حوارات

محافظ عدن :الحراك في الجنوب مشاكله وسلبياته أكثر من إنجازاته واعتقال الحسني فرقعة إعلامية

 

قال محافظ عدن المهندس/ وحيد رشيد ان أداء الحراك في الجنوب كما تعرفوا مشاكله وسلبياته أكثر من إنجازاته, ليس لديه قوة الرأي لأنه لا يستطيع الدفاع عن رأيه بشكل حقيقي بالإضافة إلى أنه لا يمتلك قوة الحجة.

مستدركا في حوار مع يمن تايمز بالقول:" نحن كنا نريد للحراك أن يكون قوة في صلب القضية الوطنية.

مؤكدا بان اعتقال الحسني مجرد فرقعة أعلامية.

 

اليكم نص المقابلة :

 

*من يدير محافظة عدن اليوم؟

 

قضية السلطة هي قضية مركبة ونحن استلمنا المحافظة في ظل ظروف استثنائية وخدمات شبه منهارة، وقد أعطيت لي صلاحيات كبيرة بممارسة مهامي داخل المحافظة، طبعا أغلب هذه المهام تكون في حل الإشكاليات الموجودة داخل أجهزة المحافظة.

 

فكل ما كانت هذه الأجهزة متناغمة ومتمتعة بكفاءة إدارية لأجل المواطن كلما كانت قراراتها قوية، وكل ما كانت هذه الأجهزة تمر بفترات استثنائية مثل الوضع الحالي فإن القرار الإداري سيعاني من مشاكل عديدة. ونحن نحاول أن نوائم بين جميع القضايا الطارئة في المحافظة حتى نتمكن من إعطاء قوة قرار إداري لأجل المحافظة.

 

وأنا عندما استلمت المحافظة كانت عشرات المرافق في المحافظة في حالة إضراب وشلل وكان مدراء العموم لا يمارسون صلاحياتهم لفترة طويلة.. كل هذا ساهم في عرقلة القرار الإداري.

 

* الإضرابات العمالية في المحافظة المطالبة بحقوقهم إلى أين وصلت؟

 

البلد كانت بحالة غليان سياسي بشكل عام والموظفين خرجوا من مرافقهم إلى الشارع، والكثير منهم خرجوا ضد مدراء متنفذين وبالتالي عمليات الإضراب هذه لم تكن حقوقية بقدر ما كانت سياسية.

 

طبعا كان هناك هضم لحقوق الناس لفترة طويلة ولم يتم التعامل بإيجابية معها، وواجهتني منذ بداية تعييني محافظاً لعدن إضراب في وزارة الاشغال ومستشفى الجمهورية ووزارة المالية وجميعهم يقولوا بأن مستحقاتهم ليست بالمستوى المطلوب بالإضافة إلى الغلاء المعيشي، فهناك قضايا حقوقية كان من المفترض أن تتعامل معها السلطة منذ فترة طويلة جدا بحيث لا تتجمع الاحتقان وتصب بوقت واحد وتحل دفعة واحدة.

 

هذه القضايا لو كانت حُلت بالتدريج كنا نستطيع أن نتعامل معها وننتهي منها بدون أزمات، فعدن عاصمة اقتصادية بها أجهزة كثيرة وفيها ما يقرب من 60 ألف موظف والمطلوب منا أن نديرها بنوع من العقل والحكمة كي نعزز للناس أن هذه السلطة سلطتهم وبالتالي كلما كان المواطن راضٍ كلما كانت قراراتنا متمكنة وفي الأخير لا بد أن نصل إلى نقطة مشتركة وهي حماية هذه المدينة من أي عبث.

