فضاء حر

أصلحة الجامعات

· على غرار أسلمة السياسة أو الاقتصاد أو أسلمة الثقافة سمعنا أيضاً "أخونة التعليم" في مصر وأخونة المؤسسات وغيرها، واليوم يجرى على قدم وساق في اليمن "أصلحة الحياة".

· والمقصود هنا بأصلحة الحياة لمن يتجاهل المصطلح أو بتساهل بشأنه هو "صياغة الحياة بمظاهرها المختلفة بالصيغ والقوالب التي يريد حزب الإصلاح أن تتشكل عليها".

· هذا الأمر قد يكون عادياً لحزب الإصلاح ولأعضاءه وموالينه، بل ويرونه حقاً مشروعاً، وبتعبير أدق "ضرورة بشرية، وفريضة شرعية" على حد تعبير الشيخ "عبد الله عزام- صادق أمين"

وعلى ضوء هذه القاعدة الفكرية والعقيدية يغدو طبيعياً أن يعمل الإخوان وفروعهم في جميع البلدان على أسلمة كل شيء، أو "أخونته" أو "أصلحته" بل ويغدو في المقابل كل من يرفض ذلك مارقاً وزنديقاً أو كافراً أو رافِضِياً أو علمانياً.

· إن جعل كل شيء إصلاحياً أو أصلحته لا يخدم حزب الإصلاح نفسه، ولا الدين في شيء مثلما لا يخدم الحياة بكافة تنوعاتنا، ولا الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن،ولا أدري هل هو غباء أو تغابي متعمد من قبل الإصلاح وتجاهل القوى السياسية المختلفة في غضهم الطرف عن إصرار الإصلاح لـ "أصلحة" التعليم وخاصة التعليم الجامعي.

· أخبرني عدد من طلبة جامعة صنعاء عن مناظر يشاهدونها وتزعجهم كثيراً مناظر لم يشاهدونها أثناء حكم (صالح)في الجامعة من قبل حزب الفساد (المؤتمر الشعبي العام) وخاصة في كلية التجارة، ومن هذه المناظر وجود "لافتات قماشية" باسم حزب الإصلاح، ووجود "كوافي" تحمل أسم حزب الإصلاح يحملها طلاب، ووجود "فنايل" مرسوم عليها (الشمس) رمز حزب الإصلاح الانتخابي إلى جانب اسمه.

· وأنه يستحيل أن يرفع شعار أو اسم غير شعار حزب واسم الإصلاح، وتساءل عدد من الطلبة الجامعيين كيف ستتمدد الجامعة حال عملت كل الأحزاب ما يفعله "طلاب الإصلاح" كوافي حزبية، وفنائل حزبية، ولافتات حزبية؟

· إن هذا الواقع الذي يتحدث عنه الطلبة في جامعة صنعاء يجب أن يتوقف وينتهي، وعلى كافة القوى السياسية في الساحة الوطنية أن تقف أمام هذه الظاهرة، وتناقشها، وتتخذ إزاءها موقفاً عملياً لأن أصلحة الجامعة أو أشركتها أو أمركتها سلوك غير حضاري، ويتنافى مع الأهداف العلمية والأكاديمية التي من أجلها بُنيت هذه الجامعات وكلياتها، على إدارة وقيادة وعمارات كليات جامعة صنعاء وضع قوانين ولوائح تجرم وتحرم توظيف النشاطات السياسية الحزبية داخل حرمها لصالح حزب من الأحزاب، بل آن الأوان أن توضع حدوداً تمنع أي اتحادات أو قطاعات طلابية من العمل الخدمي للطلاب كون ذلك يوظف من قبل الأحزاب في استقطاب الطلاب الأحزاب تحت وطأة هذه الخدمات وكونه يحد من التواصل بين الطلاب وأساتذتهم إلا عبر هذه القطاعات والاتحادات، وكونه يجعل طابع الامكانية هي الواقع السائد لدى الإدارات المختصة في الكليات في وظائف هي من صميم اختصاصاتها ومهامها الإدارية.

زر الذهاب إلى الأعلى