تحليلات

تحالف شيطان نجد والإخوان.. دوافع خوف وشهوة !.. عبد الواحد السامعي

 • تالياً ، وبعد يقينه من نجاح ورقة المبادرة في إيقاف هبوب رياح من جنوب الجزيرة الفقير (اليمن) بدأ شيطان نجد والحجاز – بعد شهور عاصفة بالتوتر والفزع – مسترخياً وهو يُعيد توزيع لاعبيه ودُماه فيه، وفقاً للتموضعات الجديدة لكل طرف (مؤتمر صالح، وإصلاح المشترك) ومدى قدرته على سد ثغرة أي رياح ثورية قادمة.

• لم يغفل "شاه نجد" ترك الباب موارباً لعودة (عُصبة صالح) لقناعاته المطلقة بعدم تقصيرها تحويل اليمن إلى (إمارة حجازية) يشد خيوطها بيديه، وكل ما عليها – فقط – التوجه كقطيع سُيِّره حيثما شاء..! كما لم يُعطِ وجبة وليمة الدم كاملة لثعابين الإخوان اللاهثين لشد خيوط الولاء حول رقابهم، والركوع عند قدمين شريفين يغسلهما النفط، وعورة تسترها قبلة المسلمين..!! لم أستثنِ بقية ثعابين المشترك إلا ليقيني بأنهم كانوا ضيوف شرف، وشهود زور لوأد ثورة ستلعنهم أرواح ضحاياها أمداً طويلاً.!

• لم يستوعب حاكم الحجاز، ولا كروش الأسرة – التي تتوزع بسط نفوذها جُلّ صحاري ونجاد الجزيرة العربية – رغبة اليمنيين في التحرر، وإعادة ترتيب البلد بناءً على متغيرات: عصرية، وديمقراطية، ومدنية، مثلما لم تفطن – بعد – لملابسات وفاة ولي عهدها إثر قيامه بإجراء فحوصات روتينية عادية في أرقى مشافي العالم، أو بالأصح لم تجرؤ السؤال عن حقيقة ما جرى، وفضلت دفن رأسها في رمال بحيرة من المال، والتفرغ لذر الرماد حول نسيج أسرة متداعٍ، بفعل انشقاقات بينية، ووهن (مُخدر وهابي) يفقد فاعليته، ويتماهى ضمن منظومة العصرنة!! وهو ما أجبرها قبلاً على الترويج لعدو محتمل (الشيعة) (تشهد مرويات التاريخ بولادته قبل ألف وأربعمائة عام) للحيلولة دون موت عقار الوهابية عديم الجدوى، وبالتالي إعطاء مبررات وهمية لمحورية وجودها، مع وعيها بلازمة تجيير شبكة إعلام موجهة، وضخ مزيد من الأموال بمحيط جائع، يتمدد من جنوب جزيرة العرب باتجاه شمال الجزيرة، الفقير أيضاً، مضافاً إلى كل ذلك وجود حليف طامح بمستوى "الإخوان المسلمين" يحتكم قدراً رهيباً من العدوانية، وشهوة في دهس كل شيء، ولديه لافتة طويلة من الأعداء، يتحين فرصة سانحة للانقضاض عليهم، وركلهم خارج حلبة العيش والتاريخ..!! ولا بأس عليه من إضافة (الشيعة) ما دامت كل الطرق تقود للمال والسلطة.

• على بعد مرمى سنوات قليلة كانت قد بدأت تتمظهر علاقة (الوهابية الإخوانية) الفجة بأكثر من جغرافيا (العراق، لبنان، اليمن) ثم تدفقت إليها الدماء بسيل تحويلات المال من نفط عسير وجيزان والدمام، على إثر انهيار رهان حكام النفط بالسلفيين، الذين وقعوا أسرى جِدِّية الوهابية المتلمسة "لوعاء ابن تيمية الفقهي" ما يعني انزلاقهم "سجن المعتقد"، وفقدهم قدرة الخروج للقيام بالدور!! عندها كان الإخوان البديل الأنسب، فهو التنظيم الأقدر على تسخير الدين لمقتضيات حالاته ومقاصده، وفقاً لقواعد اللعبة، واتجاهات الخصوم!!

• في اليمن.. نجحت نجد وحلفاؤها (الإخوان المسلمون) في احتواء الثورة الشبابية، عبر سيناريو مُحكم، بدأت مشاهده بانشقاق قائد الفرقة الأولى "علي محسن الأحمر" – الحليف المزدوج للطرفين – ليبدو المشهد انقلاباً عسكرياً، ويتوارى – بالمقابل- حمام الدم النازف والثورة، وتالياً تستكمل ترتيبات الوليمة (الوهاإخوانية) بنهاية مُرضية، تُراعي إنهاء خدمة الحليف القديم، وبداية ارتباط بآخر متحفز لتقديم كل ولاءات السمع والطاعة..! لتختتم دراما الالتفاف بمشهد التسوية والمحاصصة، مع حصانة (تكفّل الإخوان بشرعنتها بمقتضى حالهم، وبمبررات على شاكلة درء مفسدة بمفسدة، السيئة الصيت؟!! غير أن الحالة السورية لم تمر كما يشتهي الطرفان، إذ اتسمت بتوازن قوى أساسية لاعبة، فرضت نقل تداعيت صراعاتها الإقليمية إليها، وأدارت معاركها منها، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، وإن استدعى ذلك أنهاراً من الدماء السورية، وخراب وطن وبنى تحتية، وإشعال فتيل طائفي دامي لسنوات مقبلة قد تطول!

• أمام سعي حكام نجد والحجاز لتأمين "الشمال" في سوريا، وأحلام إخوانية منتشية بفتوحات مصر وتونس واليمن وليبيا، هل يبقى الحلف قائماً، ويُمر –خلاله – حكام بادية نجد والحجاز كروشهم – المتدلية – هذه المرة من باب المندب وحتى شواطئ المتوسط، أم تنجز رياح التغيير العاتية فعلتها، وتقتلع شيطان نجد والحجاز المهترئة ، وإن بأيدي حليفة "الإخوان"؟!!!

زر الذهاب إلى الأعلى