حوارات

ماجد المدحجي: رئيس الجمهورية حين لا يجد صوتاً أمامه لن يتحرك

يمنات – خاص – الصحيفة الورقية

أكد عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني ماجد المدحجي انه سيقدم استقالته خلال الأيام القادمة لرئيس الجمهورية نتيجة الممارسات المعيقة لعقد مؤتمر الحوار خلال فترة الإعداد والتحضير، مشيرا إلى أنه تم انتزاع صلاحية اللجنة من قبل الأطراف السياسية التي تعمل بنفس أداء النخب القديمة المثور عليها..

وشدد المدحجي على أهمية الإعداد الجيد وتهيئة الأجواء قبل بدء مؤتمر الحوار الوطني واستقبال ممثلي الأحزاب السياسية، محذرا من السير تجاه تكريس الانقسامات الموجودة على المستوى الوطني..

 

• سبب تعليق عضويتك في اللجنة الفنية للحوار الوطني ..؟

تعليق العضوية تحول حاليا الى استقالة ستقدم إلى رئيس الجمهورية الذي تم تعيننا بموجب قرار منه ،والسبب يتعلق بمستويين الأول الواقعة الخاصة بالتعليق ومسألة التفويض التي انتزعت من اللجنة صلاحياتها وكان باتفاق من الأطراف السياسية – المشترك والمؤتمر – داخل اللجنة، وهناك قرار بسحب موضوع تمثيل المجموعات الوطنية خارج اللجنة، ما حدث يتعدى تفويض بن عمر لأنه لم يحدث تفويض بل نقل مسار المشاورات السياسية إلى خارج اللجنة ولم يكن بن عمر وحده من اختار النسب بالمعني الحرفي بل أدار عملية تفاوض سياسية بين قيادة اللقاء المشترك وقادة المؤتمر على مدار اسبوع كامل .. وهنا استبعد الفاعل المدني الجديد الموجود في اللجنة ،وهذه الآلية من العمل افصحت أنه في حال وجود مسائل ترى الأطراف السياسية أنها هامة فإن تلك الأطراف تريد أن تظل مغلقة عليها فقط وهو ذات أداء النخب القديمة المثور عليها.

ويفترض باللجنة أن تمثل كافة فئات وأطياف المجتمع لشراكة فاعلة وجديدة  لكن كفالة الشراكة الجديدة في اليمن تم سحبه منها في لحظة ما شعروا بالتهديد بالصوت الجديد وبالتالي قررنا تعليق العضوية

 

•  ما هو الخلل القائم في اللجنة الفنية للحوار الوطني برأيك .؟.

اولا لا يجوز للجنة أن تتخلى عن مهامها ومسئوليتها كونها حقاً قانونيا أصيلاً لأعضائها  واللجنة لم تعجز عن مناقشة أي موضوع بدليل أنها ناقشت موضوع التمثيل أربعة أيام فقط قبل أن تأتي فكرة التفويض، بينما ظلينا في مواضيع أخرى أكثر من شهر، لكن إذا عجزت هذه الاطراف السياسية اليمنية عن حسم موضوع تمثيل النسب فكيف تستطيع هذه القيادات- والتي هي من الصف الاول- أن تعالج قضايا أكثر تعقيدا في مؤتمر الحوار، فهل سيلجئون أيضاً للتفويض وبالتالي ما داعي قيام مؤتمر حوار مادام التفويض واللجوء إلى أطراف خارجية هو الخيار السهل باستمرار؟!!..

 

• ما حقيقة تحول دور ومهامه اللجنة الفنية إلى إعداد التصورات والتقارير فقط  وتحولها إلى ديكور  وأن الفاعلين في الترتيب الفعلي للحوار هم بن عمر وأمناء عموم الأحزاب؟.

ليس صحيحاً.. اللجنة تتمتع باستقلالية عالية، ولا يوجد طرف يؤثر عليها، فكنت امتلك كامل الصلاحية مثلي مثل قيادات الصف الاول للأحزاب الموجودة في اللجنة..

 المشكلة الحالية في اللجنة تتعدى قضية الاستقلالية بمعناها البسيط والمباشر ، هناك حجم من الضغوط الهائلة تمارس عليها من خارجها عن مسألة رئاسة المؤتمر، حيث تتداول الاخبار عن هادي أو علي ناصر أو غيرهم ، وهذا لم يكن موجوداً سابقا

وأؤكد أن أعضاء اللجنة يتمتعون باستقلالية عالية تجاه الاصوات الخارجية لكن المشكلة مع أداء الاحزاب الذين هم جزء من ديناميكية التعاون المفتوح..

