "16"، يبدو أن هناك محاولات لطمس بيانات الصناديق السوداء أو تغييرها أو إخفائها، خاصة وأن نتائج فحص الصندوق الأسود لطائرة "السوخوي22" تأخرت كثيرا.

وقال فني الطيران "إن الطائرة -بعد أخذها الإذن من برج المراقبة وموافقته عليه- تعرضت لخلل فني في المحرك الأيسر لها بدليل أن الشهود رأوها أثناء سقوطها بشكل جانبي جناح في الأسفل والآخر في الأعلى، ولم يرى على الإطلاق دخان أو حريق في الطائرة".

ولم يستبعد الفني في قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، فرضية تعرض الطائرة لعمل إرهابي، وقال: "طائرتان -أنتونوف وسوخوي 22- حلقتا في سماء نفس المنطقة (قيادة المنطقة الشمالية الغربية) وتعرضتا للسقوط، هذا يضع عدة علامات استفهام عن أسباب السقوطـ، لكن تبقى الإجابة القاطعة لبيانات الصندوق الأسود".

وتمتلك القوات الجوية اليمنية، عشرات الطائرات طراز "سوخوي22" تتجاوز الثلاثين طائرة إلا أن هذا الطراز لا يستطيع تجاوز حدود اليمن نظراً لقلة مخزونها من البنزين، وتعتبر "متهالكة ومخاطر تعرضها للسقوط كبيرة نظراً لانتهاء عمرها الافتراضي، وتحتاج إلى عملية صيانة كبرى".

واستخدم هذا النوع من الطائرات في حروب صعدة كـ"قاذفات" قنابل فقط، ولا تعتبر من نوع الطائرات المقاتلة أو ما يطلق عليه "الاعتراضية".."وتستخدم حالياً في عمليات التدريب فقط".

وبالإضافة إلى طائرات السوخوي22 القاذفة، تمتلك القوات الجوية اليمنية طائرات اعتراضية (مقاتلة) طراز "ميج29" يبلغ عددها 20 طائرة، وعشرات الطائرات طراز ميـغ 21 وتعتبر الأخيرة من أكثر الأنواع تصنيعا في العالم، وأثبتت قدرة كبيرة في العمليات الحربية وكذا قدرة كبيرة على الارتفاع تصل إلى حدود 60 ألف قدم عن سطح الأرض.

كما تمتلك القوات الجوية عشرات الطائرات طراز "إف 5" وخدمت في حرب 1994م بين الشمال والجنوب، واستطاعت إسقاط طائرة طراز "ميغ 29" كانت تتبع القوات الجوية الجنوبية، آنذاك أثناء مناورة حربية معها رغم أن الأخيرة حديثة الصنع.

وتمتلك القوات الجوية أيضا أربعة وعشرون طائرة طراز "مي 35" (حوامات) كانت تتبع رئاسة الجمهورية فقط خلال الفترات السابقة، ولا يتم الطيران بها إلا بتوجيهات رئاسية، وحوالي 15 طائرة طراز (هيوي) حوامات أيضاً، وطائرات نقل طراز "سي 1" و"يوشن" يبلغ عددهما حوالي سبع طائرات.

زر الذهاب إلى الأعلى