تحليلات

الثورة من المسيرة الأولى إلى المبادرة.. الجزء الثالث – ماجد المذحجي

· أولى الوقائع التي بلورت الانقسام بين الشّباب المستقلّ والحزبيّ في ساحة التّغيير في صنعاء، هي الصّراع على "المنصّة" في السّاحة، واستطاع الشّباب الحزبيّين، وخصوصًا المنتمين للإصلاح السّيطرة على المنصّة واللّجان ذات الأدوار المهمّة  


  • · يتجلى التباين والانقسام بشكل واضح في المواقف السّياسيّة للمكوّنات الثّوريّة، وخصوصًا بين المحسوبة على اللّقاء المُشتَرك وغير المنتمين إليه، بعد مضي عام على الثّورة؛ ولكنّ المدى الذي سيصل إليه هذا الانقسام مازال غامضًا


*ملامح انقسامات الحركة الاحتجاجيّة خلال الثّورة

تصدّر الشّبابُ الحالة الثّوريّة في اليمن، وأكّدوا -منذ البداية- استقلاليتهم تُجاه الفاعلين السّياسيّين التّقليديّين وخصوصًا الأحزاب. وصدّر الشّباب شعارًا مركزيًّا يؤكِّد هذه الاستقلاليّة لاحتجاجاتهم، وهو: "لا حزبيّة ولا أحزاب، ثورتنا ثورة شباب". خلق هذا الاتّجاه زَخْمًا للعمليّة الاحتجاجيّة، وأدّى إلى الدّفع بأعدادٍ كبيرةٍ من مُختَلِف الأعمار والفئات إلى الانخراط إلى في العمليّة الثّوريّة، ودعم مسار الثُّوَّار الشّباب؛ إلّا أنّ الثُّوَّار الشّباب القادمين من خارج حقل السّياسة، والذين تصدّروا مواجهة أدوات القهر والقمع لسلطة صالح بشجاعة، وجدوا فرصهم في السّيطرة على مسار الثّورة تتضاءل تمامًا، خصوصًا بعد الانخراط الكثير فيها من مُختَلِف الفئات الاجتماعيّة والعُمريّة والمكوّنات الأخرى، وهو الأمر الذي تفاقم بعد إعلان أحزاب اللّقاء المُشتَرك الانضمامَ إلى الثّورة، ودفعها أنصارَها للانضمام بشكل كثيفٍ إلى ساحات التّغيير والحرّيّة في مُختَلِف المحافظات، وهكذا بدأ الشّباب المستقلّ الذي تصدّر المسار الثّوريّ يتحوّل إلى أقليّةٍ ترافقت مع ضعف إمكانيّتهم التّنظيميّة، حيث تحتاج إدارة الثّورة إلى قدرات عالية، ولذلك تمّت إدارتُها بقدرات أكبر حزب سياسيٍّ يقود المعارضة، واستطاع من حيث الإدارة أن يحقّق نجاحًا كبيرًا، إلّا أنّه لم يستطع أن يحافظ على وحدة الصّفّ من الدّاخل، بسبب اليمين المتطرّف " المتشدّد"، وكذلك بعض الممارسات التي أثارت حفيظة شباب الثّورة من كلّ التّيّارات والأجنحة الأخرى)([1]).



