تحليلات

خيبة أمل سعودية كبيرة من الرئيس هادي. تحليل : هاشم الحداد

يمنات ـ خاص

لازالت العلاقة اليمنية السعودية متوعكة ومتعثرة بسبب رفض عبد ربه منصور هادي الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها المملكة على اليمن كان ذلك على مستوى القرار السياسي اليمني المتعلق بالشأن الداخلي أو ذاك المتعلق بالشأن الخارجي.  

ففي الشأن الداخلي كانت المملكة تريد أن تظل اليمن يدور في فلك السياسة السعودية وأن لا يخرج اليمن عن الأجندة والمصالح والهيمنة السعودية وأن يظل قصر الرئاسة اليمني في صنعاء تابعا لها ويتلقى التوجيهات والأوامر من بلاط وقصور آلـ سعود.

غير أن نجاح مهندس السياسة اليمنية الراهنة عبد الكريم الإرياني بفك الارتباط بين السعودية والقصر الرئاسي في صنعاء وجعل القرار الرئاسي يمر بواشنطن دون السعودية قد أخذته المملكة بمضض شديد ، وشعرت بمرارة انعكست على العلاقة اليمنية السعودية التي أصابها الفتور وعدم الرضى بل والخيبة الكبيرة أحيانا من قبل السعودية حيال اليمن.

كما أن عدم التصعيد مع إيران من قبل عبد ربه منصور هادي هو الآخر قد أصاب السياسة الخارجية السعودية بنكسة حقيقية حيث أن الدوائر السعودية كانت تتطلع وترغب أن يلعب اليمن دور رأس الحربة ويتبنى المواجهة المباشرة مع إيران غير أن هذه الأمنية السعودية لم تتحقق وبهذا يكون عبد ربه منصور هادي قد أدرك حصافة وكياسة فيما يخص الموضوع الإيراني وإن جاء هذا الموقف متأخرا.. ولكن أن "يأتي متأخرا خيرا من أن لا يأتي".

كما أن العودة لقطر وزيارة عبد ربه منصور هادي لأميرها في الدوحة ورغبته في ترميم العلاقة التي كان قد أصابها بعض العطب بسبب موقفها من المبادرة الخليجية وانسحابها منها هو الآخر قد أصاب السعودية بخيبة أمل أخرى من السياسة اليمنية ومن عبد ربه منصور هادي تحديدا وخصوصا إن السعودية لم تتعود من الدوائر السياسية اليمنية أن تكون لها بعض الاستقلالية عن القرار السياسي السعودي ..

كما أن التجاذبات والاستقطابات و"صراع" النفوذ القطري السعودي لا شك يلقي بضلاله على العلاقات اليمنية السعودية.. وتمدد أحداهما يكون على حساب نفوذ وتمدد الآخر .. هكذا تقرأن الدولتان المشهد في اليمن.

كما أن الموقف اليمني الأخير من قبل هادي بشأن ما يحدث في سوريا والذي عبر عنه في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في السعودية كان صادما للمملكة وخصوصا أنه أعتبر ما يحدث في سوريا الآن هو فوضى وليس ثورة .. بالاضافة إلى دعوته إلى وقف العنف في سوريا والاحتكام لصوت العقل والحوار وإخراج سوريا من دائرة الدمار بما يحقق التغيير الذي يريده الشعب السوري الحر والذي تُحقق فيه العدالة والمواطنة المتساوية والديمقراطية الحقة في الحك..  

كما أن السعودية ومراكز نفوذها في اليمن ظلت تضغط من أجل طرد السفير السوري من اليمن غير أن رفض الضغوط واستمرار السفير السوري في اليمن بممارسة عمله تراه السعودية أنه أشبه بالتحدي الذي لا يمكن للسعودية أن تقبله ، بل وتراه يستلزم أن يدافع اليمن الثمن باهضا وأن يشعر بالندم لموقفه هذا سنوات طوال.

ولكل ذلك وفي إطار عقوبات السعودية لليمن ظلت المملكة تؤجل مؤتمر المانحين (أصدقاء اليمن) أكثر من مرة، وعندما لم يتم الإذعان من قبل اليمن لما تريده السعودية من أملاءات سياسية قررت رفض استضافته، ولهذا تم نقله إلى واشنطن بدلا من الرياض.

كما أن قطر يبدو أنها عادت لتلعب دور أكبر على المشهد اليمني واستعدادها للدعم السياسي والاقتصادي لليمن يعني أن الدور القطري سوف يأتي بالتأكيد على حساب الدور والنفوذ السعودي في إطار "الصراع" بين الدولتين..

هل ستقف الأمور عند هذا الحد أم أن مزيدا من التدعيات ستفرض نفسها على المشهد السياسي في اليمن مستقبلا .. هذا ما ستجليه قادم الأيام ..


  

زر الذهاب إلى الأعلى