فضاء حر

جُمهورية اليمن الأمريكية !

 

يمنات
 
لمن لا يدرك نتائج التدخلات في الشؤون الداخلية لليمن وما أعقب هذا التدخل من ضياع الهوية الوطنية واضمحلال قيمة الدولة وهيبتها أمام المواطن اليمني علية أن يدرك اليوم أننا نعيش بورطة ما بعد الهامش الوطني كوتر حساس يتم الضرب عليه من قِبل القوى المتصارعة في الساحة الوطنية وهذه القوى المتصارعة في كل الأحوال تدور حول فلك النظام القديم فقد سبب هذا التضارب اختلال أمني حقيقي خاصة في مناطق الجنوب التي تحولت إلى إقطاعيات وإمارات إسلامية كذخيرة خلفية لقِوى صنعاء التي تشتغل ليل ونهار من تصفية الخصوم السياسيين بهذه الشكلية المريعة .
هذا الاحتراب الداخلي يستمر معه نزيف الدم الوطني مع وجود حالة من الاحتقان بين القوى الوطنية كل ذلك أدى إلى ضعف بنية الدولة وتراجع قوتها الأمنية التي لم تعد تستطع اليوم حماية نُقطة أمنية أو عسكرية وهذا شيء مبعث للقلق .
استمرار سقوط الصواريخ الأمريكية على سماء اليمن مخلفه ورائها ضحايا وجرحى يضافون إلى مأساة رصيد الثورة مع تعاظم رصيد الدم اليمني على طول المساحة الجغرافية للبلد محزن للغاية .
اختراق السيادة الوطنية هي نتيجة ومحصلة نهائية لحالة الفشل الداخلي وفشل الاحتواء الأمني وتذبذب ولاء الجيش لأكثر من طرف كل تلك المحصلة أدت إلى مزيد من التراجع الوطني على كل الأصعدة .
نحن اليوم لم نعد نحلم بدولة ذات اقتصاد وطني قوي ودولة ذات مكانة عربية وإقليمية ودولية ولها قرارها السياسي حتى لا نكون مجحفين ! 
ما نريده اليوم حفظ ماء الوجه وتقليص عدد الضحايا من اليمنيين سواء من الغارات الأمريكية أو من استمرار حالة الاحتراب الداخلي .
حقيقة تواجد قوات المارينز الأمريكي في اليمن لحماية السفارة أمر مخزي للدولة اليمنية وهي أثبتت أنها فعلا عاجزة عن حماية المصالح الأجنبية من قنصليات وسفارات فكيف ممكن أن تحمي مصالح بلد إذ لم تستطع حماية عشرات الكيلو مترات داخل العاصمة صنعاء كمركز لوجود التعزيزات الأمنية المدربة !
طالما ولم نستطع أن نحمي سفارة دولة أجنبية من حق المارينز الأمريكي أن يحمي مصالح بلاده في اليمن .
ومن حقنا ككتاب وصحفيين أن نصف حالة التدخل الصارخ هذا من جمهورية يمنية ما بعد الثورة إلى جمهورية يمنية أمريكية .
وطالما مسلسل الضياع الوطني مستمر على الجميع التزام الصمت دون التشدق بالوطنية والسيادة اليمنية !
زر الذهاب إلى الأعلى