 وكانت أولى الوقائع التي بلورت الانقسام بين الشّباب المستقلّ والحزبيّ في ساحة التّغيير في صنعاء، هي الصّراع على "المنصّة" في السّاحة، والتي تشكّل العمود الفِقَرِيَّ لعمليّة صناعة القرار وتوجيه مسار المعتصمين، واستطاع الشّباب الحزبيّين، وخصوصًا المنتمين إلى التّجمّع اليمنيّ للإصلاح -أكبر أحزاب اللّقاء المُشتَرك- السّيطرة على المنصّة واللّجان ذات الأدوار المهمّة في تسيير أعمال السّاحة، مثل: اللّجنة الأمنيّة، والتّنظيميّة، والماليّة، ولجنة التّغذية. وتأسّست سيطرة الشّباب الحزبيّ، على انضباطهم وتوفّرهم على الموارد الماليّة التي تأتي من أحزابهم ومن متبرّعين مقرّبين منهم أيديولوجيًّا؛ وذلك في مقابل ضعف تنظيم الشّباب المستقلّ، وانخفاض قدرتهم على تحصيل الموارد المادّيّة. هذا؛ وقد بدأت ملامح انقسام في الأشهر الأولى للسّاحة، قامت به مجموعات من الشّباب المستقلّ؛ يتصدّرها النّائب البرلماني أحمد سيف حاشد.. أحد الذين تصدّروا قيادة المظاهرات في أوّل الثّورة، والذي سبق وأن أعلن استقالته من اللّجنة التّنظيميّة بسبب سيطرة الأحزاب عليها.


إنّ أوّل ما فعله النّائب أحمد سيف والمجموعة المشار إليها، هو إنشاءُ منصّةٍ جديدةٍ في موقع آخر، يبتعد نسبيًّا عن المنصّة الرئيسيّة؛ في محاولةٍ لإنشاء مستوىً تنظيميٍّ وقياديٍّ جديدٍ خارجَ السّيطرة الحزبيّة.

لم يمضِ الأمر كما خُطّط له بحسب أحمد سيف حاشد، فقد تمّ الاعتداء على المنصّة الجديدة وتكسيرها من  شباب ينتمون لحزب الإصلاح([2]). وبدا الأمر وكأنّه بداية توجُّه غير معلن، لإخضاع السّاحة لقرار مركزيٍّ، يقع على رأسه المنظّمون سياسيًّا من الأحزاب، وبما يضمن السّيطرة على التّحرّك الثّوريّ في السّاحة، وبما قد يفاجئ أحزاب المُشتَرك التي تدير المستوى السّياسيّ للثّورة في مواجهة النّظام، وتستخدم هذه السّاحات بوصفها إحدى أوراق الضّغط والتّفاوض المُهمّة([3]).

تعدّدت مستويات الخلافات بين الطّرفين لتشمل من بينها مسألة مُهمّة، هي: "التّصعيد الثّوريّ"؛ حيث افترقا على خلفيّة الموقف منها. وعلى الرّغم من كون الشّباب الحزبيّ، وخصوصًا في تعبيره الأهمّ "اللّجنة التّنظيميّة"، وبعض الائتلافات الشّبابيّة الكبرى؛ كأن تُعلن عن وقوفها مع التّصعيد، إلّا أنّها كانت تُخضع الأمر -وبشكلٍ غيرِ رسميٍّ- لقيودٍ كثيرة، ولا تسمح بسهولة؛ بخروج مظاهرات شبابيّة يتصدّرها مستقلّون نحو مناطق خطرة أمنيًّا. لكنّها قد تسمح بذلك أو تُسهّل له؛ حينما يمكن توظيف الأمر سياسيًّا لصالح أحزاب اللّقاء المُشتَرك، واستخدامه للضّغط على النّظام، وما صاحب ذلك من وقائع دامية، مثل: قتل المحتجّين الشّباب أمام بنك الدّم في صنعاء، أثناء توجُّههم إلى مقرّ رئاسة الوزراء، في مظاهرةٍ قادتها النّاشطة توكّل كرمان، رغمًا عن اللّجنة التّنظيميّة، ومن دون توافق مع القُوى السّياسيّة في السّاحة، أو حتى باتفاق مع التّكوينات المُستَقِلَّة كافّة([4]). هذه الوقائع الدّامية؛ كانت سببًا في تصاعد الانقسامات بين الشّباب، سواءٌ بين المستقلّين والحزبيّين، أو بين المستقلّين أنفسهم؛ الذين لم يُنجزوا تفاهمًا واضحًا حول أهداف وخطوات التّصعيد الثّوريّ، وكيفية التّنفيذ لذلك والحشد لتحقيقه. كما أبدت المجموعات المُستَقِلَّة من الشّباب غضبها من نتائج مسيرات متعدّدةٍ قُتل فيها الكثير من المحتجّين الشّباب، نتيجة لدعوةٍ من اللّجنة التّنظيميّة التي أشرفت على تنظيمها وتحديد مساراتها. ومن المسيرات التي أثارت ردود الفعل؛ تلك التي توجُّهت إلى حيّ ملعب الثّورة.. بجوار مقرّ التّلفزيون الحكوميّ، وسقط فيها عددٌ من القتلى. والأخرى؛ التي توجُّهت إلى حيّ باب القاع.. المُسيطر عليه من أنصار النّظام وقوّاته الأمنيّة؛ حيث أفصحت مجموعات مستقلة عن غضبها تُجاه ما حدث في المسيرات بالقول: إنّها استثمار رخيص لدماء الشّباب، وتوظيفها سياسيًّا من المُشتَرك عبر اللّجنة التّنظيميّة، من دون أن تكون لهذه المسيرات جدوىً فعليّة، ضمن أجندة محدّدة للتّصعيد الثّوريّ([5]).

