حاخام الطائفة اليهودية في اليمن: نطالب بالمشاركة في الحوار الوطني لطرح مشكلتنا على المتحاورين

يمنات – خاص – الصحيفة الورقية

زرته في منزله الذي يعيش فيه مع أولاده الخمسة وأبيه وأمه وكان حديثنا شفافاً وحاولنا أن نعرف من خلال ما طرحناه نمط حياة أبناء الطائفة اليهودية في اليمن في ظل المتغيرات الحاصلة في البلاد وتأثيراتها على اليهود، وتطرقنا للحديث حول بعض قضايا السياسة والحوار ولم يخف عيلوم الطائفة اليهودية في اليمن يحيى يوسف، رغبته في المشاركة في الحوار وطرح قضايا أبناء الطائفة على طاولة الحوار ..  باعتبارهم يمنيين مثلهم مثل غيرهم مع اختلاف الديانة.. وخلال الحديث مع عيلوم الطائفة اليهودية في اليمن كشف عن ألمه العميق على منزله ومكتبته التي قال عنها إنها كانت تحتوي على أمهات الكتب للديانة اليهودية في اليمن ووصفها بأنها مكتبة تأريخية تركها في صعدة مجبراً بسبب الحروب التي دارت رحاها هناك وفيما يلي أبرز ما دار في الحوار..

حوار/عبدالواسع الحمدي

• بداية .. كيف يعيش أبناء الطائفة حياتهم وطقوسهم هنا في العاصمة بعد نزوحهم من صعدة.. وهل وضعكم هنا أفضل من ذي قبل ..؟

في الحقيقة العيش في العاصمة أكثر هدوء والناس هنا كل بعد حاله .. لكننا لا نخفي بأن حالنا في صعدة كان أفضل حركة وعيشا وكنا في منازلنا التي نملكها ولدينا أراض وزرع وسيارات أما الآن فإن حركتنا محدودة ونعيش داخل شقة لكن هكذا هي ظروف الحياة .

أما عن طقوسنا الاجتماعية وزياراتنا لبعض فهي طقوس يمنية لا تختلف عن المسلمين كثيراً .. وعندما كان عندنا مناسبات زواج مثلاً كنا نوجه دعوات لمسؤولين وكثيرين كانوا يشاركونا أفراحنا ونحن نشارك الآخرين أفراحهم . ليس في هذا خلاف لأننا في الأول والأخير يمنيون ونفخر ونعتز بذلك .

تركنا ديارنا والمكتبة التاريخية

• متى تركتم منازلكم في صعدة وهل كل اليهود في صعدة تركوا ديارهم وكذلك اليهود الآخرون في المحافظات المجاورة لها ؟

تركنا منازلنا في الحرب الخامسة في صعدة.. كنا مستقرين في آل سالم .. وعندما وقع إطلاق نار على منازلنا بدأنا بالنزوح والخروج من صعدة وتم توفير مساكن لنا في المدينة السياحية بالعاصمة وأعطيت لنا شقق نسكن فيها بعد أن كان معنا منازل كبيرة وأراض وسيارات ولايحز في نفسي إلا مكتبتي التي اعتبرها مكتبة تاريخية في منزلي، كانت تضم أمهات الكتب الدينية عن الديانة اليهودية وعن اليهود.. وتاريخهم في اليمن وهذه المكتبة أغلى عندي من البيوت والسيارات .

• هل المكتبة تم إحراقها أم أخذت كتبها.. ما مصيرها ؟

لا أعلم ما الذي جرى لها، أجبرنا على الخروج من منازلنا . وتركنا كل مانملك هناك .. ولم نتمكن من أن نأخذ أي شيء معنا ..

أعداد اليهود

• كم يصل عدد أبناء الطائفة اليهودية الذين نزحوا من صعدة وإجمالاً كم هو عدد أبناء الطائفة.. هل لديكم إحصائيات بأعدادهم ؟

عدد النازحين من صعدة قرابة الـ60 شخصاً وجميعنا نسكن هنا في صنعاء أما إجمالاً فأعداد الطائفة اليهودية يصل الى 400 شخص وليس هذا الرقم دقيقاً وإنما تقريبي، 350 منهم يسكنون في مدينة ريدة بمحافظة عمران .. ونحن النازحين هنا في صنعاء ..

مضايقات

• سمعنا بأن البعض يتعرضون لمضايقات والبعض يسافر إلى خارج اليمن فهل هذا صحيح ؟

لا نتعرض لأية مضايقات ولسنا مع هجرة اليهود من اليمن .. وهذا شيء نرفضه لأننا يمنيون.. فلابد أن نعيش في اليمن وهي أفضل لنا من  الهجرة إلى الخارج أو إلى إسرائيل.. يوجد يمنيون يهود يسافرون للتعليم ويعودون مثل المسلمين الذين يسافرون في منح دراسية للتعليم ثم يعودون وهذا شيء طبيعي، فالتعليم مهم .