 

• يطرح البعض أن الحرس القديم. خاصة قادة الاحزاب السياسية يستبعدون الشباب ويقومون بالكولسة في عدد من القضايا..؟.

بالعكس كان الاتهام لنا أول ما دخلنا اللجنة، حيث اتهمونا نحن الشباب بالكولسة لرفضنا العمل التقليدي ويوجد تنسيق بين أطراف داخل اللجنة تجاه قضايا محددة وهذا حق مشروع لخلق وبلورة مواقف موحدة تجاه قضايا محددة بين أطراف تلتقي على صعيد الرؤية.. يسمونه كولسة يسموه اتفاق هذا شأن آخر لكن ذلك جزء من عمل  اللجنة لبلورة وتحالفات لإحداث ضغط باتجاه ارساء قضايا معينة..

 

• ما الدور الحالي الذي تقوم به اللجنة ..؟

الدور فني تنفيذي ويتمثل بالإعداد المباشر للحوار وتجهيز المقر والأماكن واستلام اسماء الممثلين والضيوف وغيرها من الأمور الفنية ..

 

• هل كافة التيارات والفئات ممثلة في اللجنة ، ومن هم الذين لم يتم استيعابهم ؟

لم تمثل في اللجنة الفنية بل المطلوب ان تمثل كلها في مؤتمر الحور، حيث التصور الفني الذي قدم من الامم المتحدة قبل تشكيل اللجنة كان يتحدث عن لجنة لا تتجاوز 13 عضواً والآن نحن 25 وصارت 31 وهذا أكثر من طاقة اللجنة، أنا أتحدث هنا عن فرص حديث كامل لكل عضو في كل اجتماع وبند ضمن جدول الأعمال وهذا تعقيد حقيقي في المشاركة، والمشكلة تكمن في مسألة لجنة فنية للإعداد والتحضير حيث تجب المفاضلة بين خيارين أما فني او سياسي، لكنه في اللجنة الحالية دمج بين الخيارين وهو ما جعل المشكلة معقدة في الاداء وبالتالي لا داعي للحديث عن الاستبعاد اثناء التشكيل ..  مثلا الشيوخ القبليون في اليمن يقولون انهم استبعدوا، والسؤال ما هي الحاجة لوجودهم في لجنة مثل هذه ما دام مزاجهم المحافظ موجود في تمثيلات سياسية محددة ..

 

هل الضغوط الخارجية التي تمارس على اللجنة تمارس من قبل هادي ام جهة أخرى..؟

الرئيس هادي لم يمارس ضغوطاً بل كان يقاوم ضغوط اللجنة في بعض التفاصيل وفي فترة وجودي في اللجنة لم يكن يتدخل..

 

•  معذرة.. من تلك الجهات ؟.

طبعا كان في بعض القضايا المحددة يوجد ممثلو المحافظين في اللجنة مثل التجمع اليمني الاصلاح كانوا لا يستطيعون الحسم لأنهم يعرفون أن هذه قضايا حساسة ، فكانوا يضطرون إلى العودة للتشاور نتيجة الضغوط على الاطراف السياسية في اللجنة التي تمثل جماعات، وليس على اللجنة كلجنة بل على ممثليهم تحديداً ولذلك كانت بعض المواضيع تأخذ وقتاً طويل في النقاش.

 

• ما المطلوب من اللجنة قبل بدء مؤتمر الحوار..؟.

يجب ألاَّ يتم المضي في اي عمل قبل خلق تهيئة حقيقية وهذا لم يحدث ، خاصة وأن هيكلة الجيش مازالت مجزوءة وترجيح عودة علي محسن واحمد علي عالية وهذه كارثة والتهيئة في الجنوب لم يتم عمل اي شيء فيها، وهناك حديث عن اجراء شكلي من قبل رئيس الجمهورية في موضوع تشكيل لجنة للأراضي فقط وهو ما لم يتم حتى الآن وفي صعدة لا توجد  أي إجراءات تهيئة لنجاح الحوار ، ويجب على اللجنة إكمال تنفيذ مهامها والضغط على رئيس الجمهورية باتجاه التهيئة حتى لو تأخر انعقاد المؤتمر، مالم فإن مؤتمر الحوار سيكون شكليا وستذهب الامور باتجاه تكريس الانقسامات الموجودة على المستوى الوطني..

