تحليلات

تجمع الإصلاح يخطط لوأد حراك شعبي بدأت بوادره تلوح في الأفق

يمنات – خاص

يبدو أن التجمع اليمني للإصلاح بدأ يخطط للمرحلة القادمة التي باتت شغل شاغلا لقياداته، لا سيما القوى المتنفذة التي تسيطر على القرار التنظيمي داخل الحزب.

وفيما تسعى القوى المتنفذة في الإصلاح إلى تحويله إلى سلم للصعود إلى كرسي السلطة، ومن ثم التغول في مختلف أجهزة الدولة، على غرار المؤتمر الشعبي العام الذي حوله نضام صالح إلى مضلة سياسية للحكم، يبدو أن قيادات الإصلاح التي تتماهى مع القوى الدينية والعسكرية والقبلية بدأت تستشعر بالخطر القادم، إثر التبرم والسخط الشعبي الذي بدأت تجلياته تظهر شعبيا وبالذات في أوساط الشباب.

فقد عمدت قيادات تجمع الإصلاح منذ الانتفاضة الشعبية على الاعلان الدستوري في مصر إلى محاولة مجاراة الشارع، وتبني مطالبه.

وفي الوقت الذي كانت قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب تقمع الشباب المعتصمين في ميدان السبعين باستخدام القوة، أصدر تكتل المشترك الذي صار اليوم يمثل تجمع الإصلاح وأمناء عموم باقي أحزاب التكتل إلى ادانة استخدام القوة المفرطة في قمع المعتصمين، على الرغم من أن تجمع الإصلاح يدير وزارة الداخلية، وصار صاحب الأمر والنهي في قوات الأمن المركزي بعد القرارات العسكرية الأخيرة.

 

وحسب مصادر مطلعة فإن قيادات نافذة في تجمع الإصلاح أوعزت لقياديين من الصف الثاني للحزب لهم حضور شبابي إلى مجاراة الشارع والشباب المتحمسين الذين بدوا يشكلون حراكا شعبيا جديدا، بدأت بوادره تتشكل بحملة "أنا نازل" التي تطالب بتحرير الجامعة من بيادات ومجنزرات فرقة علي محسن.

ولعل مساندة رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء رضوان مسعود الفاقد للشريعة الطلابية لتأييد الحملة، في حين غاب عنها كوادر حزبه الذين جبلوا على السمع والطاعة لتوجيهات المرشد يشير إلى التوجه الجديد لتجمع الإصلاح.

والأمر ينطبق أيضا على تصريحات النوبلية توكل كرمان التي أبدت مساندة لجرحى الثورة الذين عانوا من الأنين على مرأى ومسمع جمعيات الإصلاح الخيرية، وعانوا الويل من مليشيات الإصلاح التي لم ترحم إعاقاتهم ورمت بهم ذات ليل من على منصة كانت تتكلم ذات يوم باسم الثورة، التي بذلوا دماؤهم من أجل نجاحها.

توكل كرمان التي ساندت حق الجنوبيين في فك الارتباط، شنت في الآونة الأخيرة هجوما على حركة الحوثيين، وطالبت الشباب بضرورة أن يضعوا ضمن اجندتهم المطالبة بنزع سلاح مليشيات الحوثي التي تنتشر في أربع محافظات، في حين تناست مليشيات الإصلاح المسلحة التي تنتشر في أغلب محافظات البلاد، وصارت هي الآمر الناهي.

 

مراقبون اعتبروا توجه قيادات إصلاحية شابة لمجاراة الشارع وبالذات شريحة الشباب، تكتيك من إخوان اليمن للتماهي مع حراك شعبي تبدو بوادره تلوح في الأفق، ومن ثم القفز لقياداته، كما حصل للثورة الشبابية الشعبية، التي انحرفوا بها عن مسارها الثوري، نحو التقاسم والمحاصصة ومن ثم التغول في الجهازين المدني والعسكري، تمهيدا لإنشاء ديكتاتورية دينية مرجعيتها لحية الفقيه وعكاز الشيخ وبندقية العسكري.

أخرون اعتبروا أن تكتيكات الإصلاح في هذا الجانب تنم عن خوف من انفجار الشارع، قبيل اكتمال المخطط الذي يرمي إلى سيطرتهم على الجهاز الإداري والعسكري للدولة، تمهيدا لتحقيق حلم قديم / جديد في إقامة الدولة الدينية التي انتظروها طويلا.

زر الذهاب إلى الأعلى