 

*كيف ستحل مشكلة نازحي أبين في عدن خصوصاً أنها تنعكس سلبا على التعليم؟

 

نحن في نقاش مع محافظ أبين والسلطة التنفيذية في الحكومة، الخدمات الاساسية تم اعادتها إلى أبين وخدمات المياه والكهرباء بدأت تتحسن هذه الأيام. المشكلة قائمة بسبب أن الناس لم يستطيعوا العودة لأن بيوتهم دمرت. ونحن نحاول جمع النازحين في أقل عدد من المدارس حتى نبدأ بترميم المدارس ويبدأ العام الدراسي شبه اعتيادي وأفضل من العام الذي مضى وفق الخطة المتبعة.

 

*في ظل توليكم قيادة محافظة عدن عانت المحافظة من مشكلات في البيئة والنظافة إضافة إلى تفاقم أزمتي الماء والكهرباء.. هل ترون أن هناك من يفتعل المشاكل في طريقكم؟

 

نحن نسعى إلى عمل معالجات للأوضاع التي نعاني منها بأقل نسبة من التدخلات السياسية، طبعاً هناك مطالب مبالغ فيها من عمال النظافة في عدن الذين تصل رواتبهم إلى 35 ألف ريال مقارنة بعمال أمانة العاصمة الذي تصل رواتبهم إلى 25 ألف، بالإضافة إلى أننا وفرنا لهؤلاء العمال ضمان اجتماعي وصحي داخل التأمينات بـ350 مليون ريال في حين أن عمال النظافة في المحافظات الكبرى لا يتمتعون بمثل هذا الضمان.

 

صحيح أن هؤلاء العمال لهم حق لكن عليهم واجب، وإن لم يؤدوا هذا الواجب فأنا سأستخدم النظام والقانون وسأضطر لعمل معالجات أخرى ولن أسمح أن تتردى الخدمات في حين أن لدينا سلطة وإمكانيات.

 

*أيضاً رغم تشغيل المولدات الكهربائية ما زالت الانقطاعات الكهربائية مستمرة؟

 

قضية الكهرباء بعدن ليست قضية وحيد رشيد ولا قضية يوم وليلة هذه قضية تراكمات 25 سنة. الكهرباء في عدن فيها مشكلة من قبل الوحدة وليس اليوم والآن جاء الحديث عن المشاكل بسبب أن الأجواء السياسية عندنا صارت منفتحة. ونحن وعدنا المواطنين بحل قضية التوليد بدعمهم ب 60 ميجا خلال شهر لكن ما حصل أن هذا الشهر طال بسبب الإجراءات المالية التي فتحنا لها حساب بمبلغ 32 مليون دولار للمشروع.

 

*ما هي أبرز المعوقات التي تقف في طريق عمل المحافظ وحيد رشيد للارتقاء بالخدمات والوضع العام في عدن؟

 

لا نريد أن نتحدث عن المعوقات لأننا نبحث عن جو الاستقرار لكي نعمل، الشيء الآخر توجد صلاحيات كثيرة مخولة من رئيس الجمهورية لي، لكن يجب ان تكون هذه الصلاحيات لها أبعاد قانونية واضحة بحيث نستطيع أن نوصلها من مستوياتها العالية إلى المواطن لتصل الخدمة.

 

الإمكانات ليست هي المشكلة فمن الممكن توفير عشرات المليارات بفترة زمنية وجيزة لكن الجاهزية الإدارية التي تستطيع أن تحول هذه المبالغ إلى خدمة للمواطن هي المشكلة.

 

*يتساءل الناس عن سبب غياب دور المجالس المحلية في المحافظة؟

 

لا أستطيع تحميل المجالس المحلية فوق طاقتها فالجهاز التنفيذي يجب أن يشتغل عدا ذلك فإن المجالس المحلية لها فترة طويلة ولم تجدد بها الدماء، فالمطلوب التجديد في هذه المجالس وفي كل الدولة بحيث يتقدم المجتمع إلى الأمام.

 

* إلى أين وصلت أزمة تغيير مدراء مديريات عدن والتي أعلنت بعض مجالس المديريات تعليق عملها بسببها؟

 

لا توجد أزمة، تم تغيير بعض المدراء لأن التغيير هو سمة الحياة وهؤلاء المدراء مر عليهم فترة طويلة. هذا التغيير لم يتم الا بعد الأخذ والرد مع هؤلاء المدراء وتم إعطاء إنذار لبعضهم، وطلب تحسين الخدمات في مناطقهم ولكن لم تتحرك الأمور إلى الأمام.