 

•  مدى تفاعل أعضاء اللجنة الفنية بعد تعليقك العضوية مع زميلتك رضية ..؟.

ضاحكا .. للأسف لا يوجد.. لكن بشكل فردي  تلقيت اتصالين او ثلاثة بشكل عاطفي رغم توجيهنا لهم أكثر من رسالة.. بعد شهر ونصف طلبوا الاجتماع بنا، أي بعد انهاء اعمالهم وتقديم تقريرهم لرئيس الجمهورية.

 

• هل يعني أنكما بتعليق عضويتيكما أكثر حرصا على نجاح مؤتمر الحوار من بقية الأعضاء..؟.

لا.. هو خاضع لزوايا تقدير، أنا لا أمثل جماعات سياسية بل امثل منظومة القيم التي أؤمن بها وفي حال فشلي في الدفاع عنها لا داعي لبقائي في اللجنة ،بمعنى أن زاوية عملنا والتزامنا تختلف تقديراتها من شخص لآخر، ما أراه مع زميلتي رضية هو ان هناك شيئاً يجب العمل به قبل أي شيء آخر ونرى هذا أولوية لا نقبل التأجيل بينما يرى الآخرون عكس ذلك وهنا يحدث الفراق جراء عدم قدرتنا على الاستمرار لأننا نرى المؤشرات تسير باتجاه سلبي جدا..

 

• لا يصدق البعض أنكما تركتما الامتيازات التي تمنح لأعضاء اللجنة الفنية ..؟.

امتيازات هائلة مالية ونفوذ،  حيث يتلقى العضو مبلغ خمسين الف ريال في الجلسة وغالبا تعقد جلستان  في اليوم ليحصل على 100000 ريال فهو مبلغ كبير مقارنة بمتوسط دخل الفرد اليمني، وليس كبير على عضو اللجنة كونهم يقومون بعمل جبار مقارنة بما يحصل عليه اي استشاري دولي يأتي إلى اليمن حيث يحصل على أضعاف ما يحصلون عليه، وأقولها بصراحة أن هذا المبلغ يضعف مقاومتنا بشدة، رغم أنه مكافأة مقابل عمل لا تحصل عليه إلا في حال انجزت العمل..

 

•  لماذا تأخرتم في تعليق عضويتيكما من اللجنة..؟.

كانت الحادثة هي المعيار.. الواقعة هي المختبر الأخير، وتأخرنا لانه لم يكن هناك ما يستدعي الأمر سابقا وحين بدأ الاختبار الحقيقي في مناقشة القضايا الجادة في اللجنة وكشف الأطراف السياسية التقليدية عن نواياها اضطررنا ان نفصح عن هذا الموقف، ودون البحث عن تسجيل موقف، لاننا وُجهنا بأداء لم نستطع القبول به..

 

• ما هو هذا الاداء والقضايا التي جعلتكما تعلنان تعليق عضويتيكما..؟.

 اتفقنا على تأجيل معظم القضايا الخلافية الى الاخير حرصا على أن لا تختنق اللجنة منذ البداية وسرنا بالقضايا التي هي محل قبول من كافة الاطراف من أجل أن ننجزها وفعلا انجزنا نسبة 90%  ، لكن 10% هذهتساوي الـ 90% لأنها صعبة ومعقدة ولذلك نحن يبدو أننا لم نقدر على تحمل طريقتهم في حل هذه القضايا المعقدة..

 

•  حقيقة هل تدخل بن عمر عند حدوث خلافات بين أعضاء اللجنة في قضايا معينة..؟.

دور بن عمر كان ايجابياً في كافة القضايا لكن في هذه القضية تحول من وسيط الى طرف بالنسبة لنا لأنه اصبح شريكا في طريقة إدارة النخب السياسية التقليدية للأمور في البلد وأول ما أهمل بن عمر أهمل الصوت الجديد وهذا انعكس على النسب التي قررها..

 

• ما هي تلك القضايا التي تحدثت عنها..؟.

 قضايا مثل التمثيل، طريقة اختيار رئيس المؤتمر، وآلية حسم القرار بشكله النهائي  وهذه التفاصيل ذات طابع حساس.

 

•  عندما أصدر الرئيس هادي قراراً جمهورياً بضم ستة آخرين إلى اللجنة.. هل أربك ذلك القرار عملكم..؟.