أما بالنسبة لطقوسنا الدينية كالعبادة فنمارسها في أي مكان طاهر ونظيف، مثلاً هذا المكان الذي نجلس فيه طاهر نمارس فيه العبادة وليس بالضرورة أن يكون لنا  معبد خاص..

إسرائيل

• هل لكم أقارب في إسرائيل يتواصلون بكم أو تتواصلون بهم ..؟

بالنسبة لي شخصياً لا يوجد لدي أي أقارب في إسرائيل .. وإنما في (أعمامي) أشقاء أبي، اثنان منهم لديهم أقارب في إسرائيل لا نتواصل معهم ..أما أسرتي أنا فليس لنا أي أقارب هناك ..

وأريد أن أقول لك.. إن من يعيش خارج اليمن من أبناء الطائفة سواءً في إسرائيل أو في أمريكا فإنهم لن يعيشوا براحتهم مثلما يعيشون هنا في بلادنا، فالحياة وممارسة العادات والتقاليد اليمنية هنا أفضل وتختلف عن العادات والتقاليد في دول خارجية كأوروبا وأمريكا وغيرها ..

التعليم

• بالنسبة للتعليم هل يدرس أبناء الطائفة .. أم لديهم مدارس خاصة بهم ؟

التعليم مهم ونحن نحث أبناء الطائفة على التعليم .. وأبنائي يدرسون، وعندي 5 أبناء أصغرهم في أول إبتدائي وأكبرهم في صف سابع ولا توجد هناك مدرسة خاصة بنا .. ونحن نريد أن يدرس أولادنا مع الآخرين مناهج التربية والتعليم بالإضافة الى اللغة العبرية فهذا من حقنا وهناك تفاعل من المسؤولين في التربية ويدرس أولادنا في مدرسة أهلية وأريد أن أقول لك بأني أقرأ الدين الإسلامي لأعرف ما فيه .. وما يؤثر علينا أو يقلقنا هو قليلو التعليم أو الجاهلون بالعلم .. ولا نريد أن يحصر أو يعزل أولادنا في المدارس لأن هذا يعتبر تمييزاً عنصرياً .. لماذا يحصل التمييز ونحن يمنيون من أبناء الشعب اليمني .. لسنا مستوردين .. الدين لله والوطن للجميع ..

التغيير الحاصل

• إذا انتقلنا الى موضوع آخر حول التغيير الحاصل في البلاد .. كيف تنظرون له أنتم أبناء الطائفة اليهودية ؟

التغيير بإذن الله للأفضل واليمنيون يجب أن يدركوا مصلحة بلادهم ويسعون لتحقيقها وإن شاء الله مستقبل اليمن مزدهر في ظل قيادته الجديدة بزعامة عبدربه منصور هادي وانا عندما تحدثت حول هذا الموضوع في وسائل إعلامية وفضائيات محلية قلتها أكثر من مرة إن شاء الله المستقبل زاهر لليمن .. وكذلك حال أبناء الطائفة اليهودية .. متفائلون بالمستقبل وشاركنا في عملية التغيير.. من خلال صناديق الاقتراع عندما انتخبنا عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية , وكنا نريد أن نزوره لنبارك له لكننا لم نستطع الوصول إليه..

وبالنسبة للأحداث الجارية وما يحدث في شمال وجنوب الوطن فنحن يهمنا أمن واستقرار الوطن .

الحوار الوطني

• البلاد على مشارف حوار وطني .. وطرح كافة مشكلات وقضايا الوطن على طاولة حوار واحدة.. كيف تنظرون للحوار..؟ وهل استدعيتم للمشاركة فيه لتمثيل الأقلية اليهودية في البلاد ؟

الحوار هو المخرج الحقيقي للبلاد مما هي فيه .. وبالتأكيد عندما تطرح فيه كافة القضايا العالقة فإنه سيشكل رؤية لخروج البلاد من المأزق الموجود .. وكنت أتمنى أن نشارك في الحوار لطرح قضية أبناء الطائفة اليهودية ومشاكل النازحين اليهود..

بالإضافة إلى ذلك فنحن نريد أن نشارك في طرح رؤية للخروج من مشكلة البلاد عموماً لأننا يمنيون .. يهمنا هذا الوطن .. لكنه لم يتم التواصل معنا من قبل الإخوة في لجنة التواصل من أجل الحوار.

• هل لديكم مشكلات أو قضايا كنتم تريدون طرحها.. في حال شاركتم في الحوار ؟

مشكلاتنا تتمثل في أننا نازحون.. هدمت منازلنا.. وأخذت سيارتنا منذ الحرب الخامسة في صعدة ولم يتم الالتفات لنا ورفع معاناتنا وأخذت علينا مكتبة تضم أمهات الكتب حول الديانة اليهودية في اليمن وكل ما يخص موروثنا ..