 

*وبهذا الخصوص هناك اتهامات توجه ضدكم خصوصاً من المؤتمر الشعبي العام تقول بأنكم تسعون إلى تمكين حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن من خلال تعيين عدد من مدراء العموم المنتمين للحزب.. ما مدى صحة ذلك؟

 

أدعو الرأي العام والصحفيين بأن يعكسوا هذه المقولة على الواقع، فإذا وجدوا أنه فعلا هناك نسبة سياسية أو حزبية جاءت على حساب الأخرى أن يتحدثوا حول ذلك في حينه.

 

ما يتم طرحه كلام عام، فأغلب المدراء الموجودين في دار سعد والشيخ عثمان والبريقة من الذين عينهم المؤتمر الشعبي العام، وقمت بتعيين لمديرية المعلا ايضا من المؤتمر الشعبي العام، وإذا تم تعيين شخصية من الإصلاح كمدير لإحدى المديريات فهل هذا ممنوع، ألا يعتبر من كوادر الدولة؟

 

*أعلنتم تشكيل لجنة للتحقيق في الخروقات المالية لقيادات المجلس المحلي للبرنامج الاستثماري 2011 للمحافظة.. هل كان هذا القرار بمثابة رسالة إنذار بعد اعتراض قيادات المجلس المحلي على قرارات التعيين الأخيرة؟

 

ليس إنذار، وليس الغرض من هذه الخطوة العقاب فقط ولكن حتى لا نقع بنفس الأخطاء مرة أخرى. وهذه كانت خطوة من الخطوات التي اتخذتها الدولة أنه في حال أي خروقات يجب التحقيق. هذه أموال عامة والأصل أن يتم فيها المحاسبة بنوع من الشفافية ففي خليجي عشرين كان هناك ما يقرب من 19 سيارة مرور والآن موجودة خمس سيارات فقط، فأين ذهبت الـ14 سيارة والتي كانت مجهزة بكافة التجهيزات. ليس من المعقول أن نظل ساكتين.

 

نحن نريد أن نهدئ الأوضاع لكن هناك قضايا عامة يجب أن نمارس فيها نوع من الوضوح وبالتالي نعرف ما لنا وما علينا.

 

*بخصوص الوضع الأمني هل لديكم خطة في الوقت الحالي لإنهاء الانفلات الأمني في عدن؟

 

المشكلة الأمنية موجودة في الوطن بأكمله وليس فقط في عدن، ونحن فتحنا في وقت سابق الشارع الرئيسي بالمعلا الذي منع المرور منه لمدة عام من قبل المتظاهرين، وأيضاً كانت هناك مديريات أخرى لا نستطيع دخولها والآن فتحت، يجب أن تقارنوا الوضع الأمني في عدن في مارس وابريل وحالياً.

 

صحيح أنه ما يزال هناك وجود للأسلحة بيد البعض وما زال البعض يسمع رصاص، لكن الملف الأمني إيجابي وفي تطور، وصحيح  أن الأمن لم يصل بالمستوى المرجو لكن اطمئنكم أن عدن ستعود خلال أشهر مدينة آمنة كما كانت عليه سابقاَ.

 

* تتحدث أن الوضع إيجابي في المدينة.. لكن قبل شهر كان هناك اختراقات لتنظيم القاعدة على مبنى الأمن السياسي لأكثر من مرة..

 

نعترف أنه توجد ثغرات أمنية واختراقات لكن مستوى هذه المشاكل وتقليصها تتطلب منا بذل مزيد من الجهود، فالمطلوب من الإدارة الأمنية أن تطور من أدائها، وتعمل خطة تستوعب من خلالها كل الكوادر الأمنية الموجودة في عدن خلال الأشهر القادمة.