في مستوى آخر للانقسام والتّجاذبات بين القُوى الشّبابيّة المُختَلِفة، أدّى انضمامُ اللّواء علي محسن الأحمر إلى خلق استقطاب واسع على صعيد المواقف بينها، وإلى الخشية من التّشويش على الطّابع السّلمي للثّورة، والتّحوّل نحو عسكرتها والسّيطرة عليها، ولاسيّما أنّ اللّواء الأحمر يُعد أحد أهمّ رموز النّظام السّابق. ومن جانب؛ أدّت مستويات التّنسيق العالية بين أفراد الفرقة الأولى المدرّعة التي يقودها اللّواء الأحمر -والذي أعلن حماية الثّورة والسّاحات- وبين أفراد اللّجان الأمنيّة في ساحة التّغيير في صنعاء، إلى المزيد من الاحتقان. إنّ عضويّة هذه اللّجان تابعةٌ في معظمها لشبابٍ ينتمون لحزب الإصلاح. ونشير في هذا السّياق إلى واقعة الاعتداء على عدد من النّاشطات البارزات.. من بينهن أروى عبده عثمان، وهدى العطّاس، وسارّة جمال، وأُخريات، من جنود يتبعون للفرقة، وأعضاء من اللّجان الأمنيّة، في أثناء إحدى المسيرات، فقط لكونهنّ رفضن الفصل التّقليديّ بين النّساء والرّجال خلال المسيرة. تلك الواقعة ما هي إلّا أنموذج لاستبداد مصغّر؛ ينشأ في السّاحات، ويؤكّد مخاوف بعض التيّارات الشّبابيّة المُستَقِلَّة واللّيبراليّة في الثّورة، من التّحالف المحافظ الذي يريد السّيطرة على الثّورة، ويعبّر عن نفسه من خلال اللّواء الأحمر ومشايخ القبائل والإسلاميّين([6]).

لقد أدّت واقعة الاعتداء على النّاشطات، إلى المزيد من الجدل وتسليط الضوء -بشكلٍ أكبر- على مخاوف المستقلّين وجماعة الحُوثِيّ النّاشطة في الثّورة -والتي خاضت مواجهات مع قوّات اللّواء علي محسن، أثناء تولّيه قيادة المعارك في صعدة ضدّهم قبل الثّورة- من تحوّل الفرقة الأولى إلى أداة قهر للثّورة وللقوى المُستَقِلَّة فيها، بالتنسيق مع حزب الإصلاح الإسلاميّ المحافظ، الذي تعدّدت الرّوايات عن علاقته الأيديولوجيّة والتّنظيميّة السّرّيّة والقديمة مع اللّواء علي محسن.

