حوارات

الدكتور عبد العزيز بن حبتور: الرئيس هادي يقرأ المشهد السياسي والاجتماعي بهدوء وإذا شعر باعتراض إجراءاته قد يتخذ إجراءات حاسمة

يمنات – متابعات

لم يتردد في ملامسة مختلف القضايا الشائكة.. وحتى المسائل التي جرى الاتفاق حولها.. الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن.. والشخصية السياسية التي اعتركت السياسة بمكوناتها الخلافية.. وبمحدداتها الوفاقية والاتفاقية غطى بإجاباته الصريحة والواضحة مختلف جوانب الحوار.. مع صحيفة «26سبتمبر» قد نتفق معه.. وقد نختلف معه.. لكننا مع حوارات مفتوحة تقدم مقاربات ضرورية..

حوار – أحمد الزبيري – مدين مقباس

              

النجاحات التي تحققت في تنفيذ المبادرة الخليجية رغم المعيقات والصعوبات والتحديات يراها البعض غير كافية وضياع وقت ثمين وهذا سيكون على حساب انجاز مهام المرحلة الانتقالية لتنتهي في موعدها المحدد.. ما قراءاتكم لما تحقق؟

شكراً جزيلاً لكم في صحيفة «26سبتمبر» على اجرائكم هذا الحوار معنا في هذا الظرف الدقيق والاستثنائي الذي يمر به الوطن كل الوطن.. بطبيعة الحال نحن في حالة تفاؤل مستمر بأننا سندخل جميعاً الى الحوار على مائدة ستشارك فيها كل القوى السياسية الموجودة في اليمن والتي تحمل مشاريع سياسية وتحمل مشاريع ثقافية.. ستدخل من أجل عرض وجهة نظرها واقناع كل الحاضرين بالفكرة التي سيتم تبنيها من قبل هذا التيار أو هذا الحزب أو هذه المجموعة أو هذا التجمع المدني او ذاك لا شك ان التحديات ما زالت كبيرة التي تواجه اليمن وتواجه القوى السياسية والاخ الرئيس عبدربه منصور هادي، هذا الرئيس الذي جاء في ظرف استثنائي وخاص وصعب ولكنه مدعوم بارادة شعبية جماهيرية كبيرة وواسعة ربما لم يشهد التاريخ اليمني الحديث مثيلاً لها أيضاً جاء بدعم عربي ودعم دولي يمكنه من قيادة المرحلة من مواقع القوة.. الموضوعات التي طرحتها اذا حاولنا أن نثير هذه الموضوعات بشكل موضوعي لكن هناك نقاط الضعف عموماً على مستوى اليمن تتمثل في التخلف العام الشائع والفقر والمعاناة التي يعاني منها المواطنون جميعاً، هذا الاضطراب النفسي أحياناً وأيضاً هذه الثورة الشبابية التي حركت كثيراً من المياه الراكدة في واقعنا السياسي وواقعنا الاجتماعي والثقافي لا شك ان القوى السياسية جميعها تدرك اهمية هذه اللحظة التاريخية وتدرك اهمية ان يخرج اليمن من عنق الزجاجة واهمية ان نتجاوز جميعاً ما خلفته مرحلة الازمة السياسية التي عصفت بكل مقدرات هذه الامة وبالتراكم الحضاري الذي في السنوات الماضية العديد منا يتألم ويتحسر لما آلت اليه الاوضاع في الشوارع وفي الاحياء والازقة وانا قادم من عدن وكل الامور الحقيقة، تحتاج منا الى وقفة جريئة وشجاعة ومسؤولة ولا شك ان الاطراف التي اتفقت جميعاً ووقعت على المبادرة الخليجية تدرك اهمية هذه المبادرة وتدرك خطورة ما اذا انزلق اليمن والمجتمع الى مزالق اخرى بعيداً عن الاتفاق بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ما حُقق شيء ايجابي جداً وجرت انتخابات وجرى انتقال سلمي للسلطة وتم توديع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في دار الرئاسة واستلم الرئيس الجديد المنتخب عبدربه منصور هادي دفة الأُمور والسلطة والأُمور بدأت بشكل تدريجي تأخذ مسارها الطبيعي، حكومة الوفاق الوطني هي تحتاج إلى ضبط إيقاع نشاطها وأعضائها وتحديد برامجها الرئيسية والكل مطلوب ان يدرك انه يخدم قضية واحدة هي قضية انجاح خارطة طريق من اجل انجاح المبادرة الخليجية.