 

*لكن كثير من المراقبين يقولون أن تنظيم القاعدة ما كان لينجح في هذه الخروقات لولا وجود تواطؤ من بعض الجهات، فمثلاً لماذا أزيلت كاميرا المراقبة عن محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون قبل يوم واحد من الهجوم؟

 

نعم هناك نقاط ضعف في الجهاز الأمني، ولا أستطيع أن أنكرها وأوضح مثال لنقاط الضعف أن مراكز الشرطة داخل عدن إلى اليوم لم تستعد قوامها.

 

والخروقات الموجودة في هذه الأجهزة غير متعمدة لكنها ناتجة عن وضعية عامة تعيش فيها البلد أضعفت الجهاز الأمني والإداري.

 

* إلى أين وصلت التحقيقات؟

 

التحقيقات جارية ونحن عملنا خطة خلال الأسبوع الماضي وتم إلقاء القبض على مجموعة من عناصر التنظيم وهم الآن قيد التحقيق.

 

* كيف يدخل السلاح ويأتي المقاتلون من مسلحي القاعدة من لحج وأبين ويمرون بعدة نقاط تفتيش صعبة في المدينة في ظل هذا الوضع الأمني الحساس؟

 

السلاح موجود في عدن ووزع في فترات مختلفة ويتم استخدامه ونحن في قيد المعالجة، وبشأن القاعدة المطلوب من الأجهزة الأمنية محاصرتها وتصغيرها. وعلى الجهاز الأمني أن يرتقي بمستوى أدائه وأن يتابع من يمتلك السلاح ويحاصرهم داخل المدن.

 

ولكننا أيضا نعاني من مشكلة إعلامية بسبب قيام بعض الوسائل بالتطبيل لبعض الجهات لكي يتم رفع أرصدتها فيقوموا بتصعيد دور هذه الجهات الإرهابية في الإعلام.

 

* أعلن صادق حيد مدير أمن عدن في وقت سابق أن هناك نقص في الأفراد والعتاد في اقسام الشرطة ماذا عملتم في هذا الشأن؟

 

نحن رفعنا خطة مباشرة في نهاية شهر مارس لوزارة الداخلية وتم تزويدنا بالمعدات والكثير من الآليات، لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب.

 

*كيف تقيم أداء مدير أمن عدن خاصة أن الناس يرون أن إدارة أمن المحافظة شبه مشلولة ولا تقوم بعملها؟

 

الرجل كفاءة كبيرة جاء، لكنه جاء في وضع استثنائي ومعقد جداً.

 

*تنتشر أعلام دولة الجنوب في كل شوارع عدن.. هل حكومة الوفاق الوطني جادة في ترسيخ الوحدة اليمنية في المدينة؟

 

نحن نعمل ضمن المنظومة الخليجية وحكومة وفاق وطني، وجاءت المبادرة الخليجية ورفعت سقف الحرية في البلد، وبهذا الشأن نحن ننظر أن الإنسان يقول ويفعل ما يشاء أهم شيء أن لا يمارس العنف. وفيما يتعلق بمظاهر ما يسمى بالانفصال نحن أشعرنا قيادات وأعضاء الحراك منذ البداية أن يحترموا مساحة حريات الآخرين التي رحبت بهم بصدور واسعة وأعطتهم جو من الحرية.

 

وبالأخير أتساءل هل هؤلاء أبناء عدن؟ للأسف نجد نسبة كبيرة منهم لا يمثلوا عدن ولا أهل عدن أساساً، وإذا لجأوا لاستخدام العنف بشكل متكرر فالدولة موجودة وسنقوم بأداء واجبنا.

 

*أصبحت عدن محور نشاط الحراك الذي يدفع بأنصاره من كل المحافظات الجنوبية وهناك اتهامات لنشاط إيراني في عدن وكذلك القاعدة.. كيف ستتعامل عدن مع كل هذه التحديات؟

 

عدن أم المدن وعاشت هذه الألوان والأنواع من قبل، المطلوب للتغلب على هذه التحديات اليوم الالتزام بالمبادرة الخليجية التي شعرنا منذ الوهلة الأولى للتوقيع بأنها جاءت لحل مشكلة عدن كمكون رئيسي من مكونات الأزمة داخل الجمهورية اليمنية.