نجح الشّباب المحسوبون على أحزاب اللّقاء المُشتَرك في السّيطرة الكلّيّة على ساحة صنعاء، وبشكل أقلّ في ساحة تَعِز. وأنتج التّصادم في بداية الأمر بين المستقلّين والشّباب الحزبيّين، علاوةً على الصّدام بين المكوّنات الشّبابيّة لأحزاب اللّقاء المُشتَرك ذاتها، حالةَ تسويةٍ في إدارة السّاحة والعمليّة الاحتجاجية في تَعِز؛ تمخّض عنها تمثيلٌ نسبيٌّ لمُختَلِف القُوى، على الرّغم من غلبة القادمين من أحزاب المُشتَرك. وكان الفارق؛ هو انخفاض دور الشّباب المحسوبين على الإصلاح، في السّيطرة على السّاحة. كما أنّ هناك دورًا ملحوظًا وقياديًّا لشباب الحزب الاشتراكيّ والتّنظيم الوحدويّ النّاصريّ([7]). ومع ذلك؛ فقد انقسمت السّاحة ضمنيًّا في تَعِز، خصوصًا بعد واقعة اقتحامها من القوات الأمنيّة، وحدوث ما أطلق عليه "محرقة ساحة الحرّيّة"؛ حيث تبلور تيّار سمّى نفسه "شباب الحسم"، بقيادة أحد النّاشطين الاشتراكيّين، واسمه؛ محمد أحمد عبد الرّحمن صبر، والقياديّة الشّبابيّة؛ بُشرى المقطري، عضوةُ اللّجنة المركزيّة في الحزب الاشتراكيّ. تبنى ذلك التّيّارُ خيار التّصعيد بشكل مُفارقٍ لنسق إدارة ساحة الحرّيّة في تَعِز، وتنظيم الاحتجاجات فيها خارج الإرادة السّياسيّة لأحزاب اللّقاء المُشتَرك. وبدا هذا التّيّار وكأنّه في واجهة أعمال تصعيد الاحتجاجات في تَعِز، وتمثّله ذات المجموعة التي تبنّت ونظّمت لاحقًا ما عرف بمسيرة الحياة إلى صنعاء.

عَقِبَ الزّخْم الاحتجاجيّ اللافت الذي شهدته عَدَن في بداية الاحتجاجات، تشكّلت ساحة الحرّيّة في حي كريتر في عَدَن، وشهدت أحياء المعلّا والمنصورة تشكُّلاتٍ احتجاجيةً أخرى ظلّت مستمرّةً ولم تتبلور كساحاتٍ في حينها. كما صعدت إلى السّطح مقدّمات احتقان في ساحة كريتر -موقع الاحتجاج الرّئيسيّ في عَدَن- بين النّاشطين الشّباب المحسوبين على أحزاب اللّقاء المُشتَرك، وخصوصًا الإصلاح الأكثر تنظيمًا وحضورًا، وبين الشّباب المحسوبين على الحَرَاك الجنوبيّ. وظلّ هذا الاحتقان يُنفّس عن نفسه باحتكاكات محدودة، حتى بدأت تتوسّع وتؤدّي إلى انقسام السّاحة في عَدَن بالتّزامن مع تطوّر المسار السّياسيّ للثّورة، وخصوصًا المتعلّق منه بالمبادرة الخليجيّة، وتشكيل المجلس الوطنيّ لقوى الثّورة، الذي شعرت قُوى الحَرَاك أنّه يعيد إنتاج نفس الاستبعاد السّياسيّ للجنوبيّين ولا يـأخذ بمطلبهم في التمثيل المتساوي بين الشّمال والجنوب في عضويّته، وهو ما أنتج في الأخير انقسامًا كلّيًّا في الحَرَاك الاحتجاجيّ في عَدَن، التي انقسمت إلى ساحتين: إحداهما محسوبة على الحَرَاك الجنوبيّ في حيّ المنصورة، إضافة إلى تجمّعات متفرّقة في حيّ المعلّا، أغلقت الشّارع الرّئيسيّ فيه، بينما ظلّت ساحة الحرّيّة في حي كريتر محسوبةً على أحزاب اللّقاء المُشتَرك.