 

الشعب بعد معاناته الطويلة يريد ان يحس ويلمس ان هناك تغيير وان الامور تسير بشكل ايجابي ومجرد التفاؤل لا يكفي؟

انا اريد ان اؤكد على الفكرة السابقة انه يجب ان نظل متفائلين وندرك حجم الكم الهائل من التحديات العظمى التي تواجه اليمن وتواجه الناس وعلينا فعلاً استدراك الازمة الخطيرة الكبيرة التي مررنا بها.. أشقاؤنا في الشعوب الاخرى تقاتلوا قتالاً مريعاً في الشوارع وفي الاحياء ولا زالت تجربة سوريا، ماثلة للعيان وتجربة ليبيا كانت اكثر مرارة.. ربما التجربة التونسية والى حد ما المصرية كانت وفقاً للمعايير المنطقية لكن نحن ندرك حجم المعضلة التي تواجه اليمن والتعقيدات الاجتماعية الكبيرة هذه لا نستسهلها وإذا حاولنا ان نطبق معايير السرعة والوقت فاننا يمكن ان نتشاءم لكن أقول لك أنا مازلت متفائلاً جداً لان القوى السياسية جميعها تدرك خطورة ما اذا خرج هذا القطار عن مساره الطبيعي يمكن أن تحدث الكارثة برمتها وأنا أشاطرك الرأي انه بعض القوى لم تستوعب بعد مضمون المبادرة الخليجية.. ذلك أن مضمون المبادرة الخليجية هو عبارة عن تسوية وطنية سياسية ثقافية اجتماعية من أجل إخراج اليمن من الأزمة الكبيرة ولكن ايضاً المبادرة الخليجية والمشروع الدولي من اجل تأسيس دولة مدنية حرة يعيش فيها تأسيس الانسان اليمني تحت سقف الدستور الذي لا ينازعه على حريته أحد هذه التوجه العام.. وأما التوجهات الفرعية فنحن ندرك أن هناك قوى ما زالت غير راضية عن التسوية السياسية وهناك قوى سياسية وربما قبلية تعتقد انها لم تأخذ نصيب الاسد من «الكعكة».. ولذلك هي تناور هنا وهناك وبعض القوى لم تستوعب اصلاً وليست معترفة بالمبادرة الخليجية، لكن حديثنا نحن ينصب حول القوى السياسية الحية الفاعلة التي تدرك بمسؤولية عالية انه دون الالتزام بالمبادرة بشكلها المزمن فهي ستكون خارج اطار اللعبة السياسية برمتها هذه قضية.. القضية الثانية اننا في امس الحاجة الى ان نتصالح جميعاً مع ذواتنا مع انفسنا اذا استطعنا ان نصل الى هذه النقطة في هذه المصالحة الداخلية نستطيع ان نتصالح مع خصومنا السياسيين والحزبيين اذا ظل كل واحد منّا يردد خطاب 2011م خطاب الأزمة خطاب الحرب خطاب التوتر هذا الخطاب الاعلامي لا يخدم على الاطلاق المواطن اليمني.. المواطن اليمني وصل الآن الى حافة الهاوية استنزف كل مدخراته استنزف طاقاته.. والعمال الذين يعملون فقدوا كل فرص عملهم إلاّ أن الأمور بدأت تتحرك بعد الانتخابات بشكل تدريجي لكن هناك من يريد أن يوقف العجلة ونحن نراهن على القوى الحية القوى المسؤولة التي ستتجاوز كل هذه الصعاب وكل هذه التحديات.

 

الوضع الامني وانقسام الجيش يؤثر على الحوار الذي تسير الخطوات باتجاهه؟

عادة أي حوار يبدأ في قلب الأزمة العسكرية أو الأمنية أو السياسية المحتدمة يبدأ في جوهر المشكلة وعلينا ان نضع المسألة امامنا انها القضايا الامنية والقضايا والعسكرية والقضايا الحقوقية والمطلبية وغيرها هي مسائل اساسية لتمهيد موضوعي لأجواء الحوار لكن هذا لا يعني على الاطلاق اننا لا نبدأ الا اذا تسببت الامور بشكل كلي هذا لا يجوز الرهان على هذه النقطة أظن انه الحوار الوطني كما اشار الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي سيكون بلا سقف، بل سيكون حواراً مفتوحاً على كل القضايا وكل الاتجاهات ستحضر وتطرح اطروحاتها ومشاريعها السياسية المستقبلية وفي ضمان لهؤلاء الناس ضمانة أمنية وضمانة ايضاً معيشية بحيث أن هؤلاء الذين يأتون يتحاورون يجب أن يتم ضمان بعض القضايا الرئيسية لكي يستطيعوا ان يعبروا فيها بوضوح عمَّا يجيش في صدورهم أو هكذا ما عبرت عنه برامجهم السياسية وتوجهاتهم الحزبية المراهنة على ان نوقف كل شيء من اجل ان تُطبَّع الاوضاع القانونية هذا لن يتم، نحن يجب ان نتحاور حتى في ظل هذه الاوضاع مع عدم رضانا عن كثير من التجاوزات والاخطاء في المجالات العلمية، لكن هذا قدرنا قدر اليمنيين المسألة هي سياسية لا بد أن يلتقي اليمنيون من اجل حل القضية السياسية وما هي الدولة التي يريدون أن يرسموا معالمها في اطار هذا الحوار مع شكل الدولة مضمون الدولة طبيعية الدولة القادمة ما هي المصالح والمنافع التي يمكن أن تحقق في اطار هذه الدولة القادمة من الواضح ان الدولة المركزية لم تعد قادرة ان تحقق للمواطنيين السير في طريق التنمية الحقيقية الخاصة أو الشاملة إذا لا بد من وجود رؤى علمية موضوعية ودراسة العديد من التجارب في اطار سقف الدولة اليمنية الواحدة.

