تحليلات

المستقبل للعلمانية أيها الإرهابي / بقلم صالح العجمي

يمنات 

تختلف وجهات نظر المجتمعات حيال ثقافة الإرهاب التي اصحبت ظاهرة رعب تقض مضاجع الجميع .

فالبعض يرى أنها نتيجة ظروف اقتصادية صعبة يعيشها من ينفذ مثل هذا المجازر الدموية وحالة احتقان وضيق نفس وتخبط واحباط دفعت به الى الانتحار المجمع على حرمته في كل الديانات السماوية

ولكن مثل هذا الانتحار يتم بطريقة موجهة ومنظمة مصاحبة بحالة نفسية وشعور عدائي وحقد دفين تلبس قناع ديني ورغبة في التخلص من الفشل للذهاب الى الموت بانفرادية …

ولقناعته التامة بأنه ذاهب الى جهنم ولخساسة هذا الشعوروأنانيته يرى أنه يجب ان ينتقم من المجتمع وان يرحل في موكب جنائزي وهذا ادني مستوى يشبع عنده حالة الرضى ولو كان لديه الإمكانية الكافية لقتل الناس جميعا ودمر كل جميل .

وهذا الجانب يرى البعض أنه من أسباب إندفاع الشباب إلى الموت بحيث انه قديكون من السهل تشخيص حالة الفرد الإرهابي من خلال سلوكياته والجماعات التي ينتمي إليها والوضع الأجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه ولكن الأسباب الغامضة التي يصعب تشخيصها أن معظم الأرهابيين يتبنى التقية والسرية التامة في مايضمره تجاه المجتمع هي المفاهيم الخاطئة للدين التي يرضعها الفرد المتطرف من جهات تعتقد أنها تخدم الدين وتحارب الفساد وتسعى لإقامة دولة إسلامية بنظرة قاصرة وعقول متحجرة لا تنظر الى الأنعكاسات السلبية على الدين والفكر الإسلامي عند الأجيال القادمة .

ومن فقدوا اهلهم في حوادث إرهابية تبنتها جماعات ينظر إليها على انها جماعات من الطبيعي ان يفقد ا الثقة في القيم الدينية ومصداقيتها في احلال السلام وتبني مشروع اصلاحي….

فالجماعات الدينية المتطرفة التي تبني ثقافة القتل خسرت الرهان والانسان بفطرته يحب الحياة والبقاء فكيف به أن يدعم ويقف في صف معكسر يدمر الحياة ويتربص به في كل زمان ومكان فالإرهاب يمهد البيئة الخصبة للعلمانية التي اصبح المواطن العربي والمسلم ينظرإليها أنها تحمل مشروع حضاري وكل هذا التقدم العلمي وما وصل اليه العالم من رفاه على كافة المستويات واقع نعيشه وننعم بخيراته لم يأتي من عقلية متطرف وسفاك دماء .

ومهما اصرت تلك الجماعات الارهابية على الترويج لثقافة الموت فلقناع قد ازيح بقوة العلم والإعلام واتضح لدى الجميع ما تقوم به الجماعات المتطرفة بدافع الحقد والغيرة والفشل في حين يتم تسويقها في أدبياتهم بالجهاد في سبيل الله ومقارعة الكفر والصورة واضحه تعكس ما يعيشه المتطرفين من أزمة مع ما يتبنوه من فكر محنط غير قادر على صناعة حبة دواء ونتيجة الشعور بالفشل الذريع وما يعانية هؤلاء الحثالة من تخلف وفقر يتخلى هذا المعسكر الدموي عن مسؤوليته في إثبات أن مالديه من دين قادر على منافسة الحضارة الغربية فالفرق شاسع والطريق الى صناعة منشأة نووية وأقمار صناعية ليس بفتوى وعمامة ومسواك بل أنهم يزعمون أنهم السبب في النهضة العلمية والحضارية القائمة في الغرب ويرددون ذلك وليس العلم بالإدعاء ويسقطون يسقطون حين ذلك يمتعضون ويتجهون الى الطريق الظلامي ويختصرون الطريق بتنفيذ مخططاتهم الاجرامية التدميرية الجهادية ويجهلون أنهم يتركون الساحة للعلمانية تتوسع على حساب جرائمهم وثقافتهم المنفرة التي ستكلف العالم العربي والاسلامي الكثير من مقدراته في مواجهة ثقافة الإحباط والتطرف والفشل فالمستقبل للعلمانية راعي النهضة في العالم والتقدم العلمي والتقني بغض النظر عن نظرة المجتمع الاسلامي والعربي للعلمانية من الجانب الإجتماعي والإخلاقي والديني .

زر الذهاب إلى الأعلى