 

عام على الثّورة: مواقف متضاربة

إنّه؛ وبعد مضيّ عام على الثّورة، وعَقِبَ توقيع المبادرة الخليجيّة وبدء المسار التّنفيذيّ للمبادرة، تبلور موقفان لدى الشّباب، تأسّسا على خلفيّتهم السّياسيّة؛ حيث تدفع المكوّنات الثّوريّة المحسوبة على اللّقاء المُشتَرك، إلى التّهدئة بشكل ضمنيّ في مسار الاحتجاجات، وقصرها على وجود السّاحات من دون أيّ نشاط خارجها. هذا؛ على الرّغم من المحافظة على لهجةٍ ثوريّةٍ عالية، ومنح الفرصة للمسار السّياسيّ، وصولًا إلى الانتخابات الرّئاسيّة في 23 فبراير/شباط 2012، مع عدم وضوح موقفهم من المرحلة اللّاحقة لذلك، والاكتفاء بالتأكيد على كون السّاحات ستبقى لحماية الثّورة وهدفها في إنشاء "الدّولة المدنيّة الحديثة" من دون تحديد آفاق زمنيّة لبقاء هذه السّاحات، التي يتغذّى بقاؤها على الدّعم الماديّ المباشر من اللّقاء المُشتَرك. وعلى الرّغم من كون اللّجنة التّنظيميّة المحسوبة كُليًّا على اللّقاء المُشتَرك أعلنت على لسان أحد أعضائها، أنّ موقفها سيتحدّد بعد اعتراف نائب الرّئيس عبد ربّه منصور -المرشّح الرّئاسيّ التّوافقيّ وَفقَ المبادرة الخليجيّة- بالثّورة([8]). إلّا أنّ مُكوّنًا شبابيًّا آخر محسوبًا على التّجمّع اليمنيّ للإصلاح، أعلن أنّه يدعم بشكلٍ صريحٍ الانتخاباتِ الرّئاسيّةَ ويدعو للمشاركة فيها([9])، من دون أن يحدّد الطرفان ما سيكون عليه موقفهما "الثّوريّ" عَقِبَ هذه الانتخابات.

وفي المقابل؛ تؤكّد المكوّنات الشّبابيّة المُستَقِلَّة، وتلك المحسوبة على مكوّنات سياسيّة أخرى مثل الحُوثِيّين، على رفضها للمسار السّياسيّ الجديد عَقِبَ المبادرة، وبعد مضي عام من الثّورة، وعلى ضرورة عدم التفريط في الثّورة. وحاول بعضها إنشاء تكتّلات جبهويّة جديدة، مثل: "جبهة إنقاذ الثّورة" التي ضمّت ممثّلين لقُوىً مستقلّة ومحسوبين على الحَرَاكيّين والحُوثِيّين([10])، باتجاه خلق دَفعةٍ جديدة للثّورة خارج مسار المبادرة الخليجيّة التي أعلنت هذه الجبهة موقفًا حاسمًا منها، وقالت: إنّها ترفض رفضًا قاطعًا التّسوية السّياسيّة المشوّهة والشّبيهة بنظام صالح أكثرَ من انتمائها للثّورة([11])، من دون أن تتضمّن رؤيتُها تفصيلًا واضحًا لكيفيّة إدارتها لهذا الرّفض وتطويرها، خارج الدّعوة لاصطفافٍ وطنيٍّ واسعٍ حولَ الثّورة اليمنيّة، وتكوين جبهة ثوريّة وطنيّة لإنقاذ الثّورة، عبر إعادة صياغة التّسوية السّياسيّة، بالانطلاق من أولويّات وطنيّة تتّفق مع مشروع الدّولة المدنيّة الذي يحقّق مطالب اليمنيّين، ويحقّق نقلة نوعيّة في شكل النّظام، ومسؤوليّة السّلطة، ومعايير تقييمها ومحاسبتها، وتحديد آليّات واضحة، لحماية ذلك قانونيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا([12]).