 

ما اقصده اننا ذاهبون الى الحوار في حين أن التحديات والمخاطر لم تُزل والخوف يتزايد في ظل الاحداث الامنية ألا تبرر هذه القراءات التشاؤمية للوضع؟

لا.. علينا نحن ان ندرك بموضوعية ومسؤولية عالية انه كادت كل الاجهزة ان تسقط في 2011م الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية انقسمت الجيش.. الامن.. الاعلام.. المؤسسات حصل فيها انقسام وشرخ كبير بعيداً عن نظرية المؤامرة انا اقول ان هذه مسائل طبيعية جداً تحدث في ظل هذا المناخ العام والشامل أن هناك بعض القوى لم تستفد من هذه المبادرة وتريد الآن أن تبحث لها عن موقع بهذا الشكل أو ذاك بعض القوى تريد ان تحسن شروط مطالبها ومصالحها في الدولة القادمة ولذلك سنواجه الكثير من هذه التحديات لكن لابد ان تكون الارادة واضحة انه لابد من السير في طريق الحوار الوطني الطريق الوحيد الذي سيجنب اليمن الكوارث.

 

ماذا عن دور الاطراف السياسية في كل ما يجري؟

 أنا اظن بشكل جازم ان النخب السياسية استوعبت الدرس جيداً خلال الازمة السياسية الماضية وبالتالي هم جميعاً يتجهون الآن بارادة.. وكل من الزاوية التي يرى انها لمصلحته لكن ارادة الحوار متوفرة وهناك ارادة سياسية واضحة لدى قيادتنا السياسية اولاً لدى الاخ الرئيس ومستشارية والمحيطين به يقولون انه ما عندهم اي بديل غير هذا الحوار اضافة الى المجتمع العربي المجتمع الدولي كل المؤشرات تدل على انه يجب ان ندخل جميعاً في صالة واحدة نتحاور نطرح همومنا قضايانا التي في الاخير هي هموم هذا المجتمع أو هذا الشعب الذي صبر كثيراً على نخبه السياسية وعلى هذه النخب ان تترجم حبها الحقيقي لليمن من خلال مسؤوليتها العالية في طرح قضاياها بشكل موضوعي.

 

ألم تلاحظوا في الفترة الاخيرة ان هناك من يوجه سهام النقد الى رئيس الجمهورية لانه لم يتخذ قرارات قوية رغم ما يمتلكه من شرعية وطنية شعبية ودعم وتأييد دولي قوي؟

انا اظن ان الاخ الرئيس يقرأ المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي بشكل هادئ وهو على اسمه هادئ لكن هذه القراءة لم تطل كثيراً اذا ما وجد ان هناك قوى أو شخصيات أو جماعات تعترض سير بناء الدولة القادمة.. من هنا المقارنة لذا فإن شرعيته ومسؤوليته تفرض عليه اتخاذ اجراءات حاسمة وصارمة لكن هو بطبيعته وهو قارئ حصيف للمشهد السياسي يتعامل بهدوء بموضوعية بتأنٍ مع كل المعطيات.. انتم سياسيون وصحفيون تقرأون مثلما يقرأ أي سياسي مجتهد المشهد معقد والمشهد في تداخلات عديدة ومن السهل استدعاء الماضي بسهولة على طاولة أي منا وبالتالي ان نعود بدلاً ان نتحدث عن المستقبل الذي ننشده لبناء الدولة لا نعود لنتخندق في مربعات الماضي وايضاً معطياته المؤلمة لذلك هو أشبه بخبير يتعامل بحرص بهدوء مع كل الاطراف وايضاً بمسؤولية عالية لان قدره ومصيره انه يتحمل هذه المسؤولية مسؤولية 25مليون انسان يمني مسؤول عن أمنهم.. مسؤول عن خطط، مستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مسؤول عن تطبيع الاوضاع الداخلية، مسؤول عن دمج المؤسسات العسكرية والامنية بما يخدم توجه قرار الدولة المؤسسي مسؤول عن معالجة الازمات خلال الفترات الماضية كلها.. اليمن حقيقة لم تشهد استقراراً إلاَّ في ال15السنة الماضية يعني كان هناك هدوء.. وربما كانت بعض المطالبات فشلت لكن ليست هي الوصفة الممتازة لمشاكل المجتمع والناس بدليل انها ظهرت مرة اخرى وأثارت هذه المشكلات من جديد.. اذاً هذا المشهد بكل تعقيداته وبكل معطياته وبكل آلامة ولكن ايضاً بكل التفاؤل هو يبحث عن صيغة مع مستشاريه في المسقبل بما يؤمل الاجابة عن السؤال المركزي الذي تطالبنا به جميع الدول العربية وايضاً المجتمع الدولي أي نحن نريد مجتمعاً تعددياً مجتمعاً ديمقراطياً مجتمعاً يسود فيه القانون والعدل وحقوق الانسان وتبرز المرأة بدورها الفاعل في المجتمع بما اتيح لها من فرص التعليم وخلافه وأيضاً نصل الى الأمل المنشود لبناء هذه الدولة على اسس العدالة والمساواة والحرية.