 

وإذا حلت الأزمة بعدن تكاد حلت الكثير من المشاكل في الوطن بشكل عام، ولهذا أدعو الحكومة دائما أن تعطي جهد لحل قضايا المحافظة، فالمطلوب من كل الفعاليات الموجودة في المدينة التي لها وجهة نظر أن تشارك معنا في مؤتمر الحوار الوطني.

 

المشكلة أن الذين جاءوا من خارج عدن جاءوا لميارسوا العنف داخل المدينة، لأنهم فشلوا في أن يديروا صراعهم السياسي من داخل مناطقهم واعتقدوا أنهم لو قدموا إلى عدن سيكونوا على مرأى ومسمع العالم وهم لليوم لم يسجلوا سوى رسائل سلبية للعالم ولم يستطيعوا أن يعكسوا حجم قضية وطنية للناس، وما تزال القضية لليوم تعكس أزماتهم الداخلية كأشخاص ومجموعات.

 

* هل ممكن أن تسمي لي من صاحب المصلحة في خلط كل الأوراق في عدن وزرع الفوضى وتوتير الوضع العام فيها؟

 

توجد عدة أطراف ولا داعي للتسمية لأنها ليست الجواب الشافي، لكنهم الذين لم يستغلوا فرصة الوحدة ليبنوا نظام وطني حقيقي منذ 22 سنة، هم اليوم أنفسهم الذين يخلقون الأزمات داخل هذا الوطن. وهم الذين فشلوا في 22 مايو 90 ويسعون إلى تكرار فشلهم حالياَ من خلال خلق مزيد من الأزمات، لكن هذا الشعب يمضي وستحل القضية والجمهورية اليمنية باقية.

 

*هل أداء الحراك في الوقت الحالي يزيد من تأجيج الصراع في عدن؟

 

أداء الحراك في الجنوب كما تعرفوا مشاكله وسلبياته أكثر من إنجازاته، ليس لديه قوة الرأي لأنه لا يستطيع الدفاع عن رأيه بشكل حقيقي بالإضافة إلى أنه لا يمتلك قوة الحجة. نحن كنا نريد للحراك أن يكون قوة في صلب القضية الوطنية.

 

وقد طرح الحراك في بدايته قضايا تصب في مصلحة الناس وكل ما يخص الحقوق العامة، لكنهم لاحقاً استغلوا وخطفوا حقوق الناس ليتم المتاجرة والعبث بها، ومن هنا كان الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحراك.

 

نحن نقول هنا للحراك بأنه ما زالت لديهم الفرصة للحاق بالحوار الوطني، وأن يطرحوا قضايا الناس وتقديمها على أي قضايا أخرى وعدم محاولة اختطاف الأجندة الخاصة بالمواطنين وتصويرها على أنها أجندة تخص مجموعة سياسية.

 

* سمعنا مؤخراً بأنه ربما سيعود علي سالم البيض إلى الجنوب قريباً بسبب الضغوط الإقليمية التي تطالبه بالمشاركة في الحوار الوطني القادم.. ما أهمية عودة شخصية مثل البيض بالنسبة لكم؟

 

أي مواطن يمني يحق له العودة إلى هذا البلد ولا أدري لماذا يحدد عودته إلى الجنوب.. هو لديه الحرية أينما أراد أن يعود، لكن عليه أن يلتزم ويتحلى بالنظام والقانون.

