تحليلات

نتائج زيارة هادي لأمريكا والسعودية.. علي القحوم

قبل أيام زار هادي أمريكا وبعض الدول الأوربية وبعد ذلك زار السعودية وكان نتائج هذه الزيارات تدخل أمريكي بشكل علني على المستوى السياسي والإعلامي والعسكري.. والقوات الأمريكية تتدفق بشكل مستمر إلى اليمن وتزداد يوما بعد يوم وكذلك بدأت أمريكا في الشروع في تغيير عقيدة الجيش وتنصيب القيادات الموالية لها واستبعاد الوطنيين والأوفياء من هرم المؤسسة العسكرية اليمنية.. وكذلك نشاط طائرات بلا طيار بات أكثر ونشاط الاستخبارات الأمريكية بات علني ويعمل جهارا نهارا دون تحرج أو ريب.. وأضف إلى ذلك السفير الأمريكي لم يؤل جهد في تكثيف نشاطه فلقاءاته السرية والعلنية بالقيادات العسكرية والسياسية والقبلية لم تخفى على احد.. وكذلك التحرك السعودي الواضح والعلني على الصعيد الآخر حيث دفعت بعملائها من المشائخ بعقد لقاءات وتجمعات من شأنها تصعيد الوضع وإرسال رسائل تهديد للجنوبيين وللحوثيين..

وبالتزامن مع تصريحات هادي التي إدلى بها في أمريكا عن أخطار تهدد اليمن منها كما قال المتمردين الحوثيين في خطوة استباقية لتحضيرات عدوانية تستهدف أبناء المحافظات الشمالية، وكأنهم يريدون أن يرجع اليمن إلى المربع الأول الذي كان يعتقد الكثير أن لا رجعة فيه.. لاسيما مع الثورة الشعبية التي خرج الشعب اليمني للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة قيادات الحروب في الشمال والجنوب لكن الإعاقات والمبادرات التي فرضتها أمريكا على الشعب اليمني من شأنها كبح جماح الثورة وإخماد جذوتها والمحافظة على هيكل النظام وهذا كله يعتبر من مفرزات المبادرة الخليجية..

 

في المقابل تحدثت أمريكا عن منح النظام اليمني أربع طائرات بدون طيار وهذا يأتي بعد زيارة هادي وحديثه عن التمرد في الشمال حسب زعمه.. فتبعت تصريحات هادي تسريبات تناقلتها صحف سعودية عن ضربات جوية لاماكن الحوثيين بطائرات بدون طيار، فحين أعلنت أمريكا منحها للحكومة اليمنية أربع طائرات بدون طيار، فهذا ينبئ بأنهم ربما يريدون ضرب الحوثيين بطلعات جوية على أن من قام بهذا هي الحكومة اليمنية وليس الأمريكان.. وفي الوقت نفسه طائرات بدون طيار يحتاج لها غرف عمليات ترتبط بالأقمار الصناعية وأماكن للإقلاع والهبوط وأشياء ليست بمقدور حكومة المبادرة القيام بها.. وهذا يأتي من باب التغطية على ما تقوم به أمريكا من إجرام وسفك للدماء اليمنية تحت غطاء محلي وتخرج بعد ذلك أمريكا من الحرج و الاتهام.. هنا لابد أن يفكر كل من يرتمي في أحضان الأمريكان ويحاول الاستقواء بها أو التقرب إليها على حساب شعبه أن يدرك أن أمريكا عبر تاريخها تبيع أصدقائها وتتخلص منهم عندما تجد الأفضل أو عندما يكون العميل لا يجدي.. أو بمعنى قد انتهت صلاحيته فتسارع في التخلص منه بأي طريقة وهذا لابد أن يتذكره كل من يسعى لكسب رضاء أمريكا أو يرشح نفسه عميلا لها..