 

الموقف الاقليمي والدولي الضامن لتنفيذ المبادرة الخليجية الى أي مدى يتناسب مع ما كان مؤملاً منه؟

انا اقول ان الموقف مؤمل منه المجتمع الدولي والعربي واشقائنا في دول الخليج هم يراقبون ما يحدث لدينا من تحضير أو الاستعداد للدخول في هذه المصالحة الكبرى أولاً الداخلية مع النفس والخارجية مع خصوم الأمس يعني وهذا يعتمد على دور الحكومة حكومة الوفاق الوطني في انها تبرمج رؤية واضحة مقنعة للداخل والخارج معاً بحيث يساعد هذا العمل وهذا النشاط الاخ رئيس الجمهورية وهو يقود هذا المعترك.. لذا الحكومة ليست مهمتها صراع الديكة ولا اقتسام الكعكة ولا تصفية الحسابات ولا تجاوز النظم والقوانين واللوائح.. حكومة مهمتها تطبيع الاوضاع والضغط كما يقولون لا العض على النواجذ من أجل حل المشكلة الكبرى فربما المجتمع الدولي يراقب سلوك الحكومة الانتقالية ويراقب المجتمع كيف يسير يراقب الجوانب الامنية يراقب الجوانب العسكرية يراقبنا كيف نكافح الارهاب هل نحن جادون في ذلك وهل لدينا الخطط الحقيقية والادوات والاجهزة وايضاً شبكة تواصل من أجل مكافحة هؤلاء في اوكارهم قبل ان يصلوا الى صنعاء وعدن والمدن اليمنية، المجتمع الدولي له عيونه ويراقب واظن انه قبل ان نلوم الغير يجب ان نحاسب انفسنا ونسأل انفسنا قبل حتى الحساب ماذا قدمناه نحن من يوم ميلاد الشرعية الجديدة للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي من 21فبراير الى يومنا هذا ماذا قدمنا من برامج وهل حققنا هذه البرامج على الواقع في سلوكنا في نشاطنا في عملنا لا يكفي التصريحات والضجيج الاعلامي على الاطلاق هذه كلها اشبه بعلاج مسكن لكن لا يقضي على موضوع الألم والمشكلات الموجودة بعضها امراض كامنة من عشرات السنين وبعضها امراض نتيجة الازمة السياسية بعضها امراض موضوعية  لكن ما جدليتنا نحن في التعاطي مع كل هذه الاشياء بعيداً عن تصفية الحسابات او الخلافات الحالية.

 

انتم توجهون اللوم الى القوى السياسية الداخلية ومع ذلك كان يفترض ان تدعم توجهات الرئيس هادي بمواقف جدية وقرارات تعكس ارادة حقيقية لاخراج اليمن من ازمته ما هو ردكم على مثل هذا الطرح؟

انا رسالتي ليس فيها لوم لأحد ولا أريد أن انتقد احد.. أنا قلت ان المجتمع الدولي والعربي يراقب سلوكنا ونشاطنا، الاستاذ جمال بن عمر يرفع عنا تقريراً كل شهر او شهرين ويعرضه على مجلس الأمن الدولي يقول فيه هل تقدم اليمنيون بأحزابهم السياسية بنخبهم الفاعلة الى الامان فيما يخص تطبيع الاوضاع فيما يخص مساعدة الشرعية الجديدة مساعدة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي في تجاوز الكم الهائل من المشكلات او انهم لا زالوا متمترسين في احزابهم السياسية القديمة هذه واحدة من المؤشرات هل لغتنا الاعلامية والخطابية هي تتناسب مع لملمة وحل مشكلات الماضي او انها تعمق الهوة هذا جزء من التقرير الذي يرفعه عنا كانه جمال بن عمر يرفع عن سلوك انسان يخضع للعلاج العلاج النفسي او العلاج التربوي يعني هذا الكلام كله اصبح مفهوماً نحن مطالبون جميعاً قوى سياسية شخصيات احزاباً تجمعات ان نرتقي تماماً من خيوط ومرحلة الازمة الى المرحلة الاخرى مرحلة التوافق مرحلة التوافق هي جهاد اولاً مع النفس ان اقبلك وتقبلني بشكل واضح بعيداً عن هذه المكايدات التي نلمسها ونقرأها ونتابعها توحيد على الاقل الخطاب الاعلامي العام تحت مظلة المبادرة الخليجية، المبادرة الخليجية يجب ان نقرأها بعمق لأنها المخلص لنا من كل ألامنا دونها شيء اخر تماماً ينتظر اليمنيين فوق هذا البؤس، سيأتي بؤس مضاعف فوق هذه المعاناة يمكن ان تستمر اكثر  اذا ما اخضعنا انفسنا بعدم الانجرار لفكرة الاستحواذ او الابعاد او الاستقواء او يعني الاقصاء باي شكل من اشكاله هذا الكلام ينطبق على المؤتمر الشعبي العام ينطبق على الاصلاح ينطبق على الاشتراكي على الناصري على الحوثيين على اخواننا في الحراك، كل الاطراف مطلوب منها ان ترتقي بخطابها من اجل اليمن الكبير اليمن الذي طال انتظار اليمنيين من اجل ان يكونوا سعداء فيه.

