حقوق وحريات ومجتمع مدني

السجن المؤبد لبن علي و12 عاما لوزير داخليته

 

 

(رويترز) – قضت محكمة تونسية عسكرية يوم الاربعاء بالسجن المؤبد للرئيس السابق زين العابدين بن علي غيابيا وبسجن وزير داخليته بلحاج قاسم 12 عاما لدورهما في قتل متظاهرين اثناء ثورة تونس مهد الربيع العربي بينما تم تبرئة مدير امنه الرئاسي علي السرياطي.

وهذا اول حكم ضد بن علي وكبار مساعديه بتهم المسؤولية عن قتل متظاهرين اثناء الاحتجاجات التي اطاحت بنظامه في يناير كانون الثاني العام الماضي.

وقال القاضي شكري الماجري "تم الحكم بسجن بن علي بقية الحياة.. ورفيق بلحاج القاسم 12 عاما وعدم سماع الدعوى في حق علي السرياطي".

وقضت المحكمة بتبرئة عدد من كبار رجال الامن من بينهم اخر وزير داخلية في عهد بن علي احمد فريعة الذي عين يومين قبل 14 يناير كانون الثاني تاريخ هروب بن علي.

ونال ثمانية مسؤولين امنيين كبار احكاما بالسجن لفترات تتراوح بين عام و15 عاما. وافرجت المحكمة عن 14 مسؤولا اخر بينهم المنصف العجيمي وهو مسؤول شرطة ميداني.

وقتل في ثورة تونس التي انتهت بهروب بن علي وعائلته اكثر من 300 متظاهر.

وقال شرف الدين قليل وهو محام عن عائلات قتلى الثورة لرويترز ان الحكم غير منصف.

واضاف "الحكم تقاذفته الاهواء والضغوطات السياسية..المحكمة سقطت في الفخ والحكم غير منصف ولم يوصلنا للحقيقة."

وهذا اول حكم بالسجن المؤبد على بن علي المقيم حاليا بالسعودية التي فر اليها يوم 14 يناير كانون الثاني مع عائلته.

ولا تبدي السعودية تجاوبا مع طلبات السلطات التونسية لتسليم بن علي وهو ما يثير غضب التونسيين الذين يتهمون الحكومة بالعجز.

وعقب صدور الحكم بالمحكمة العسكرية اغشى على بعض النساء من عائلات القتلى وبكى اهالي القتلى وسط قاعة المحكمة.

وتعهد اهالي القتلى بالانتقام لذويهم بعد ان وصفوا الاحكام بانها مذبحة ومسرحية.

وقال حلمي الشنيتي وهو شقيق غسان الشنيتي الذي قتل في تالة يوم 8 يناير كانون الثاني الماضي برصاص الشرطة ان الحكم "يجعل كل ردود الفعل متوقعة بما فيها اختطاف رجال شرطة او مهاجمة مقرات سيادية."

واضاف لرويترز "اليوم مات علم تونس ولم يعد يرفرف من اجل العدالة والحرية..العدالة ماتت لاننا كنا نتوقع اي احكام الا هذه الاحكام الهزيلة لتي تثير السخرية".

وتتعلق القضية بقتل متظاهرين في مدن تالة والقصرين وتاجروين والقيروان. وشهدت تالة والقصرين اعنف احتجاجات وقتل فيها العشرات في الايام الاخيرة لحكم بن علي.

من جهته قال عصام العمري وهو اخو القتيل محمد العمري لرويترز ان الحكم هو "مذبحة وان الرد سيكون الدم بالدم وسنقتلهم..انها مهزلة ان يخرج القتلة للفسحة.. سننسق معا وقد نضطر للهرب الى الجزائر لان هذه البلاد لم تنصفنا".

(تحرير عماد عمر)

من طارق عمارة

 
زر الذهاب إلى الأعلى