تحليلات

الجزء الاول : حقيقة الوطن ذو الجيشين

الجيش المنضم والحرس العائلي او الجيش المنشق والجيش الموالي او الفرقة اولى مدرع والحرس الخاص كلها اسماء وعبارات ظهرت على المسرح السياسي اليمني اليوم و ما فتئت تتناقلها وتتلوها علينا وسائل الاعلام المرئية والمفروئة والمسموعة على حد سواء للتعبير عن حقيقة الجيش المنقسم في البلاد اليوم .

ولكن الغريب والغير مقبول ان يوصف هذا الانقسام بكونة احدى تداعيات توغل الثورة الشبابية في البلاد واحد اثارها وان هذا الانقسام كان نتجية لتباين المواقف ازاء الثورة الشبابية من حيث الانضمام والمساندة او الاحجام والولاء للعائلة التي جثمت على صدر البلاد لثلاثين سنة ونيفاً . فهل كان هذا الانقسام وليداً للثورة الشبابية فعلاً ؟ (طبعا لا )

ويستطيع اي باحث ودارس في تركيبة الجيش اليمني ان يثبت ان هذا الانقسام لم يكن وليداً للثورة الشبابية وان الجيش اليمني كان منقسماً بالفعل منذ فترة طويلة جداً حتى قبل انفجار الثورة الشبابية حيث بدا الانقسام الفعلي للجيش اليمني بالفعل منذ بداية الحرس الجمهوري او بالمفهوم الصحيح تحوير وتوسيع ما يسمى بالحرس الجمهوري وقد كان سيناريوا الانقسام في الجيش كالتالي :

بعد دراسة متأنية لمراحل انشاء وتطور الجيش اليمني وكما تقول المصادر التاريخية انة تم تشكيل النواة للجيش اليمني بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م والمتمثل بسلاح المدفعية (الفرقة اولى مدرعة حالياً ) كأول نواة للجيش اليمني آنذاك وكانت تضم خمس كتائب تقريباً بعتاد دبابات روسية وغيرها من المعدات العسكرية ثم توالت مراحل التطوير والانشاء لالوية غيرها حسب متطلبات التطوير للجيش اليمني وافتتاح باقي اقسام الجيش كالدفاع الجوي والدفاع البحري بما يتوافق مع المتطلب العسكري وبمنهجية حتى عام 1990م .

ولكن ما حدث بعد وخصوصاً بعد اقامة الوحدة اليمنية ومتقضيات ما حدث في تلك الحقبة من تداعيات الدمج بين الجيش اليمني في الشمال والجيش في الجنوب وتداعيات حرب الانفصال في صيف 1994م وبالتحديد بعدما افل نجم الحرب واستتب الامن النوعي في البلاد اتجة الجيش اليمني نحو الشرذمة والتبعية بكل ما تحملة الكلمة ومنذ هذا التاريخ يمكن القول ان كل ما حدث من تطوير للجيش اليمني كان عشوائياً وليس لة اي قاعدة تطوير عسكرية ممنهجة فتم اضافة الوية تتلوها الوية هباء دون التركيز على عملية تطوير نوعي لقوام الجيش اليمني

الا ان هذا لم يمثل انقساماً واضح في الجيش ولكن ظهر الانقسام جلياً بعد ان تم انشاء ما يسمى بمنظومة الحرس الجمهوري والذي كان نواتة ثلاثة الوية ذات تدريب خاص مهمتة تطوير الاداء البري ..
وبعيداً عن السرد التاريخي الممل سأقول ماذا حصل بالضبط حيث تم تأطير الجيش الوطني الذي انشئ منذ انفجار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ليكون تحت قيادة احدى مكوناتة الا وهي الفرقة اولى مدرع بينما وبعد ان اعتلى العقيد احمد علي عبدالله صالح قيادة الحرس الخاص عام 2000م الذي كان يفترض ان يكون مكملاً نوعياً للقوات البرية عمد احمد علي عبدالله على تطويرة وبنائة كجيش خاص منقسم ومنفصل تماماً يتمتع بالولاء لشخصة ولافراد العائلة وتم توسعتة من ثلاثة الوية ذات تدريب خاص الى 17 لواء ثم الى 31 لواء واصبحت عمليات الاستحداث لمكونات التطوير العسكري في البلاد عشوائية قائمة على المزاجية وتداعيات المصالح بسودها منطق زيادة النفوذ وسيادة القوة