 

القوى والأحزاب السياسية.. هل اداؤها يرتقي الى مستوى استحقاقات المرحلة؟

انا اقول ان اي اخفاق تتحمله الاحزاب السياسية.. المشكلة في اليمن هي مشكلة سياسية.. ليست مشكلة امنية ولا مشكلة اقتصادية يعني هذه موجودة في السياق الوطني العام لكن اذا مسكت على القضية الرئيسية حل المشكلة السياسية فاظن اننا سنصل الى الاهداف المرجوة.. الاحزاب السياسية الحقيقة هي لم ترتقي في معظمها الى الآمال المنشودة يعني نجد ان هناك في اطار الحزب الواحد صراعات تدور من اجل ماذا.. لا اعرف يعني بعض التفاصيل لا اعرفها انا لكن اذا انت غير متصالح داخل اطارك الحزبي التنظيمي كيف يمكن ان تجابه التحديات الاخرى الكبيرة؟ أو كيف يمكن ان تبرز برنامجك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي امام الاحزاب الاخرى التي تنافسك هذه الاسئلة يعني مطروحة على قيادات الاحزاب بدرجة اساسية لكن ان يعني انظر للصورة انها تحتاج من هذه الاحزاب الى مزيد من الاقتراب من مسؤولياتها بشكل صحيح بعيد عن التكتيك الحزبي في القضايا الكبرى التي تهم الوطن وتهم المجتمع برمته.

 

انشقاقات.. وربما تفريخ يسعى اليه البعض.. الى ماذا تعود مثل هذه الممارسات؟

نحن من واقعنا ووضعنا نعرف ان هناك احزاباً لها تقاليد طويلة وبعيدة حتى لو تعرضت لبعض الاهتزازات.. لكنها موجودة وحية وفاعلة.. اما موضوع التفريخ فهذا موضوع موجود.. موجود يعني للاسف لانه يعني مجرد ان تتباين وجهات النظر لا يخضع الاقلية للاكثرية وبالتالي الاقلية هؤلاء اما يبحثون لهم عن صوت آخر.. واما يؤسسون جماعة.. ايضاً هذا جزء رئيسي الديمقراطية هي سلوك ينشأ من المدرسة من رياض الاطفال من البيت هذا السلوك لا نجده الحقيقة يعني لاسباب اجتماعية ثقافية واحياناً تربوية.

 

التركة ثقيلة والتخلف يكمل ما نقص وهناك قوى رغم ما يبدو بينها من خلاف إلا انه ضمنياً تتقطع وتلتقي في قضايا محورية تتعلق في بناء الدولة التي يتطلع اليها اليمنيون.. ما مدى تأثير مراكز القوى التقليدية على مسارات اليمن المستقبلية؟

العرب تقول: «من سار على الدرب وصل».. ونحن يجب ان نسير على الدرب ما نعمله الآن نحن لم نجد الدرب بعد نريد ان نلتقي جميعاً على طاولة واحدة كي نعرف الطريق هذه الطريق.. اذا خطونا فيها الخطوة الاولى سيقتنع «القبيلي» وسيقتنع شيخ القبيلة وسيقتنع المواطن العادي البسيط وستقتنع كل الاطراف اذا ضمنت حقوقهم.. نحن من افضل التجارب في بلدان ما يسمى بالربيع العربي.. نحن افضل تجربة في اليمن نحن لم نؤسس لمدرسة الانتقام لان الانتقام والفعل ورد الفعل هذا اكبر مصيبة تعانيها الامم وتعانيها الشعوب وفي الحرب العالمية الثانية أتذكر عندما نقرأ وثائقها دخلت كل الامم قتلوا في مذابح خمسين مليون.. خمسين مليون اوروبي وافريقي واسيوي وامريكي اشتركوا في هذه الحرب ومع ذلك عملوا نقطة وانتقلوا الى الصفحة التي تليها وقالوا يحاكموا هذا العدد الذي كان متسبب في محاكمات معروفة «نورمبيرج» وخلصوا بعد اليوم الآتي الى ان تدعم هذه القوى الغربية جميعاً دولة المانيا اللي كانت بالأمس معتدية ومشروع مارشال كان خير دليل والمسألة هي فكرية ثقافية تربوية قبل ان تكون اقتصادية قبل ان يكون هناك دعم لوجستي نحن خطينا هذه الخطوة عندما اتخذنا قرار التسامح والتصالح والعفو العام هذا الذي حدث وتبناه مجلس النواب كانت خطوة في منتهى المسؤولية العالية برغم الاعتراضات ونوعها، ولكن هذه نتيجة للمبادرة الخليجية التي تعرف انه اليمنيين اذا شب لديهم حريق اليوم قد لا نعرف ولن نعيش نحن العمر الذي نعرف متى سيتوقف هذا الحريق.

 

ما تطرحونه قد ينظر اليه بأنه نوع من الاتيوبيا او الرومانسية السياسية.. ما هو ردكم؟

لا.. على العكس بالعكس نحن في منتهى الواقعية ننظر الى ان ما مررنا به وقد كان اليمن سينفجر ولكن كانت هناك حكمة من كل الاطراف كانت هناك حكمة من المؤتمر والاصلاح ومن الاشتراكي والناصري والحوثيين وكل الناس قبلوا بأنهم يخرجوا من المربع.. مربع التوتر الامني والعسكري وانت تشاهد اليوم صنعاء يعني غير صنعاء في رمضان الماضي وهذا يعتبر شيئاً من الاشياء الايجابية جداً ونحن نقرأ من هذا الدفتر دفتر التفاؤل لانه بدونه سنظل في حالة هذا الاحباط الذي يعيد انتاج نفسه وبالتالي سنتحول الى انتحاريين.