يتجلى التباين والانقسام بشكل واضح في المواقف السّياسيّة للمكوّنات الثّوريّة، وخصوصًا بين المحسوبة على اللّقاء المُشتَرك وغير المنتمين إليه، بعد مضي عام على الثّورة؛ ولكنّ المدى الذي سيصل إليه هذا الانقسام مازال غامضًا ومثيرًا لسؤالٍ هو: كيف سينعكس على الثّورة؟ وماذا ستفعل هذه الأطراف لحماية مواقفها والدّفع بها، مع المُضيّ في تنفيذ المبادرة.



[1] "ميادين التّغيير.. حراكٌ سياسيٌ غاصب يغضب الثُّوَّار وتكتلات تولد وأخرى تختفي"، صحيفة الميدان،5/5/2011:

http://news.al-maydan.net/articles-action-show-id-1096.htm 

[2] "القيادي في الثّورة الشّبابية أحمد سيف حاشد يشرح تفاصيل اعتداء عناصر الإصلاح والفرقة عليه في ساحة الاعتصام"، الجمهور نت، 1/1/2012، http://www.aljumhor.net/portal/news-8842.htm 

[3] "كيف حولت الأحزاب الثّورة إلى أزمة.. الوسط ترصد كبوات أثقلت كاهل الثّورة وأطالت في عمر النّظام الحاكم"، صحيفة الوسط الأسبوعية، 14/9/2011، http://www.alwasat-ye.net/index.php?action=showDetails&id=3936 

[4] "توكل كرمان تقود الشّباب نحو الزحف وتنهي وصاية علي محسن والمعارضة اليمنيّة على مسار الثّورة"، يمن برس، 12/5/2011، http://yemen-press.com/news1779.html 

[5] لقاءات مع عدد من الشّباب المستقل في ساحة التّغيير في صنعاء، 8/2/2012

[6] "د.المتوكل: الاعتداء على الناشطات في ساحة الجامعة يجعل المخاوف من حكم طالبان محل اعتبار وتصديق"، الجمهور نت، 1/5/2011، http://www.aljumhor.net/portal/news-5929.htm 

[7] اتصالات هاتفية مع عدد من الشّباب في ساحة الحرّيّة في تَعِز،8/2/2012

[8] تصريح عضو اللّجنة التّنظيميّة مانع المطري للمركز الإعلامي لساحة التّغيير في صنعاء، موقع ثورة اليمن، 6/2/2012، http://yemen4all.com/index.php/news/sanaa/3901-2012-02-06-19-24-14 

[9] "رفض واسع لشباب الثّورة إعلان المنسقيّة الدعوة إلى الانتخابات مؤكدين على موقفهم الرافض للمبادرة الخليجيّة والانتخابات"، موقع ظفار برس، 6/2/2012،http://sahafah.net/details604687.html 

[10] "اليمن : الإعلان عن جبهة إنقاذ ثورية ضمت ممثلين عن الحَرَاك والحُوثِيّ ومستقلون"، موقع التّغيير نت، 29/12/2011:

http://al-tagheer.com/news37925.html 

[11] رؤية "جبهة إنقاذ الثّورة"،  موقع الجبهة، 26/12/2011:

 http://enkath.blogspot.com/2011/12/normal-0-false-false-false-en-us-x-none.html 

[12] المصدر السابق.

 

المصدر: صحيفة الأولى

 

 

رابط الحلقة الأولى تجدونها على هذا الرابط

http://mcl.kxq.mybluehost.menews23328.html


 

رابط الحلقة الثانية تجدونها على هذا الرابط

http://mcl.kxq.mybluehost.menews23338.html



زر الذهاب إلى الأعلى