اذا ومن خلال التحليل المنطقي فقد حصل الانقسام للجيش اليمني منذ عام 2000م بالضبط حين خرجت منظومة الحرس الجمهوري من كونها مكون تطوير لاداء القوات البرية الى كونها جيشا منفصل بذاتة بينما تم تاطير الجيش الفعلي للجمهورية عبر مد سلطة الفرقة اولى مدرع وبسط نفوذ قيادتها الى اقسام اخرى كالدفاع الجوي وغيرة

واستطيع القول ان كل عمليات التحديث للجيش اليمني بعد هذا كان عبارة عن توازنات صراع فقد كانت تنشئ اقسام مقابلة لاقسام اخرى في الجيش تماثلها في القوام والمهمة العسكرية فمثلا انشاء الحرس مقابل للفرقة وانشاء الامن القومي مقابلاً للامن السياسي وهكذا دوليك انشاء مكون عكسري ليقابل مكون عسكري اخر يماثلة في المهام ويختلف عنة بالعدة والعتاد وطبعاً الولاء
وقد لا تستغرب ان كل ما جرى في الجيش من بعد هذا التاريخ لم يكن سوى استحداث وتشتيت للجيش من خلال عدة معايير منها مزاجية التعيين فهي قائمة على اصدار القرار الرئاسي دون اعتبار اي مقوم علمي عسكري سواء لضرورة انشائة وموقعة او لتعيين الشخصية العسكرية في قيادتة والتي كانت تعتمد على درجة القرب من الرئيس المخلوع او درجة وقوة النفوذ القبلي في المقابل
و هكذا كانت رحى صراع التطوير تدور فقط بين مكوني الجيش الفرقة والحرس فقط بينما همشت اغلب مكونات الجيش ولم تلاقي اي تطوير يذكر كالدفاع الجوي وقوات الدفاع الساحلي وغيرها من مكونات الجيش فهذة لم تلامس اي تطوير بل انها همشت واصبحت في رتابة وايضا صارت قياداتها تعيش صراع الولاء اما لقيادة الحرس او قيادة الفرقة اولى مدرع .

ومن هنا اضحى الجيش اليمني في صراع وانقسام لم يطفوا الا بعد بزوغ الثورة اليمنية ولكنة كان واضحا قبل هذا الحدث الشعبي العظيم فكان الجيش يتجاذب الولاء بين اكبر مكونية اما الحرس واما الفرقة الاولى مدرع حتى تمددت اذرعت قيادة الحرس وقيادة الفرقة الى باقي مكونات الجيش لتنقسم البلاد برمتها بين المكونين وقيادتهما بينما همشت قيادة الاركان العامة ووزارة الدفاع والداخلية من اي دور قيادي لمكونات الجيش باختلاف اقسامة ولم تكن الا ديكوراً او بروازاً يستدعى وقت اقامة الاستعراضات العسكرية

اخيراً ومما سبق استيطع الاجزام ان الجيش اليمني كان منفصلا اصلا ومعدوم التركيبة والمنهجية العسكرية ايضاً ولهذا لا نستغرب مما نشاهدة اليوم فنحن لم نمتلك جيشاً انما عبارة عن مجندين يتقاسم ولائهم اولئك النافذين المعتلون على قمة الهرم العسكري فقط لا اكثر .

انتظرونا في الجزء الثاني ……
عثمان الصلوي

المصدر: حائط الكاتب ـ فيسبوك 

زر الذهاب إلى الأعلى