أهلاً بكم في الموقع الإخباري الأول في اليمن ، موقع يمنات _ yemenat.net

قضية اسمها اليمن

في عدن.. شاب يقابل عطف (عزيزة) عليه بجريمة مروعة هزت بر المدينة وبحرها

المستقلة خاص ليمنات

”كن على حذرٍ من اللئيم إذا أكرمته”.. تلخص هذه الحكمة الشهيرة المتوارثة جيلاً بعد جيل تفاصيل جريمة هزت مدينة “عدن”.. جريمة بشعة وغادرة بكل المقاييس.. جريمة وحشية لا يقوم بها إلا من امتلأ قلبه شراً وغدراً ودناءة..

طالب فقير أغدقت عليه “عزيزة” وزوجها من المعروف والإحسان ما أغناه عن الشغل والحاجة للآخرين، تكفلا بمصاريفه الدراسية واحتياجات أسرته واعتبراه ابناً لهما ليتمكن من التفرغ لدرسته ومواصلتها دون تعب وعناء، كانت البداية قبل 5 سنوات، حيث اعتاد زوج “عزيزة” البالغة من العمر 40 سنة، التردد على أحد المطاعم وشراء وجبتي الصبوح والعشاء بشكل يومي.. ومن ثم تعرف على طالب في الصف التاسع الأساسي يعمل في المطعم القريب من منزل عزيزة وزوجها.. كانت ظروف هذا الطالب قاسية فهو من أسرة فقيرة ووالده مسن يقيم في قرية بعيدة، ولديه إخوان صغار في القرية الكائنة في محافظة تعز.. وكان هذا الطالب يشتغل في المطعم ليوفر مصاريف الدراسة ويرسل ما تبقى منها إلى أسرته..

حالة هذا الطالب لقيت تعاطفاً من قبل زوج عزيزة.. واهتماماً كبيراً، كان يتصل به لإحضار الصبوح والعشاء والقيام بمنافع أخرى، حيث أن عزيزة وزوجها لا يوجد لهما أولاد، وكانا يعتبرانه أبناً لهما ويقومان بالإنفاق عليه، وتحمل مصاريف دراسته، وما أن وصل إلى الصف الثالث الثانوي، حتى طلب منه الزوج أن يترك العمل في المطعم، والتفرغ للدراسة وهو سيتكفل بتغطية مصاريفه واحتياجاته المالية، بالإضافة إلى إرسال مبلغ 5 آلاف ريال شهرياً لوالده كان يرسلها الطالب “ص” نهاية كل شهر.. ووعده الزوج بأنه سيتحمل جميع مصاريفه حتى يكمل دراسته الجامعية..

ابتسم الحظ للطالب “ص” الذي كان يسكن في غرفة تابعة لصاحب المطعم، تفرغ لدراسته ومذاكرته، وكان زملاؤه في العمل وفي المدرسة يغبطونه على النعمة التي رزقه الله بها.. تخرج الشاب من الثانوية العامة العام الماضي (2011) لكن المفاجأة أن معدله كان ضعيفاً ونسبة درجاته متواضعة.. وفي نفس العام توفي الزوج الذي اغدق عليه من كرمه ورعايته الشيء الكثير..

أصبحت “عزيزة” امرأة أرملة، ورغم ذلك ظلت تعامل “ص” كما كان يعامله زوجها تماماً، كانت تعتمد عليه في منافعها خارج المنزل، وكانت تنفق عليه وترسل مبلغ خمسة آلاف ريال شهرياً لأسرته كما كان يفعل زوجها.. وعندما كان يسافر لزيارة أهله كانت عزيزة تبكي عليه بعد أن صارت تنظر إليه نظرة الأم الحنونة وتعتبره ولداً لها..

عاد “ص” للعمل في المطعم لأنه بعد الثانوية متفرغ وليس لديه دراسة، وفي نفس الوقت ظلت عزيزة تنفق عليه، وبحس ما قاله ابن أخ “عزيزة” لـ “المستقلة” فإن “ص” التحق هذا العام بالجامعة وتكفلت عزيزة بجميع مصاريفه الدراسية، وفي الأسبوع الماضي تسارعت وتيرة الأحداث بشكل غامض وضع للقصة نهاية مأساوية محزنة لا يمكن تصورها..

حاولت إحدى النساء المجاورات لعزيزة في المنزل التواصل معها هاتفياً غير أن “جوالها” كان يبدو مغلقاً أو خارج نطاق التغطية، تكرر ذلك عدة مرات وفي كل مرة كان الصوت يعود بأن الجوال مغلق أو خارج التغطية.. قلقت المرأة على جارتها عزيزة.. أرسلت أحد أطفالها قبل صلاة المغرب إلى منزل عزيزة للاطمئنان عليها، وصل الطفل إلى المنزل المكون من حوش وطابق واحد.. وجد أن بوابة الحوش مغلقة من الخارج لكن بدون قفل.. عاد الطفل وأخبر أمه بما رآه.. وبعد ساعة من الزمن طلبت منه أن يذهب مرة أخرى ويتأكد، فوجد أن بوابة الحوش ما زالت مغلقةً من الخارج.. فتح البوابة ودخل الحوش، ليجد أن الباب غير مغلق تماماً.. دق عليه فلم يجبه أحد.. رفع صوته منادياً “خالة عزيزة!!.. خالة عزيزة” ولم يرد عليه أحد.. خاف الطفل وهرع مسرعاً إلى الخارج عائداً إلى أمه، وأخبرها أن الأبواب مفتحة إلا أن عزيزة غير موجودة..

أخبرت المرأة زوجها بما رآه الطفل، وأن تلفونها مغلق على غير العادة، تحركت جارة عزيزة هي وزوجها إلى المنزل وأخذوا ينادون “عزيزة” بصوت مرتفع.. لكن دون جدوى.. دخلوا إلى المنزل، وأخذوا يبحثون عنها، وفي إحدى الغرف شاهدوا ما لم يكن في الحسبان.. وجدوا أنفسهم أمام جريمة مروعة، كانت المرأة الأرملة “عزيزة” ملقاة على بطنها في أرض الغرفة، اقتربت منها جارتها، قلبتها على الجهة الأخرى لترى ماذا جرى لها فوجدتها جثة هامدة فتيقنت أنها ميتة.. هرع الجيران بعد صراخ جارتها وهرعت الأجهزة الأمنية  إلى منزل عزيزة، تم فحص آثار الجثة، فوجدوا آثار كدمات في الرأس، وآثار جروح بسيطة في رقبتها، مما يرجح أنها ماتت بالشنق بأيدي مجرم قاتل..

تم التواصل مع ابن شقيق الضحية- الذي روى هذه التفاصيل- وعدد من اقربائها وعددهم قليل لأن معظمهم يقيمون في محافظة تعز، وعند حضورهم قاموا بالاتصال بالشاب “ص”، رد على الاتصال أخبروه بما حدث أظهر علامات المفاجأة بالخبر وقال إنه سيحضر إليهم على عجل، لكنه لم يحضر، حاولوا الاتصال به لكن جواله كان مغلقاً، وجدوا آثار عبث في دواليب المنزل، واختفت منها مجوهرات الضحية، وكذلك الأخراص التي تضعها في أذنيها لم تعد موجودة، وكل ذلك يؤكد وجود جريمة بشعة شملت القتل والنهب، لم يعد في المنزل مال (سوى خمسة آلاف ريال، وكأنه تركها مصاريف لدفن الجثة.. والأبشع من ذلك أنهم وجدوا آثار ممارسة الفاحشة مع الضحية حسب تقرير الجهات المختصة ووفقاً لما أفاد به ابن شقيقها، مما يعني أن جريمة أخرى قد حدثت وهي الاغتصاب والاعتداء الجنسي.

أختفى “ص” تماماً منذ تلك اللحظة، بحث عنه الجميع (أقارب وجهات مختصة) في مدينة عدن وفي منطقته بتعز لكنهم لم يجدوا له أثراً، وما زال البحث عنه مستمراً، باعتباره مجرماً نسي كل الحنان والعطف والإحسان الذي حظي به من الضحية وزوجها، ودفعته أطماع نفسه الشريرة لارتكاب جريمة بشعة وحشية غادرة.

زر الذهاب إلى الأعلى