 

مازالت التقطعات والاعتداءات على الكهرباء والعمليات الارهابية تطال المواطنين والقوات المسلحة والأمن في ظل هذا كله يبدي الكثيرون مخاوف جدية بإمكانية نجاح التسوية السياسية؟

انا أتفق معك ان هناك ظواهر امنية وعسكرية غير مقبولة لكن هذه الظواهر تظل حوادث فردية او جماعية محصورة في زمنها ومكانها.. ولا زلت انا في مربع التفاؤل انه عندما اشاهد او عندما شاهدت المرحلة العصيبة التي مررنا بها واشاهد هذه الحادثة فانا اعتبرها نقطة صغيرة في بحر المشكلات التي عمت كفوضى في اليمن.

 

الاعتداء الذي تعرضت اليه وزارة الداخلية التي مناط بها أمن المواطنين.. ما الذي يمكن القول عنه؟

لا.. لا.. لا بالعكس انا ارى ان المسألة هي كانت فيها هنات يعني القصة انا لا اعرف تفاصيلها لكن اعرف ان احياناً الوشاه ينقلون معلومات واهل الخير كما يقولون ينقلون بعض الافكار والمغالطات وغيره وتحدث مثل هذه الاحداث المسألة برمتها خاضعة لجدل وحوار مستقبلي كبير انه نحن لا نراهن على مؤسسة، لا نراهن على حتى حكومة بأكملها ولا نراهن على.. نحن نراهن على نظام سياسي قادم هذا الرهان على النظام السياسي القادم هو يحتاج من الكل التحلي بالصبر وايضاً المسؤولية العالية هذه المسألة في تقديري التي يمكن ان تساعدنا جميعاً على الاستجابة الموضوعية لمطالب الناس المواطنين والاستماع الى صرخاتهم وايضاً الالتزامات الدولية مجلس الامن الدولي يمكن ان يقول بالحرف انه انت يا فلان كنت سبباً معطلاً للمبادرة الخليجية ذات المضمون الاممي وبالتالي نحن ربما قادرين على مثل هذه لكن ان يختطفونا يختطفوا اليمن هذا كله بحضارته بماضيه بشعبه العريق العظيم يختطفه مجموعة من السياسيين المتطرفين انا لا اظن ان ذلك يحدث ولن يحدث ذلك على الاطلاق.

 

الانتصارات المحرزه في محافظة أبين وشبوه على الارهاب شكلت عاملاً مهماً للتسريع من عربة اخراج اليمن مما هو فيه.. ولكن وكما هو واضح لم يستفاد منها.. لماذا؟

هذا صحيح ما تقوله صحيح مائة في المائة انه كان القرار السياسي والعسكري الموحد الذي كان يقود تفاصيله فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يتابع العمليات العسكرية والامنية ضد فلول تنظيم القاعدة وايضاً مشتقاتها المختلفة هذا الامر لم يتم.

 

ترى.. ما السبب؟

وسائل الاعلام للأسف الرسمية اكانت مقررءة او مسموعة او مشاهدة لم يعطى لها زخمها الاعلامي الكافي ربما هذا يعني فسر ان هناك بعض التداخلات والتدخلات فيما يخص السياسة الاعلامية وهذا امر اخر لكن بشكل عام انت تلاحظ الارتياح الشعبي لهذا الانتصار لاحظ رد فعل الارهابيين مباشرة اغتالوا القائد الميداني الذي كان يأتمر بأمر الرئيس وهو الشهيد سالم علي قطن اغتيل بطريقة غادرة وسريعة دليل على انه كان النصر كبير والحديث حوله قليل لكن هو في الواقع.. في المجتمع بين الناس يعني اثره عظيم..

 

ألاَّ ينبغي لانجاز المرحلة الانتقالية تركيز اكبر من المجتمع الدولي تعبر عنه قرارات تجاه اولئك الذين يعيقون المبادرة؟

انا اظن انه هذا سؤالك مهم لكن هذا مرتبط بنا نحن اليمنيين اولاً نظهر جديتنا في اننا نتحاور على كل الملفات وبشكل مسؤول يعدها المجتمع الدولي ليست لديه حصة ومحاضرة تبدأ من الساعة كذا وتنتهي كذا اذا اقتضى الامر اظن ان المجتمع الدولي مصلحته ومصلحتنا ان تمر هذه المرحلة انتقالية بما يخدم حل وتجاوز العديد من الملفات ذات الطبيعة الساخنة وايضاً ذات التعقيد التاريخي وايضاً حجم الارث الكبير للمشكلات التي هي ستتناول مشكلات ما قبل الوحدة هناك حوارات من يطرح انه لماذا نبدأ كل حواراتنا من يوم الوحدة نبدأ حواراتنا من 62م من 67م من اجل ان نصغي ونبحث عن هذه الدولة القادمة بشكل مسؤول وليس بشكل مجتزء او كما يقولون «لي عنق العمر» فأظن ان المرحلة الانتقالية هي ليست يعني مرحلة تعتبر محرم التجاوز فيها هي فقط وضعت لليمنيين من اجل ان يقفوا امام مسؤولياته لكن لا اظن انها يعني ستكون صارمة الى درجة عدم التغيير نحن لا نستطيع ان نتكهن لكن بالامكان تمديدها من اجل ان نحلها.

