حوارات

سلطان .. وزير التموين والتجارة اليمني الذي كان يشتري السكر والأرز بالكيلو

المستقلة خاص ليمنات

إبتسام في آخر رسالة لصالح: لن يحميك قانون ولا مبادرة

طالعنا معاً في العدد الماضي ومضات مضيئة في حياة علم بارز من أعلام اليمن الحديث والمتمثل بالمخفي قسرياً منذُ 35 عاماً "سلطان أمين القرشي" وتعرفنا عبر ظله وأقرب الناس إليه ابنته ابتسام على جوانب من شخصيته الفذة التي لا تنكر والممتدة بين البساطة والتواضع أمام البسطاء والاعتزاز بالنفس أمام ذوي السلطة والحكم.. ونستكمل في هذا العدد اكتشاف المزيد من معالم الفخر والشرف لدى هذه الشخصية الوطنية الاستثنائية.. وذلك بسرد ما تبقى من الحوار الذي اجريناه مع ابنته ابتسام.. فضلاً عن بعض ما قيل في المخفي قسرياً وظلماً منذ ثلاثة عقود ونصف، ولعل ذلك كله يثير سؤلاً بحجم الوطن " ألم يحن الوقت بعد لتصحيح أخطاء الماضي واتخاذ قرار شجاع يكشف حقيقة ما جرى لسلطان القرشي وماهو مصيره والافراج عنه إن كان ما يزال رهن الاعتقال ليقضي ما تبقى له من العمر مع أهله وأحباءه..

< لقاءات / أمين راجح

القرشي ينقذ متهماً من حبل المشنقة

> > هل ممكن أن تذكري لنا موقف إنساني قام به الوالد وأثر فيك؟

.. أذكر أول ما جاء من القاهرة كانت هناك قضية أو بالأصح جريمة قتل راح ضحيتها الزوجة والأطفال وأب الزوج، وكان المتهم بالقتل الزوج لأنه كان يمتلك سلاح وكان على وشك أن يشنق..

كان الوالد ذكي وعنده فراسة.. أحس أن الزوج بري فأوقف إجراءات الإعدام وطلب تشريح الجثث، (تدخل الطب الشرعي) لمقارنة ومعرفة نوع السلاح المستخدم بالجريمة وكانت هذه أول مرة يجرى تشريح للجثث في اليمن الشمالي ثم عممت بعد ذلك كانت هناك معارضة كبيرة لرأيه ومع ذلك أصر على إخراج الجثث بعد عاشر يوم من الدفن..

قام بالمهمة وتحمل رائحة الموتى وبالفعل أثبتت أن السلاح المستخدم في القتل يختلف عن سلاح الزوج بعد أن أخرج مقذوفاً من إحدى الجثث..

أثبت براءة الزوج المتهم وأخرجه من حبل المشنقة..

ذلك الموقف أفقد أبي حاسة الشم نهائياً، ومع ذلك كان يطلب منا دائماً أن نسوي البخور في المنزل رغم أنه لا يشم شيء وكان يقول يكفي أشوف الدخان، وهناك أناس آخرين أيضاً أخرجهم من ساحة الإعدام.

سلطان والطبيب

أيضاً موقف آخر.. زرت أحد الأطباء وأني مريضة بعدما اعتقل الوالد بكثير.. شاف أسمي.. قال أنت بنت القرشي؟! فقلت له: نعم.. فقال: أنا لي فترة طويلة  أبحث عن أبيك فقد كان هذا الطبيب يريد أن يرد جزء من الجميل الذي قدمه له الوالد، والقصة أن هذا الدكتور عندما كان شاباً وبعدما أنهى الثانوية العامة توجه للعمل في منجرة بسبب ظروف أسرته الصعبة.. وبالصدفة التقاه الوالد فرأى فيه من الذكاء ما يؤهله أن يكون أكبر من شغال في منجرة وبالفعل أعطاه منحة دراسة إلى العراق فدرس هناك وعاد طبيباً وظل يبحث عن الوالد ليرد له ذلك الجميل..

كان يعتقد أنه موجود وعندما أخبرته أنه مسجون ومخفي شعر بالحزن الشديد.