أضفى جواً من الشك وعدم الثقة، لانه قام بترجيح طرف على طرف آخر وبدا كأنه محاولة لترجيح صوت في اللجنة، لكنه للإنصاف لم يحدث ارباك كثير صار هناك توتر وليس ارباكاً.

 

•  لوحظ في البداية تحفظ اللجنة على الحديث لوسائل الاعلام، بمعني هناك غياب للشفافية في عملها خلال الاجتماعات..؟

ليس تحفظاً .. حقيقة لا زل اليمنيون يتعلمون كيف يتحاورون وهذه تجربة فريدة، يعني أنا جئت مع زملاء من حقل الاعلام أو المجتمع المدني ليس لنا علاقة بحقل السياسية ، فتخيل كيف يتلقاني امين عام حزب له ثلاثون إلى اربعين سنة ويرى أنه جزء من صناعة مستقبل البلد ويراك دخيلاً ، ما حدث في هذه اللجنة مشهد مفاجئ للكل وكنا في اللجنة نستطيع تقويض مواقف اطراف سياسية عبثت بمصير البلد ثلاثين سنة دون استنادنا إلى مراكز قوى وهذا جديد ولذلك حدث الارباك في اللجنة كونها تجربة جديدة.

 

• هل حدثت خلافات في البداية بين أعضاء اللجنة ..؟.

حدث الخلاف عند تعيين رئيس للجنة، حيث اتفقنا في أول اجتماع أن يرأس اللجنة  الدكتور عبدالكريم الارياني بحكم انه الأكبر سنا وبعد طرح موضوع الرئاسة ، السياسيون في اللجنة كلهم طلبوا بقاء الارياني ، وفورا اعترضنا على هذه الآلية كون القرار الجمهوري ينص على الانتخاب وحدثت مشادة و اصرينا وطرحنا مقترح أن يترشح الدكتور ياسين وحدث أنه لم يترشح أحد فكان الدكتور الارياني المرشح الوحيد بالتزكية، مثل الرئيس عبدربه منصور ، ولا يستطع احد من الشباب أن يرشح ليس لأن هناك قراراً بل كنا نبحث عن رئيس للجنة الفنية سياسي من الجنوب والدكتور ياسين شخص مقبول على المستوى الوطني، لكنه رفض هذا وأصروا على الدكتور الارياني وهذا لا يعني أن لدينا موقفاً من الارياني فأداؤه جيد بل ممتاز في إدارة اللجنة..

 

•  دعت اللجنة مؤخرا الأحزاب إلى إرسال  ممثليها في مؤتمر الحوار …؟.

من الطبيعي لكن التحدي الأخطر ليس اختيار ممثلي الأحزاب بل هو اختيار المستقلين الذي تقوم به اللجنة ذاتها.

 

• هل ستنجح اللجنة في اختيار المستقلين …؟.

لا اعتقد.. تشكيل اللجان التي ستختار المستقلين هي لجان غير مستقلة ، وكان هناك نقاش قبل تعليق عضويتنا حول لجنة اختيار المستقلين أن تكون من المستقلين في اللجنة ولكن ما حدث أن لجنة الجنوب ولجنة الشمال كلها تضم تمثيلات سياسية غير مستقلة وهذا يضفي شكاً عميقاً في قدرتهم على اختيار المستقلين مهما كانت المعايير الموضوعة لذلك..

 

•  هل تعتقد أن القادة السياسيين سبب ما يحدث في اللجنة ..؟.

ليسوا جادين، لا يوجد أحد جاد في اتخاذ موقف يضغط على رئيس الجمهورية الذي  حين لا يجد صوتاً امامه لن يتحرك .. فهو لن يذهب إلى وكر الافاعي بذاته..

 

•  عند لقائكم بالرئيس هادي حين تم اضافة ستة أعضاء ماذا حدث ..؟

حدث توتر شديد، خاصة في لقاءات المستقلين مع الرئيس، حيث كانت متوترة ولذلك قام في آخر اجتماع معه غاضبا وقطع الاجتماع ، وفي المرة الثانية حين طلب المستقلون الالتقاء به طلب منا من قبل أعضاء اللجنة ان نكون أكثر تأدبا في حضرته..

 

•  هل هدد بأن من يريد الخروج من اللجنة سيعين بدلا عنه ..؟.

نعم.. قال لنا! الذي سيخرج سأغيره ولم أحضر أنا وزميلتي رضية لمدة اسبوع منتظرين أن يتم تغييرنا ولم يحدث.

زر الذهاب إلى الأعلى