 

تعقيدات الازمة المركبة في اليمن وما يرتبط بها من تحديات ذاتية موضوعية.. هل تكفي الفترة الانتقالية المحددة بعامين لها؟

هذه التحديات كبرى ما اشرتوا اليه وسنتين اذا خلصت النيات بتنجح الامور لكن اذا لم تخلص النيات نحن نشتي لنا سنوات اضافية يمكن ان هذا الامر لا استطيع التكهن به لكن ممكن اضع افتراض انه كما يقولون «لكل حادث حديث» مجرد ان تدخل في القضايا الساخنة وانت تحتاج للوقت سيعطي لك الوقت لكن انت تلف وتدور حول نفسك بعيد عن الملفات الحقيقية يعني عندنا نحن الطاقات الشبابية الهائلة يجب ان ندرك انها في قلب الحوار يجب ان تكون مش بالتمثيل او بالأصوات لكن لابد نحن ان نستشعر خطورة انه لا يرى الشاب او هذا القطاع الهائل من الشباب ان هناك مستقبل ينتظرهم وبالتالي يصابوا بالإحباط ويذهبون في اتجاهات مضادة للمجتمع كله لدينا طاقات كاملة في المرأة يعني محبوسة مضغوط عليها فلذلك المجتمع الدولي يطالبنا وضع لها بند حقيقي في موضوع المبادرة لدينا القضية الجنوبية لدينا قضية الحوثيين لدينا العدالة بشكل عام لكل هذه الموضوعات ستكون على الطاولة والوقت ليس هي المشكلة المشكلة هي النية المشكلة هي البرنامج كيف تضعه ان لا تضع يعني كما يقول «حبتي وإلا الديك» انت تضع كل الخيارات من اجل ان تحقق الممكن وليس العكس يعني.

 

ما هي الصيغة التي ترونها ملائمة للدولة اليمنية القادمة؟

هي فكرة المبادرة قائمة على المصالحة الوطنية وقائمة على ان لا يظلم طرف على حساب طرف آخر يعني ان كل الاطراف الموجودة في الساحة اليمنية كلها يجب ان يكون لها تمثيل يعني مثلاً اذا إحنا افترضنا اننا اتفقنا على الدولة الاتحادية من اقليمين او من عدد من الاقاليم ستكون هناك لوائح وجزئية في التشريع يخدم هذه المناطق اكثر من منطقة اخرى تاخذ الخصوصية تاخذ حجم التطور في وعي الناس وغيره والتعامل مع هذه القضية بشيئ من التميز بعيد عن المصادرة يعني هؤلاء مش ذنبهم انهم تعلموا مثلاً جيب اي منطقة بالدنيا وتقول له لا انا اشتيكم باللوائح التقليدية في المجتمع الابوي الاول وانا يا اخي قد قطعت شوطاً طويلاً وقد تعلمت وقد انتجت فكر ووعي وثقافة اكثر من الاخرين هذا يجب ان يراعى في الدولة القادمة ليس هناك كما قلنا عندما تحدث الأخ الرئيس وهو يعني ذلك اظن ان شاء الله هكذا انه ليس هناك حداً وشروطاً لموضوع هذا الحوار انه يعني تابوا يحدد لك مسارات السير لاقل ما شئت وتلكم ما شئت واقنع فيه الاخرين وستجدني انا اقتنع بالفكرة اللي تبناها ابن مأرب او أبن صعدة أو ابن تعز او ابن شبوه او ابن عدن يعني انا يمكن وانا يعني موجود من اي محافظة اقتنع بهذه الاطروحات ومن هذه المناطق بعيداً عن التمترس خلف المنطقة التي جاءت منها.

 

عودة الى الوضع في الجنوب.. ما مدى حل هذه القضية على طاولة الحوار الوطني اذا نظرنا لها من زاوية … وارتباطات البعض منها بقوى اقليمية؟

لا .. لا الحوار.. انا اريد اقول بعض المفردات المبسطة القضية الجنوبية لا يمكن ان تحتل لا في قطع طريق ولا في الزعيق ولا بالتمويل الذي يأتي من هنا وهنا يعني هذه ارادة اليمنيين من أجل حل قضية جزء منهم اللي هم اليمنيين الجنوبيين لا بد ان تحل مشكلتهم والإرادة السياسية مع هذا الاتجاه فخامة الرئيس هو الذي تبنى هذه القضية وطرح القضية الجنوبية ضمن مشروع المبادرة الخليجية لم تتجرء لا احزاب ولا شخصيات ولا من هؤلاء يرفعون اصواتهم في بعض المنابر وبعض المقايل لكن الرئيس ذاته هو الذي اشترط ان تدخل هذه القضية واصبحت قضية موثقة في الامم المتحدة الدولة اليمنية الواحدة لكن مع خصوصية القضية الجنوبية القضية الحوثية قضية المرأة قضية الشباب هذه مسائل لا فيها تملص ولا يمكن ان تتهرب منها.