 

* ولكنه ينادي بفك الارتباط مع صنعاء فهل تتوقع بأنه سيتنازل عن مطالبه أم أن وجوده سيخلق مشاكل أكبر؟

 

الذين ينادوا بفك الارتباط موجودين بداخل الضالع ويافع وحضرموت وعدن فما هي المشكلة؟ لكن لا يأتي بفكر متطرف ولا ممارسة العنف ولا التصعيد المسلح داخل الجنوب، إذا أراد أن يأتي ويشترك في مؤتمر الحوار الوطني عليه أن يطرح رأيه ووجهة نظره، فعلي سالم البيض كان قائد سياسي، لكن أن يمارس العنف لزعزعة الوضع العام هذا لن يقبل به أحد.

 

*صف لنا كيف تمت عملية اعتقال السفير السابق أحمد عبدالله الحسني في مطار عدن والتي وصفت بالغامضة؟

 

من متابعتي الشخصية للموضوع أقول أن الحادثة كانت أشبه ما يكون بفيلم سينمائي، كيف أفرجوا عنه وخرج يوجه تحيته للجميع ولم يتكلم بالتفاصيل، وأنا عند سماعي لهذه القضية أمرت بالتحقيق لكن شعرت لاحقاً أن الحادثة مجرد فرقعة إعلامية.

 

* هناك حديث حول نشاط لجماعة الحوثي في عدن واشتراكها مع الحراك؟ ما صحة هذا الكلام؟

 

نعم توجد أنشطة لهم لكن الجانب الإعلامي يضخم هذه القضايا جداً، وكأن عدن أصبحت صعدة، صحيح يواجهنا خطر ومشاكل من أكثر من جهة وبوضع استثنائي عام، ونحن ندعو الجميع خاصة الذين اشتركوا بالمبادرة الخليجية أن يمارسوا مسؤولياتهم تجاه هذا الوطن.

 

*تم إلغاء اتفاقية تأجير موانئ عدن لشركة موانئ دبي.. العديد من الناس يتساءلون كيف تم إلغاء الاتفاقية؟

 

موانئ دبي لم تفي بالتزاماتها تجاه الميناء والاتفاق له عدة سنوات، ورأينا أنه ما يزال المردود ضئيل وسلبي منذ تلك السنوات، والجانب اليمني لم يكن موافقاَ على كثير من الأخطاء التي تمارس من قبلهم من اتخاذ سياسة غير مسؤولة داخل الميناء، بالتالي تم تشكيل لجنة من مجلس الوزراء ومتابعة هذا الموضوع والجلوس مع الطرف الآخر ولكن لم يتم الاستجابة منهم، لذلك تم متابعة هذا الشأن من وزارة النقل المسئول المباشر بالتوقيع معهم وتم إلغاؤها ونأمل أن يكون لهذا الإجراء نتائج ايجابية وأن لا يسمح لأي جهة في المستقبل أن تحتكر الميناء.

 

 

* كيف ستستفيد عدن والدولة من إلغاء هذه الاتفاقية؟

 

الموضوع مركزي متعلق بوزارة النقل في الوقت الحالي، لكن يجب أن تشتغل شركات الترويج للميناء وتتعاقد مع الخطوط الملاحية الأخرى، لأن ميناء عدن يعتبر ميناء مرور بشكل اساسي، نأمل أن تتبنى وزارة النقل سياسة الترويج وتتعاقد مع بعض الشركات لكسر ومنع احتكار الميناء لطرف واحد بأن نسمح بالتنافس لأكثر من مشغل لأن التنافس هو الذي يولد الحركة، فكلما زادت الحركة ستكون لدينا رسوم أفضل وبالتالي خلق استثمار أكثر وفرص عمل جديدة للناس داخل المدينة.

 

*لكن وزير النقل تعرض لمحاولة اغتيال من مسلحين بعد ساعة واحدة من الغائها هل تتوقع أن التجار والمتنفذين المستفيدين من هذه الاتفاقية سيمررونها بسلام؟

 

طبيعي أن يكون هناك عملية مقاومة ونحن متعودين على هذا الشيء، لكن نأمل من الحكومة أن يكون لديها سياسة واضحة فيما يتعلق بانهاء الاحتكار.

 

المصدر: يمن تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى