قضية اسمها اليمن

زواج البدل في اليمن: مقايضة فتيات … للتوفير

يمنات – متابعات

في ظل غلاء المهور في اليمن، وسوء الحالة المعيشية، يصبح زواج البدل (المقايضة) حلاً. وتبدو الفكرة غريبة، وأشبه بمقايضة السلع التي كانت تحدث في الماضي، لكن في هذه الحالة، يُستعاض في المقايضة عن السلع، بالنساء. فمن لا يستطع أن يدفع قيمة مهر الفتاة التي يريدها، ما عليه إلا أن يهب أخته لشقيق عروسه. هكذا، يتخلص الرجلان من عبء المهر، على حساب حق المرأة في الإرتباط بمن تريد، وحتى بحقها بالمهر.
وعُرف زواج البدل في اليمن وبخاصة في الأرياف، وفقاً لوزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور، فإنه لا يوجد احصائية توضح مدى انتشار هذا الزواج الموجود منذ القدم. كثيرون في اليمن يتزوجون دون اللجوء إلى المحكمة، بل تقتصر العملية على عقد  عند شيخ جامع أو غيره، ولا يوثّق بشكل شرعي في المحكمة، مثله مثل الزواج العرفي. هكذا تدخل المرأة مرغمة إلى علاقة زوجية لا قرار لها فيها ولا حقوق، أي إلى عبودية مقنعة بغلاف اجتماعي وديني.
وفي حال زواج البدل، إذا طلق الرجل زوجته فإن أهل المرأة المطلقة يفرضون على شقيقها تطليق زوجته. ومع أن في إمكان الزوج رفض هذا الأمر، لكن في بلد مثل اليمن ما زالت الأعراف سيدة الموقف، وليس القوانين.
ونادراً ما يمر زواج البدل دون آثار كبيرة على العائلات التي ترتضيه شكلاً للارتباط. تزوجت أحلام بهذه الطريقة من سالم الذي زوّج أخته لأخ أحلام. هكذا، راحت المشاكل تكبر بين سالم وأحلام مع تطور الأزمة بين أخيها وأخته. فطرد سالم أحلام من البيت حين طرد أخوها زوجته. وعاد سالم فطلق أحلام، حين وقع الطلاق بين أخته وأخيها. ولم يكترث سالم لحقيقة أن أحلام لا ذنب لها في خلافات أخيها مع زوجته، كما لم يعر انتباهاً لأطفالهما.
ويقول سالم إن "زواج البدل لا يبني أسراً. بل يبني أسرة لفترة معينة ثم يدمرها". "كنت سعيداً مع زوجتي وأطفالي، لكن عندما طُلقت أختي، طلبوا مني أن أطلق زوجتي.
اقترحت بأن تأخـذ كل أم أطفالها، لكن زوج أختي رفض قائلاً إنه يريد بقاء أولاده معه. ففعلت مثله وأخذت أبنائي من أمهم"، يتابع سالم. ويختم كلامه بتقديم النصيحة إلى "كل الشباب بأن يبتعدوا عن زواج البدل لأن نتيجته خراب الأسرة".
وفي حوار لـ"NOW" مع وكيل وزارة الأوقاف الشيخ حسن الشيخ، يقول إن "زواج الشغار أو البدل محرّم شرعاً، وهـذا ما اتفق عليه جمهور العلماء. هـذا الزواج فيه مصادرة لحق المرأة لأنها تحرم من حق الاختيار، بالاضافة الى أن التعامل معها يكون وكأنها بضاعة مقابل بضاعة. وهي قد تضطر لاخفاء مشاعرها خوفاً من أن تؤثر خلافاتها على المرأة الأخرى".
ويتابع الشيخ أن "القضايا المعروضة على علماء الدين متعددة، ووصلت إلى الحد الـذي أصبح من الوجوب منع هذا الزواج المخالف للشرع".
المصدر: لبنان الآن – هند الأرياني

زر الذهاب إلى الأعلى