كما سبق هذه الخطوات قرارا لمجلس الأمن الذي أتخذه في إحدى جلساته عندما تحدث عن اليمن والمبادرة الخليجية ومن ضمن نقاط القرار "أن المجتمع الدولي سيردع من يعيق الحوار أو المبادرة الخليجية"..

 

فما بعد زيارة هادي لأمريكا والسعودية والنتائج السيئة التي ستدخل الشعب اليمني في أتون الحروب ومستنقع المؤامرات.. فما تحدثت به صحيفة عكاظ السعودية قبل أيام حيث استهلت خبر بعنوان اليمن: تعقب الإرهابيين في مران وإضراب في "الخارجية"، قالت فيه "ستتعرض مقرات الحوثي في جبال مران وكتاف لهجوم مباغت بواسطة الطائرات بدون طيار الأمريكية وهناك طائرات بدون طيار تحلق في سماء صعدة وجبالها الوعرة التي يتخذها الحوثي منطلقا لتمويل وتنفيذ مخططات إيرانية تستخدم فيها أتباعا للحوثي وعددا من أنصار الحراك الجنوبي".

وبهذا كشفت الصحيفة السعودية عكاظ المقربة من الاستخبارات الأمريكية هذا الخبر الخطير والتوجه الأمريكي في هذه المرحلة لاسيما وان طائراتها تحلق بشكل مستمر في سماء المحافظات الشمالية لساعات طويلة وعلى مدى ثلاثة أشهر.. فهل تريد أمريكا أن تخوض حربا جوية مع أبناء الشعب اليمني؟

الم تكتفي بالمجازر التي ارتكبتها طائراتها خلال الحرب السادسة التي صار ضحيتها ألف قتيل من المواطنين العزل ودمرت البيوت والمزارع والمدارس والمرافق الحكومية والخدمية وهل تريد أن تكرر المأساة من جديد؟

ويرى مراقبون أن الخبر الخطير التي كشفت عنه الصحيفة السعودية عكاظ يأتي بعد زيارة هادي إلى أمريكا وإدلائه بتصريحات تنبئ بإشعال حرب جديدة في شمال اليمن.. وان الزيارة كانت مرتكزة على هذا وأن التحضيرات لها على قدم وساق ومن ضمن هذه التحضيرات اتخاذ هادي أكثر من 300 قرار رئاسي بعد أن تعد وتدرس في السفارة الأمريكية وما على هادي إلا توقيعها.. فكل هذه القرارات في مصلحة حزب الإصلاح وقيادته العسكرية والسياسية والقبلية لتثبيتهم كعملاء جدد في مفاصل الدولة حيث تقدم قيادة الإصلاح الغالي والنفيس لكسب الرضاء الأمريكي ولجني المال السعودي على حساب الشعب اليمني والثورة الشعبية.. سيما القرار الأخير بشأن زيادة أعضاء لجنة الحوار وكلهم من الإصلاح وهذا القرار لأجل سيطرتهم عليه وإفشاله.. حيث كان الحوار الوطني البوابة الوحيدة التي سيدخل الجميع فيه من أبناء الجنوب والشمال ومن ثم نطوي صفحات الماضي المظلمة وتنطفئ نيران الحروب.. لكن عندما أمعنوا في إفشاله والمحاولة في محو قضية الجنوب وصعدة وعدم الاعتذار عن هذه الحروب وتقديم من قاد الحروب إلى المحاكمة حينها سيتمسك أبناء الجنوب والشمال بمظلوميتهم وما حصل لهم من ظلم وعدوان ولن يتعاملوا مع هؤلاء مهما كان..

كما اعتبر المراقبون أن الحفاظ على اللواء المجرم علي محسن الأحمر قائد الحروب الست في صعدة وقائد حرب 94م في الجنوب في هذه الفترة يأتي في سياق الاستعداد للحرب الأمريكية السعودية على شمال اليمن سيما بعد إعلان أمريكا بهيكلة الجيش وإبقاءه في منصبه أو ربما سيحصل على منصب اكبر في الأيام المقبلة.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى