قضية اسمها اليمن

البلدية تقتل سلطان بالگهرباء

المستقلة خاص ليمنات

بعض الأيام تنتهي أسوأ مما تبدأ.. مثل انجليزي”.. هذا ما حدث مع أسرة المواطن سلطان ياسين سالم الاثوري – 37 عاماً- الذي يعمل حداداً منذ طفولته.. كان ذلك اليوم هو الأحد 7 أكتوبر غادر سلطان منزله الكائن أمام فرزة صنعاء بعد أن تناول طعام الإفطار مع زوجته وأبنائه الثمانية.. أحدهم معاق وأصغرهم لم يتجاوز عمره الثلاثة الأشهر- أعطى أبنائه مصورة المدرسة ثم أتجه إلى العمل بصحبة أبنه عز الدين (البالغ من العمر أثنا عشر عاماً) والذي عادة ما يقوم بمساعدة أبيه صباحاً كونه يدرس في الصف الثامن بعد الظهر..

وصل سلطان وابنه عز الدين إلى موقع العمل.. صعد سطح العمارة.. بدأ بتقطيع أسياخ الحديد بكل همة وابنه الصغير يساعده في العمل تارة يسحب وتارة يمسك وتارة يقص الحديد إلا أن البلدية كان بالمرصاد لمقص سلطان والغرض النصب والاحتيال ليعلم الجميع أن أيام البلطجة لا تزال وأننا بحاجة لستين ثورة لنعدل من سلوكنا أخذ عمال البلدية مقص الحديد ولكن بعد أن أكمل سلطان وابنه قص الحديد، إلا أن ذلك التصرف زاد من غضبه وانفعاله..

استمر سلطان في عمله بسحب أسياخ الحديد.. أنه على حافة السطح.. يمسك بيده آخر سيخ حديد.. يسجبه عالياً إلى الخلف.. بدأ السيخ الحديد يقترب شيئاً فشيئاً من أسلاك الكهرباء والرئيسية.. لم يكن يعلم سلطان أن كل سحبة يقوم بها كانت تدنيه من الموت أكثر ذلك ما حدث فما أن كانت السحبة الأخيرة حتى لامس السيخ أسلاك الضغط العالي وفي غمضة عين أصدر ذلك التلامس انفجاراً قوياً احرق جثة سلطان في الحال ثم رمى بجثته من على سطح المبنى إلى أسفل لم يتوقع بقية العمال وعز الدين الصغير ما حدث لأبيه كان يرتجف وهو يرى أبيه مرمياً على الأرض دون حركة.. فوراً حُملت الجثة إلى مستشفى الرسالة القريب من مكان الحادث ولكن دون جدوى.

وصلنا بعد الحادث مباشرة ورائحة الدخان والموت لا تزال تنبعث من قدمي سلطان الحارقتين.. كان الموقف مؤثراً ونحن نشاهد أبنه الصغير يرتجف كالطير المذبوح خوفاً على أبيه.. لم يكن يعلم أن أباه فارق الحياة.. كان صامتاً ومتماسكاً رغم ذلك كانت عيناه حمراوان كالدم بسبب الحرق فجع عز الدين بموت أبيه ثم أمه من بعده..

غادر سلطان أولاده وزوجته والحياة دون رجعة رغم ذلك أرسلت جثته إلى الثلاجة وفي اليوم الثاني –الاثنين- 8/10/2012م- نقل إلى مسقط رأسه قرية المقاشبة الأثاور ليدفن هناك.. انتهت.

 

< المكان: خط الحوبان الرئيسي- جوار قسم الثلايا.. الزمان: الأحد 7/10/2012م – الساعة 8.5 صباحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى