حوارات

همدان الحقب لـ”الجمهورية”: توكل كرمان لا تمثل مجلس شباب الثورة في اللجنة الفنية، وقرارنا جماعي لا يمثل بمواقف فردية

يمنات – متابعات

قال بأن الشباب يعيشون حالة من الحيرة.. وأنهم يعدون لمؤتمر شبابي واسع.. كاشفاً عن كبوات حدثت للثورة.. الناشط همدان الحقب كشف أيضاً عن تفاصيل تذبذب رؤى الشباب حول مؤتمر الحوار الوطني.. وأن التصادم الذي يسعى بقايا النظام السابق لإحداثه بين الشعب اليمني وحكومة الوفاق في اتجاه مسار ثورتهم المضادة لن يحدث لأنه لم يحدث عندما كان النظام السابق قائما على قدميه..

 

 ما توصيفك لحالة شباب الثورة في ظل الوضع الراهن؟

ما أستطيع أن أقوله بأن الشباب يعيشون حالة من الحيرة وغير راضين بما حقق إلى الآن فالتغيير الحاصل لا يرقى إلى مستوى تطلعات الشباب ونضالهم وتضحياتهم التي قدموها في ساحات وميادين التغيير على امتداد الجمهورية فهم يعيشون حالة من الحرية, ويدرسون خيارات استكمال تحقيق أهداف ثورتهم, و ما يزال الشباب يعيشون مشاكل أخرى منها إمكانية تشكيل إطار جامع يمكنهم من التحرك من خلاله لاستكمال أهداف الثورة وتحقيق التغير الذي يلبي تطلعات اليمنيين جميعا.

 

في ظل الوضع الراهن هناك من يرى بأن الثورة انتهت بتوقيع القوى السياسية على المبادرة الخليجية وأصبحت اليوم عبارة عن أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة هل هذا صحيح؟

أنا لا أتفق مع هذا الطرح السائد بين الذين يشعرون بالغبن من الثورة وبعض الذين يشعرون بالغبن من النتيجة الحاصلة الآن, أنا لا أرى إلا بان الثورة انتقص من أهدافها إذا ما سلمنا بأن هذا هو التغير النهائي لها, لكننا نؤمن بان الثورة ليست محددة بفترة زمنية معينة, صحيح أن هناك خفوتا في العامل الثوري، لكن ما حقق إلى اليوم يمكن أن يكون قاعدة انطلاق لاستكمال تحقيق أهداف الثورة المتبقية فالثورة لم تسرق ولن تنتهي, لكن هناك كبوات حدثت للثورة.

 

ما هي العقبات التي وقفت أمام الفعل الثوري, لتحقيق أهداف الثورة وإنجاز التغيير الذي يلبي تطلعات اليمنيين؟

كي نكون موضوعيين هناك العديد من المشاكل التي حالت دون أن تستكمل الثورة أهدافها, أهم تلك المشاكل هي البؤر الملتهبة الناتجة عن سياسة التخلف للنظام السابق التي زرعها على امتداد الوطن, كأحداث صعدة التي انفجرت بشكل عنيف أيام الثورة السلمية الشبابية الشعبية واجتياح الحوثيين لبعض مناطق حجة والجوف, وسيطرة القاعدة على أبين ووضع الحراك الجنوبي الذي كان يتحرك بشكل منفصل عن ضغط الثورة هذه الأحداث امتصت كثيرا من جهد الثورة وجعلت الكثير من القوى السياسية ترى بأن المضي بفعل ثوري بحت قد يدخل البلاد في أتون العنف وقد نصل إلى نتيجة لا تحمد عقباها, أثيرت هذه الهواجس داخل قوى الثورة فجعلتهم يعيرون اهتمام للعمل السياسي الأمر الذي أوقع القوى السياسية في قبضة القوى الدولية التي ضغطت على تلك القوى للدخول في تسوية سياسية..

 

ما هي الأسباب التي حالت دون إن يكون الشباب لاعبا سياسيا فاعلا في العملية السياسية التي آلت إليها الثورة بقبول القوى السياسية للمبادرة الخليجية؟

من أهم هذه الأسباب هو أن الشباب لم يستطيعوا أن يكونوا تكتلا سياسيا يمثلهم ويعبر عنهم فهم ظهروا في صورة كيانات مشتتة لا تحمل رؤية واضحة ولا يوجد لهم سند وواقع منظم يدفع في إطار هذه الرؤية, وذلك لأن معظم التحركات هي جزئية إما أن تكون في ساحة صنعاء بعيدا عن الساحات الأخرى التي لا تقل شأنا عن ساحة صنعاء من حيث الفعل الثوري والكثافة كساحة تعز وساحة عدن و حضرموت و الحديدة و أب وغيرها, كان يجب على الشباب إن يتحركوا في إطار واسع و ينتجوا حالة مرضية عنها على امتداد الجمهورية كعامل شبابي يستطيع العالم أن يتعامل من خلاله كممثل عن الشباب وكذلك الداخل اليمني من خلال حكومة الوفاق.

 

ألا ترى بأن جزءا من السخط الشعبي اليوم هو صناعة الثورة المضادة من أجل صدام حكومة الوفاق مع الشارع الذي يكتوي بنيران التدهور الاقتصادي والأمني الحاصلة نتيجة استمرار عناد بقايا النظام السابق؟

إن التصادم الذي يسعى بقايا النظام السابق لإحداثه بين الشعب اليمني وحكومة الوفاق في اتجاه مسار ثورتهم المضادة لن يحدث لأنه لم يحدث عندما كان النظام السابق قائما على قدميه, فالكثير من أبناء اليمن يدركون أن واجبه من اجل التغيير, فالثورة المضادة أخفقت قبل توقيع المبادرة الخليجية, واليوم لم يعد هناك طرف ثائر وطرف يتصدى له على أساس انه من المؤتمر والعائلة, فاليوم كل اليمنيين أوصلوا البلاد إلى مرحلة معينة تصلح للجميع لهذا يجب على جميع اليمنيين بكل انتماءاتهم أن ينخرطوا في حراك شعبي تجاه بناء الدولة النموذجية التي تلبي تطلعاتهم وتحقق آمالهم وأحلامهم في مشروع وطني يمني يعيد للوطن الاعتبار.

 

ما تفسيرك للانقسامات الحاصلة بين شباب الساحات بالنسبة للدخول في الحوار الوطني؟

هناك بعض الائتلافات الشبابية التقت بلجنة التواصل الرئاسية من اجل استقراء مواقف القوى السياسية ومدى جديتها في جراء حوار وطني جاد ينطلق من مسؤولية وطنية, والتقيت بعض شباب الذين التقوا بالجنة التواصل الرئاسية فاخبروني شخصيا بان هم لا يمكن إن يدخلوا مؤتمر الحوار الوطني والأمور على ما لمسوها أثناء لقائهم لجنة التواصل, يقولون بأن الوضع مختل وان آلية سير الحوار في قمة الاختلال ففي احد لقاءات الجنة الرئاسية الذي عقد في المركز الثقافي مع شباب بعض الائتلافات الشبابية في ساحة التغير بصنعاء اعتداء مرتزقة العائلة الذين قالوا بأنهم شباب المؤتمر مع جنود الأمن المركزي على شباب التغير داخل القاعة أمام لجنة التواصل الرئاسية, فكيف يمكن إن يتم الحوار مع هؤلاء الذين قتلوا شباب الثورة واعتقلوهم وعذبوهم وهم عبارة عن مرتزقة أقيم لهم مخيم في ملعب الثورة وهم لا يتجاوزون خمسون فرد وتريد إن تجعل منهم طرف وشباب الثورة طرف في مؤتمر الحوار الوطني, تساوي بين الضحية والمجرم وهؤلاء من يمارسون التخريب بأمن ومصالح البلاد.

 

هل لديكم تخوفات من الإسلاميين؟

ليس لدينا تخوفات من الإسلاميين ما يهمنا هو أن نوجد نظاما جديدا يلبي تطلعات اليمنيين, لأنه أن يوجد نظام بفرض قوى معينة بضغوط خارجية عبر المال الذي يستغل حالة الفقر التي يعيشها اليمنيون, فنحن نريد أن ننهي الوصاية الخارجية علينا.

 

انتم في مجلس شباب الثورة هل تمثلكم توكل كرمان في اللجنة الفنية؟

توكل كرمان حاصلة على جائزة نوبل فهي أصبحت شخصية دولية لديها التزاماتها الخاصة بها، ونحن في مجلس شباب الثورة لا يعنينا أي تصرف فردي, فقرارنا قرار جماعي لا تمثله مواقف فردية ولا نفرض إرادتنا على أي شخص, توكل كرمان لا تمثل مجلس شباب الثورة في اللجنة الفنية فهي تمثل نفسها فقرارنا جماعي لا تمثله مواقف فردية.

 

ما رسالتكم الآن للقوى السياسية؟

على القوى السياسية أن تستوعب أن التغيير الذي ضحى الشباب بدمائهم وأرواحهم من اجله لم يتم, و بأنها تدور داخل إناء فارغ من اليقين وفي أرضية ملغومة فيجب عليها أن تسعى لاستكمال التغيير الذي خرجنا من أجله لإخراج البلاد من أزماتها, ونقول للقوى السياسية انتم في موضع المسؤولية فيجب عليكم أن تعملوا بجد فما حققتموه من خلال حكومة الوفاق الوطني هو عبارة عن سراب لم يلمسه المواطن في واقعه البئيس المليء بالفقر والخوف والمرض.

المصدر: الجمهورية نت

زر الذهاب إلى الأعلى