 

اخيراً أنتم عضو قيادي في المؤتمر الشعبي العام من موقفكم ماذا تقولون عن هذا التنظيم الوطني ودوره المستقبلي؟

انا قيادي في المؤتمر اشعر ان مشكلته الآن ليس لديه النشاط والحركة الطبيعية الذي يفترض ان يكون مثل اي حزب آخر لأن هناك تشتت في مصدر القرار هذه الاشكالية لابد ان تحل بطرق توافقية ديمقراطية المهم هذا المؤتمر يعتبر مكسباً لليمن كله.. وضياع المؤتمر سيدخلنا وسيدخل اليمن ربما الى اصعب من المرحلة الانتقالية لابد من التأكيد ان الحريصين على المؤتمر اولاً حتى من الاحزاب الاخرى ان يحافظوا على هذا المؤتمر بتاريخه وبالافكار الكبيرة كحزب مؤسسي كبير موجود في كل حي.. وموجود في كل قرية والرئيس المؤسس له علي عبدالله صالح عمل دوراً عظيماً جداً في انه ارسى هذه التجربة الحزبية السياسية لكن علينا ان نستوعب ان المرحلة قد تغيرت وعلينا أن نعرف أن هناك شرعية جديدة لابد من التعاطي معها بمسؤولية من أجل المستقبل من أجل المؤتمر من اجل اليمن.

 

القضية الجنوبية وتعدد الزعامات الحراكية في تمثيلها إلاَّ يؤثر سلباً عليها في وقت تتطلب تمثيل موحد وقيادة موحدة؟

يعني اولاً موضوع القضية الجنوبية كموضوع يجتمع ويختلف حوله العديد من القوى السياسية بتياراتها الاسلامية الوطنية الراديكالية اليسارية المتطرفة اليسارية الانسانية كل هذا امر موجود وقائم في الساحة مشكلتنا الكبيرة هو في مرض الزعامات الموجودة بعضهم يعتقد انه خلق زعيم وسيستمر الى يوم القيامة هذا هو الذي فتت القوى والطاقات كلها ليس هناك راية تضلل قضية وبالتالي هذه القضية من وحي معاناة الناس من وحي تطلعات المجتمع الذي يسكن في هذه المساحة الجغرافية او تلك تبرز منها مثل هذه القضايا وتبرز على السطح وتلتقطها قوى يفترض ان تكون امينة لتعكس حجم معاناة الناس من اجل تحقيق الحد المقبول من العدل لهؤلاء الناس لكن هناك مجاميع تتجاذب اطراف القضية وبالتالي هذا التجاذب احياناً يأتي تقييمهم على تصريح او تقييمه على موقف او على تقييمهم لبعضهم البعض على مجرد واشاعة.. وبالتالي هذا التشظي قد حدث في الحراك السلمي الجنوبي لان القضية برمتها تحتاج الى وقفة جادة يعني المسالة هي ليست مسألة جنوب او شمال وليست مسألة وحدة او انفصال.. هي قضية العدالة الاجتماعية وقضية الدولة التي تحقق الحرية والعدل والمساواة اذا استطاعت هذه الدولة ان تبسط نفوذها في كل اليمن، فثق ان هذه المطالبات ستختفي بشكل تدريجي هناك من لديه اجندات خارجية هذه الاجندات بمشروعاتها الصغيرة الضيقة هذه مرتبطة بمن يمول هذه المشاريع لها تمويلات الى اخره لكن نحن نرى يعني في عموم كعموم المواطنين ان العديد من التحديات التي تواجه المواطن في المحافظات البعيدة وارتباطها بالمركز في صنعاء يخلق لها اعباء وهموم ومشكلات ومصاعب عديدة كيف يمكن لنا ان نفكر كما فكر قبلنا الاخرون قبل مائة سنة انه في اطار الدولة الاتحادية في اطار الدولة الفيدرالية نستطيع ان تتعايش تحت سقف الدولة اليمنية الواحدة واذا ما فكرنا بتفكير عميق بان الوحدة جاءت من اجل الناس من اجل ابسط واحد الى اعلى واحد مش جاءت من اجل تخدم فئة بعينها يمكن لنا نصل الى الاهداف المرجوة بشكل صح هذه الدولة اذا فكرنا فعلاً من خلال هذه الحوارات ان تبرز افضليات عن التاطير في براويز معينة من تبني هذا الرأي يحسب على هذا الاتجاه او ذاك يمكن لنا ان ننتقل من دولة يعشعش فيها الماضي من اجل ان ننتقل الى دولة يشرق فيها افاق المستقبل وهي الدولة المدنية دون ان نبالغ نحن نعرف ان اليمنيين هم عبارة عن قبائل عبارة عن مصالح لهذه عبارة عن توجهات جهوية مناطقية بعيدة لكن لابد ان نضع في حسابنا انه المستقبل لا يمكن ان يستقر ويستتب إلا متى ما شعرت انا وشعرت وشعر اخي اننا كلنا نستظل بظلال الدستور هذا الدستور يجب ان يخوض في اليمنيين حوار عميق مطول.

زر الذهاب إلى الأعلى