قضية اسمها اليمن

الــــشرطة بين الخدمة والجريمـــــة

المستقلة خاص ليمنات

“الشرطة في خدمة الشعب”.. الشعار الذي يمكنك أن تسمعه وتراه في كل أنحاء العالم والذي لم يحدد ما إذا كانت الشرطة مدنية أم عسكرية..  أما  اليوم فالأمر يأخذ معنىً آخر ليصبح الشعار مفاده “الشرطة تقتل الشعب.. وتعيق تطبيق العدالة”!!

نحن أمام جريمة بشعة مرتكبوها لا يخضعون للقانون، ولا يمكن أن تطالهم العدالة.. على الأقل هذا ما يحدث حتى الآن التفاصيل مؤلمة والملابسات تثير الأسى والحزن، حيث يتم العبث بأرواح الناس والاستخفاف بحياتهم وإزهاق الدماء البريئة والطاهرة على الأرصفة والشوارع العامة في جنح الظلام ودون خوف من الله ولا من دولة وعدالة..

في 23 إبريل الماضي استقل المواطن “لطف علي حميشان” عند الساعة الثامنة مساءٍ دراجة نارية قاصداً إحدى المحلات التجارية في منطقة شعوب.. مرت الدراجة النارية في الخط الواقع بين مقبرتي الصباح الشرقية والغربية بأمانة العاصمة وهناك.. كانا على موعدٍ مع جريمة بشعة وكمين غادر حيث تعرضا لوابل من الرصاص تتساقط عليهما مباشرة، ليفلت سائق الدراجة النارية مقودها ويسقطان أرضاً.. فيما أقترب أحد الجناة منهما مواصلاً إطلاق النار على جسديهما المثخنين بالإصابات..

حسب إفادات شهود عيان في تحقيقات أمنية فإن الجناة المسلحين كانوا على متن ثلاث سيارات (جيب أمريكي- وبرادو وسيارة تاكسي)، حيث باشروا إطلاق النار على الضحيتين، وما هي إلا لحظات حتى وصل طقم تابع للشرطة العسكرية عليه جنود شرطة إلى مكان الجريمة وتحدثوا مع الجناة بشكل طبيعي، بل أن أحد القتلة صعد إلى طقم الشرطة ونزل منه بشكل طبيعي أيضاً، ثم ما لبث الطقم أن أخذ الضحيتين وهما مضرجان بالدماء وينزفان بشدة قبل أن يفارقا الحياة، وبدلاً من اسعافهما إلى المستشفى العسكري المجاور لمكان الجريمة تم اخذهما إلى الشرطة والتحقيق معهما وهما يصارعان الموت نزيفاً وألماً في لحظة، انعدمت فيها مشاعر الإنسانية وفقدت العواطف البشرية.. ساعات من التحقيقات التي لم تستند على أي أساس، حتى فارقت روحا الضحيتين جسديهما، حينها نقلت الشرطة الجثتين مأجورة إلى ثلاجة المستشفى.. استشهد لطف علي حميشان 55 عاماً وسائق الدراجة عبد الرحمن الساري 25 عاماً بجريمة أبطالها مسلحون تابعون للشرطة العسكرية.. في تفاصيل جريمة مأساوية.. احتشد أهالي الضحايا ونصبوا الخيام في مكان وقوع الجريمة.. تدخل مسئولون في قيادة أمانة العاصمة من أجل رفع الاعتصام المطالب بتحقيق العدالة وضبط الجناة وتسليمهم للقضاء ليقول فيهم كلمته ورغم استجارة أهالي الضحايا للوساطات والتحكيم القبلي بحل القضية قبلياً، إلا أن قائد الشرطة العسكرية ما يزال مصراً على عدم تسليم الجناة في محاولة لتمييع القضية،  وإعاقة تحقيق العدالة..

تقول أمل حميشان ابنة الضحية الأول: “قائد الشرطة العسكرية مجلي مجيديع يواصل التهرب من الجميع، كلما اتفقوا على موعد من أجل حل القضية يحضر الجميع ويتخلف قائد الشرطة.. مرت خمسة أشهر ولم يحرك ساكناً بينما جثمان والدي وسائق الدراجة في ثلاجة المستشفى العسكري”..

يناشد أهالي الضحايا رئيس الجمهورية والنائب العام ورئيس مجلس القضاء التدخل لتطبيق العدالة وإلزام قائد الشرطة العسكرية بتسليم القتلة إلى قبضة القضاء والعدالة، حتى يكونوا عبرة لكل مستهتر بأرواح الأبرياء وعبرة لكل ظالم.. وتتساءل ابنة الضحية “حميشان قائلة: نحن نبحث عن العدالة.. فمن ينصفنا؟!”

زر الذهاب إلى الأعلى