يعالج حرابي

موقف ثالث: أذكر كان هناك شخص من الأمن الوطني يراقبه في فترة من الفترات عندما كان يمشي في الشارع ويعود إلى البيت آخر الليل وكان معه موتور وفي إحدى المرات تفاجئ بالوالد على مقربة منه فأراد أن يختفي من أمامه وبالصدفة دخل مكان غير ممهد فسقط وكسر رجله، فقام الوالد وأخذه إلى البيت وقمنا باجراء بعض الاسعافات له وجلسنا نجارح له ولم يشعره الوالد أنه يعرف انه كان يراقبه وعمل له  كرتون وربط له رجله وقال له خلاص الآن تقدر تمشي لك..

والأغرب من ذلك أن هذا الشخص فيما بعد وقف معانا في محنتنا وكان يعتبرنا مثل أولاده وساعدنا في دراستنا وقدم لنا الكثير.. ولا أنسى هنا أيضاً  فضل المناضل عبدالسلام الدميني من بداية الثمانينات يحثنا على التعليم واهتمامه بأسر المخفيين، هو وجار الله عمر والمناضل محمد طربوش ويحيى الشامي.

كريماً ورحيماً

أذكر مرة أيضاً كان مع والدي أرضية بتعز فجاء أحد أقاربه وقله يا سلطان أشتي منك هذه الأرضية أنا معي أطفال فأعطاه إياها دون مقابل وعندما عاد إلى البيت قال للوالدة: أعطيت الأرضية لفلان فقالت له لماذا؟ قال: لأنه معه أطفال: فردت عليه: وأنت أيش معاك حجار.. (تقصد أنت أيضاً معاك أطفال).. كان كريماً.. رحيماً بكل ما تعنيه الكلمة.. أذكر أيضاً عندما أشترى البيت الأولى من علي مقبل غثيم كان داخل البيت مستأجرة أسمها نعمة وكان معاها أطفال.. فرفض يخرجها وخلاها تجلس داخل البيت دون أن تدفع إيجار إلى أن كبروا أولادها وتزوجوا وسافر أحدهم السعودية، بقت كذلك إلى أن اعتقل الوالد.. ومهما تحدثت عن فضائل الوالد لن تنتهي..

كان معجب بشعر الصريمي، ويميل لأغاني أيوب طارش وأغنية عبد الباسط وا عمتي منوه شقل لمسعود وغيرها، وكذلك للفنان الآنسي وعبد الحليم وأحمد قاسم وطلال المداح والفنانة فيروز.

> > هل كان سلطان القرشي يكتب الشعر أو القصة؟

 لا.. ولكن وجدت مرة في إحدى مذكراته قصة كتبها عن "الأم فاطمة" القصة واقعية.. فاطمة عاشت بالقرية.. كان معاها أولاد.. كانت تحبهم كثيراً وتخاف عليهم لدرجة أنها انت إذا غابت عن أولادها لجلب الماء أو الحطب كانت تحفر لهم مكان فتضعهم في باطن الأرض ثم تدفنهم بالتراب لتبقى رؤوسهم فقط حتى لا يهربوا أو يصيبهم مكروه.. ذلك التصرف أثر بالوالد كثيراً فكتب تلك القصة.. والقصة معروفة وحقيقية، وكان أحد أبناء الأم فاطمة هو المناضل هائل محمد سعيد – قائد الصاعقة – سجن بعد أحداث اغسطس، من أقواله (الجمهورية أو الموت) سجن في مصر مع المجموعة التي حبسوا هناك ثم حبس باليمن بالقلعة.. إلى سنة 1975م ثم جنن داخل السجن.. كان يحاول يتسلق جدار الزنزانة ويتعمد السقوط على رأسه لينتحر فكانت النتيجة أن جنن..

الحمار وعطف القرشي

> > متى كان  سلطان يتفرغ  للجلوس مع أسرته وأطفاله؟

.. كان يوم الجمعة يخصصها للأسرة.. للأطفال ولزوجته ولعمتي ويلغي جميع المواعيد مهما كانت.. كان ينزهنا ويخرجنا المناطق المفتوحة الحلوة الجميلة مثل حدة وعصر.. وعادها خضراء.. وكان يجلس يقرأ الشعر ويعلمنا المساجلة.

أما أني بحكم أني كنت البكر فقد كان يأخذني معه في أغلب الأحيان حتى أيام الاحتفالات كان يأخذني معه وأجلس في الصف الأول حق الرئيس الحمدي وأستعرض  العرض العسكري عندما كنت صغيرة.

> >  ماذا ممكن أن تقول ابتسام عن أبيها سلطان القرشي؟

..  كان أباً رحيماً.. كان رجلاً عظيماً.. كان رحيماً مع أولاده ومع الناس اجمعين حتى مع الحيوان.. وأذكر هنا قصة حدثت أثناء سفرنا إلى صنعاء صدم حمار بالسيارة في الطريق فأوقف السفر إلى صنعاء وجلس يجارح الحمار، ثم جلس يبحث عن صاحب الحمار ويسأل هنا وهناك إلى أن وجده ولم يتركه إلا بعد أن أرضاه وأعطاه فلوس.

ابنة وزير التموين تشتري السكر بالكيلو

كان أميناً لذلك عندما أخرجوه من الأمن الوطني ليزفروا  به إلى الجزائر في فترة الارياني سلم كل شيء كان في عهدته البيت والسيارة الحكومي وكل شيء.

كان وزيراً للتموين ويسافر إلى الخارج لعقد بعض الصفقات الغذائية الرخيصة ومع ذلك لا يقبل شيئاً غير راتبه.. كنت أذهب أشتري السكر والأرز بالكيلو ولم يكن يصدق ذلك صاحب البقالة.. كان يقول ابنة وزير التموين تشتري الأشياء بالكيلو.. وعندما سجن لم يكن في جيبه حتى ألف ريال.

طالب ينتحر بعد اعتقال القرشي

كان يهتم بالمتعلمين.. كان رحيماً بهم ويستقبلهم في منزلنا إلى أن يكملوا دراستهم.. أذكر أحد الشباب أسمه عبد القوي علي حسين القرشي.. جعله الوالد يجلس في منزلنا ليكمل الجامعة كان إذا كثر الزوار وأمتلئ البيت يترك له غرفة النوم من شان يذاكر.. درس هذا الشاب سنتين وهو في منزلنا وبعد اعتقال الوالد ترك المنزل.. أحس وكأنه فقد أباه ولم يكمل دراسته الجامعية بسبب ظروفه المادية ثم أنتحر أيام عبد الله عبد العالم.

كان محباً للأرحام.. لذلك في إحدى رسائله ذكر فيها اعملوا جزء من راتبي لأختي وأمي وعمتي وجزء لديوني.

كان وفياً للعهد وأذكر هنا عندما باع بيته المتواضع في تعز لأحد الأشخاص اتفقا على بيعها بمائتي ألف، وبعد الاتفاق جاء أحد أصدقائه ودفع بالبيت مائتين وخمسين ألف فرفض الوالد وقال له حتى لو تدفع مليون فخرج زميله وهو زعلان يتذمر منه.. كان مثالياً.

كان اليمن بيته

> >  هل ترك لكم الوالد منزل أو بيت يأويكم؟!

.. عندما كنا نطلب منه بيت كان يقول: "أنا سأبني لكم في قلب كل إنسان بيت" وهذا ما حدث فكل من نقابلهم يفتحوا لنا قلوبهم وبيوتهم بكل حب وقد حدثت معي مواقف كثيرة تثبت صحة ما قال الوالد، ولكن أقدر أقول أننا أخذنا بيت بالمدينة السكنية بحدة بالتقسيط من راتب الوالد لمدة سبع سنوات (من 82-89) من بنك التسليف الزراعي والإسكان.. كانت مخصصة لذوي الدخل المحدود، لذلك عندما رآني مدير البنك قال مش معقول بنت سلطان تبحث عن بيت قدر الموقف ونزل اسمه أول دفعة وجلسنا نسددها من راتب الوالد وهو معتقل لمدة سبع سنوات.

أما الوالد لم يكن يهتم بالبيوت بدرجة أساسية لأن اليمن كان كله بيته وقد كان ينام على الأرض ويترك الفراش ليتعود على الخشونة وكأنه يعلم أنه سيقضي نصف أو بقية عمره بالسجن بعيداً عن البيت دون فراش لينام واقفاً.

> >  كلمة أخيرة؟

.. إلى هذه اللحظة نحن لم نكل أو نمل من البحث عن الوالد، لذلك وعبركم أناشد كل من كانت له علاقة باعتقال والدي أو يعرف عنه شيئاً وأين هو أناشده بكل معاني الإنسانية، بمعاني الدين الحنيف وقيمه أناشده بالله أن يقول الحقيقة لنا لكي نرتاح مما نحن فيه.

رسالة أخيرة لصالح

وآخر رسالة أوجهها لعلي عبدالله صالح وأقول له منذ 34سنة ونحن محرومين من رؤية والدنا المعتقل، وهو أبسط حق من حقوقنا، 34سنة ونحن نتمنى رؤية والدنا ليل نهار.. نتخايله في كل عيد وهو يشتري لنا الملابس والهدايا.. احرمتنا أجمل شيء في الحياة، لذلك لن نرحمك.. لن نرحمك ونحن نرى والدتنا تذوب كالشمع وتحترق بدموعها التي لا يراها أحد إلا نحن ولن يحميك قانون ولا مبادرة منا نحن الصابرين المحتسبين لله وستحاكم بكل جرائمك ومنها وأعظمها الاخفاء القسري..

مرجعية قيادية

 > > بعد أن اكملنا لاحوار مع ابتسام التفتنا إلى زوجها فؤاد وقلنا له وماذا تقول أنت عن عمك سلطان أمين القرشي؟

>  سلطان القرشي معروف عند الناس بصدقه وأمانته وأخلاقه وسخائه وحسن معاملته وحبه للبسطاء لذلك كان يشرف بنفسه في تفتيش بعض المنازل في صنعاء التي كانت تتهم بالتواصل مع الملكيين حرصاً من إساءة المفتشين لأصحاب عائلات تلك المنازل أو نهب ما فيها.

< سلطان كان مكتمل الشخصية لا يحب المظاهر سواء في بيته أو مع أقاربه أو مع الآخرين لذلك عندما ذهب الحج في إحدى المرات مع والدته أول ما عرفوه قاموا حجزوا له فندق من الدرجة الأولى إلا أنه رفض أن يستقبل رسمياً وقال أنا حضرت كأي إنسان يمني للحج ولم أكن مكلفاً بعمل رسمي.

< سلطان كان مرجعية لكل الاتجاهات والاحزاب والفصائل على ما يحكوا لنا أيام الكفاح المسلح كانوا يرجعوا له في المسائل أو المشاكل الصعبة مثل جبهة التحرير والجبهة القومية.. وعندما انفردت الجبهة القومية بالسلطة في الجنوب، وبدعم من القيادة العربية في اليمن والنظام الجمهوري ظل سلطان القرشي يمارس دور الوسيط في حل الخلافات بين الجبهة القومية وباقي الفصائل والعناصر الوطنية لما كان يتمتع به من قبول لدى الجميع بما فيهم أعضاء وقيادات الجبهة القومية.

وزير يسوق تاكسي

< في الفترة التي عشنا فيها معه وجدناه يخدم كل الناس ومرجعية للجميع.. كان مرجعية للبعثيين.. للناصريين.. لليساريين كان مقرب من الناس.. الابتسامة لا تفارقه .. بسيط المعاشرة كنا نحن بالعشرينات شباب وهو بالأربعينات ومع ذلك يتعامل معنا وكأنه شاب منا لدرجة أنه لقب بشيخ الشباب.. كان يحب التعليم ويشجعنا عليه ويوفر منح لبعض الشباب دون تفرقة، بعيداً عن الحزبية والمناطقية والطائفية.. كان إنساناً ذكياً وذو فراسة بكل ما تعنيه الكلمة.. كان شخصية مؤثرة جداً.

< سلطان القرشي.. لم يظلم أحد قط رغم منصبه الحساس مسئولاً عن المخابرات العامة في محافظة تعز، ثم توليه رئاسة المخابرات وتكليفه بتشكيل جهاز الأمن الوطني بعد دمج المخابرات والمباحث العامة ومع ذلك كان يمشي بمفرده لا يخاف أحد.. كانوا يقولوا له لماذا تمشي دون حراسة وأنت مسئول الأمن الوطني نقول لهم: عمره ما ظلم إنسان أو لطم إنسان وهو يحقق معه.. لذلك كان لا يخاف أن يمشي بمفرده لدرجة أنه كان أحياناً يخرج بسيارته التاكس ويشتغل بها بعدما قدم استقالته من وزارة التموين أيام حكومة الرئيس إبراهيم الحمدي.

< سلطان القرشي كان رجلاً أمنياً وعادلاً لذلك عين رئيساً للجنة توزيع المعونات الغذائية في بداية السبعينات عندما حلت المجاعة في قرى تهامة فقام بتوزيعها للمواطنين هناك بإشرافه المباشر حرصاً على إيصالها إليهم للتخفيف من معاناتهم وإنقاذ حياتهم.

< كان دبلوماسياً ذكياً فلذلك أرسله الحمدي إلى عدن كي يوقع وثيقة فصائل العمل الوطني بين الشطرين.

ماذا قالوا عن سلطان : (ابتسام تتذكر)

عمر الجاوي: التقيت عمر الجاوي في إحدى المحاضرات فقال للأمانة والتاريخ أبنة سلطان تذكرنا أيام حصار السبعين.. فقلت له تذكرون حصار السبعين ولا تذكرون من هم الأشخاص الذي استشهدوا وناضلوا في حصار السبعين.. طبعاً هو ذكر الوالد وماذا كان يعمل لدرجة أنه كان يدخل بين القبائل وهو لابس مثلهم عسيب وقميص لإقامة ما يشبه الندوات والاجتماعات ليوضح لهم أهمية الثورة والجمهورية.

السواق/ عبادي الآنسي: سائق الوالد حدثني مرة قال: أنا عمري ما شفت مثل أبيك -يقصد أيام الحصار- كنا في باب اليمن وكانت الرصاص والقنابل أو القذائف تأتي وهو لا يخاف يسحب الموتى والجرحى.. كنت أحذره فيقول الاعمار بيد الله واللي يومه.. يومه.

المناضل/ سعيد عبيد: من الشهادات أيضاً لشجاعته ومواقفه أثناء الحرب -في حصار السبعين- ما ذكره لي سعيد عبيد (من ثوار يافع تقريباً.. استشهد في احداث يناير 1986م) لقد ذكر الوالد بشكل دقيق ثم قال أصبت في حصار السبعين وأسعفت في سيارة فكسويجن حق الوالد والذي انقذنا وخلانا اعيش وأبقى إلى هذا اليوم سلطان القرشي -هذا ما قاله جار الله عمر في كتابه ولي.

أب المحافظ الحجري: التقى بالوالد بالصدفة وأول ما شافه سأل من هذا قالوا له سلطان القرشي! ابتسم وقال له: تعال" أنا كل يوم أشم المسك اليوم بامسك المسك بيدي" وسلم عليه واحتظنه، وعندما قتل هو وزوجته بسبب اتفاقية عسير ونجران كان الوالد متأثراً عليه لأنه كان ضد القتل وضد أي عمل إجرامي.. هذا ما حكاه لي الوالد.

مانديلا اليمن

فتحي الأسودي قال عنه في كتابه (الحصار والانتصار) "كما لن أنسى الأخ الرائد سلطان أمين القرشي مدير المباحث العامة آنذاك وهو يغامر بحياته ومرافقيه ويدخل إلى حدة متخفياً ليتسقط أخبار الملكيين ويكشف مواقعهم أو يذهب إلى حرض مع بعض زملائه متخفياً ليتسقط أخبار الملكية وتحركاتهم دون استئذان من وزير الداخلية أو منظمة الحزب حتى أسرته لا تعرف أين ذهب.. صـ 88 "

قال عنه أيضاً: "الرائد البطل سلطان أمين –الحاضر الغائب- الذي فرضته جموع الجماهير في صالة المحكمة التي شكلت بأمر الرئيس السلال كمدعي عام لمحاكمة العقيد عبد القادر الخطري مدير الأمن العام آنذاك بعد أحداث 3 اكتوبر 1967م هذا البطل الذي لعب أدواراً بطولية خلف خطوط العدو أيام حصار السبعين يوماً وكانت معلوماته الدقيقة إلى رئاسة الأركان تلعب دوراً أساسياً في كسب المعارك ضد فلول الملكية إنه اليوم يعتبر مانديلا اليمن بطولة فترة بقائه في السجن الذي لا تعرف أين هو منذ اختطف وسيظل الشعب يطلق عليه هذه الصفة حتى يعلن رسمياً عن مصيره فالجميع أحزاباً ومشائخ وقيادات لا يختلفون على أنه بطل وطني مقدام.." صـ70،

أولاد المناضل/ سلطان القرشي (حسب التسلسل): 1< ابتسام رئيس قسم الصحة المدرسية بمكتب التربية والتعليم- تعز وانتصار اقتصادية في وزارة المالية – صنعاء ووضاح/ قاضي رئيس نيابة الاستئناف بالحديدة وهالة قاضية – نائب رئيس المكتب الفني بوزارة العدل- صنعاء واشراق اخصائية اجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية- صنعاء وغدير د/ صيدلانية في مركز السرطان- صنعاء وعبير لغوية في مركز المعلومات التابع لرئاسة الجمهورية- عدن وآزال إداري في زارة التموين والتجارة.

زر الذهاب إلى الأعلى