تحليلات

الهجوم على السفارات سلوك صهيوني بقلم صالح العجمي

يمنات

غياب ردة فعل حضارية ضد الفلم المسيء للإسلام تتبناها الحركات الإسلامية التي وصلت الى السلطة وأصبحت في موقع المسؤولية يدعم المتقولين على سماحة الإسلام في ادبياتهم من خلال حملاتهم الأعلامية المعادية للإسلام و تحظى بدعم هائل وانتشار واسع مقارنة بما نمتلكه من وسائل إعلامية منشغلة في الخلافات الطائفية وتلميع الحكام بالرغم من ذلك إلا أن إعلامهم لم يحظى بصدى واسع لدى شرائح واسعة من شعوبهم نتيجة أخطاءهم في أقحام بلدانهم في حروب متعددة بذريعة القضاء على الإرهاب والكثير من شعوب العالم على إختلاف دياناتهم لا يزال يرى أن تلبيس الإسلام لباس الإرهاب والتطرف ليس إلا ذريعة لإحتلال البلدان العربية والإستيلاء على ثرواتها وخيراتها وهذه الشرائح كان بالإمكان اسثمار ماوصلت إليه من قناعة من خلال نهج سلوك حضاري يتوافق مع قناعاتهم بما يثبت لهم مع الوقت أن حكوماتهم ترعى الإرهاب وسياسة الحروب .

ولكن للأسف كان ِإندفاع البعض الى العنف والهجوم على السفارات والمقرات الأجنبية يكشف صورة سلبية عن ثقافة الشعوب الإسلامية ومنفرة في حين قد يرى الكثير أن هذا التهور والإندفاع قد يردع المخرج الإسرائيلي ومن على شاكلته من مجرد التفكير في استفزاز بهذا الجحم لكن ردة الفعل يجب أن تكون بحجم الفعل بإتخاذ اجراءات سياسية صارمة من قبل الحكومات وقيام مؤسسات الانتاج الاعلامية بالعمل على إنتاج أفلام مضادة لمثل هذا الوباء الإعلامي تكشف الكذب الذي يروج له أعداء الأمة ونبتعد عن ثقافة العنف والتطرف والنازية التي تعتبر مؤشرعلى الجهل والغياب الأخلاقي والتدني الثقافي المنافية للإسلام .

وقد حان الوقت لنتعلم مما حصل في افغانستان وكيف دمرهذا البلد وما قامت به مجماميع من هجوم على السفارات الأمريكية تعتبر ردة فعل طبيعية لكونها استنكار ودفاع عن نبي وعقيدة ونتجيه لخيبة آملهم في حكوماتهم حديثة العهد الراضخة تحت الضغوطات الأمريكية نتيجة الدعم الذي منحتهم إبان الربيع العربي ولكن هذا التهور يعتبر تدمير لصورة الفكر الإسلامي وتشويهها عند الشرائح المتعاطفة مع الإسلام من شعوب العالم بما يخدم سياسات المتطرفين تجاه الإسلام ومن يريدون الوصول إلى خيرات البلاد الإسلامية والعربية بل أن ذلك يعطيهم الضوء الأخضر للتصعيد والإستفزاز وتنفيذ مخططهم الإستعماري وما أرسلت أمريكا من جنود فورا الى ليبيا واستبدل الدبلوماسين بعسكريين يبرهن ذلك.

ولدينا تجارب كثيرة سابقة كان الأجدر بنا أن نستفيد منها فالرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم من قبل الرسام الدينماركي واتخاذ البلدان الإسلامية والعربية اجراءات صارمة ومؤثرة على الإقتصاد الدينماركي من خلال تعميم مقاطعة منتجاتهم وتقليص العلاقات السياسية والتجارية معهم فرضت عليهم مراجعة ما بدر منهم .والمؤسف أيضا أن الحركات الأسلامية التي خرجت في مظاهرات مليونية في البلدان العربية لتغييرأنظمة الحكم لم تتخذ أي قرار رسمي تجاه ما يحصل بما يرضي الشعوب أنها قد استطاعت أن تحقق هدف جوهري من أهداف ثورات الربيع العربي ذات الطابع الإسلامي و تردع من تسول له نفسه في التطاول على مقدساتنا وديننا .

بل أن الكثير منهم أدان الأعتداءات على السفارات الأمريكية من طرف واحد بخطاب متعاطف ينافي ما يتبجحون به من مشروع دولة إسلامية في خطاباتهم الثورية منذ بداية الربيع العربي وينقل للمشاهد الأجنبي دورهم الخفي في الهجوم على السفارات وهذا ما يثبت لديهم بأن القاعدة قد أمسكت بزمام الحكم والقرار في البلدان العربية لذلك كان الأجدربهم توجيه الجماهيرللخروج في مظاهرات سلمية بما يتطلبه الموقف بعيدا عن التعسف والتعصب والعنف تصل من خلالها رسائل الى كل شعوب العالم عن مظلومية المسلمين من خلال رفع لافتات تدعو كل الديانات أن تحدد موقفها وتدين مثل هذا الهجوم الإعلامي وتستنكر الاساءة الى المقدسات فكل لديه مقدسات وإذا لم يتخذ موقف حازم يقوده من يتحدثون عن احترام الديانات ويدعون الى التقريب بين الأديان والحضارات سيكون تراجع المتعاطفين معهم في الحروب على القاعدة والأرهاب مبررا نتيجة صمتهم وهذه صورة عكسية سلبية بالمثل تعود هنا كما تجسدت في تراجع دور الإعلام العربي عن دوره في الوصول الى المتعاطفين معه ضد ما تروج له حكوماتهم بغطاء الإرهاب فصمتهم وغضهم الطرف عن ردع من يسعى لتشويهم سوف يفقدهم تعاطف شرائح كبيرة من الشعوب العربية والإسلامية التي قدمت التضحيات الكبيرة في سبيل القضاء على التطرف والإرهاب .

والمسؤولية الكاملة على الحكومات الإسلامية الحديثة التي وصلت الى السلطة بدعم أمريكي وثورة شعبية وهل غاب دورهم السياسي في اتخاذ اجراءات ترضي شعوبهم الإسلامية وتردع من تسول له نفسه في التطاول على المقدسات الإسلامية وهل أصبح مجلس الأمن درع لحماية المتطرفين بإعتبار الإساءة الى الاديان نوع من الحرية والديمقراطية ويثبت ذلك أن وزيرة الخارجية الأمريكية لم تتحدث عن الفلم المسيء للإسلام في حين أدانت ما تعرضت له السفارة الأمريكية في ليبيا وبخطاب مساوم تعرض فيه دورأمريكا في تحرير ليبيا من قبل نظام القذافي وكأن ضريبة تلك المساعدات قد تفرض على المواطن الليبي الصمت حتى في وقت تعرض دينه وعقيدته للإساءة والأستهتار .

زر الذهاب إلى الأعلى