تحليلات

مقتل الليبي هل ينقل قيادة القاعدة لليمن؟

 

نسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى مسؤولين أميركيين في مكافحة الإرهاب قولهم إن مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو يحيى الليبي ربما يعجل في نقل السلطة من القيادة "المتراجعة" في باكستان إلى فروعها التي تعمل بشكل مستقل في الشرق الأوسط، وخاصة في اليمن.

فحتى الآن ما زال أيمن الظواهري هو القائد الاسمي للتنظيم، ولكن الهيكل الهرمي للجهاد العالمي ربما يتضعضع قليلا، ولا سيما أن الهجمة الجوية التي راح فيها الليبي قبل أيام مزقت النسيج بين القيادة المحاصرة في باكستان والمنتمين لها في الشرق الأوسط وأفريقيا، حسب ما ورد في نيويورك تايمز.

ويرجح محللون أن ينذر مقتل الليبي بعنف متزايد في ظل ما وصفوه بتنافس المقاتلين من صغار السن و"المتهورين" على نيل عباءة الجهاد العالمي، وعلى رأسهم القادة في اليمن الذين يعرفون بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي حاول دون جدوى ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة تفجير طائرات تجارية متجهة للولايات المتحدة.

وكان آخر المحاولات الفاشلة الشهر الماضي عندما تبين أن من كان سيفجر نفسه يعمل لدى المخابرات السعودية والأميركية والبريطانية.

ويقول المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية ويل ماكانتس إن "مقتل الليبي لن يحمل أي تأثير على القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

وهذا ما ذهب إليه مسؤول آخر قال إن غياب أهم الشخصيات في القاعدة من شأنه أن يجعل الأمر صعبا على القادة الأساسيين في التنظيم ليكونوا مثالا يحتذي به المنتمون إليهم.

وأضاف أن الزعيم الراحل للتنظيم أسامة بن لادن كان نفسه قلقا من ظهور قادة أقل خبرة، وبالتالي من تكرار ارتكاب الأخطاء.

وقال مسسؤولون أميركون في مكافحة الإرهاب إن الليبي لعب دورا حيويا باعتباره شرطي المرور على الصعيد الفقهي للمنظمة، فكان يؤكد رسالة موحدة ويضمن أن المقاتلين الصغار في التنظيم لا يخرجون عن السكة، ولا سيما أن كبار قاعدة التنظيم كانوا قلقين من الهجمات التي توقع مدنيين من المسلمين.

وأشار مسؤولون إلى أنه رغم حصار قادة التنظيم في باكستان، فإن أجنحته في اليمن وشمال أفريقيا وحتى في العراق لم تجد صعوبة كبيرة في الاحتفاظ بموجة العنف، وهو التوجه الذي قد يستمر بعد مقتل الليبي، حسب تعبيرهم.

فرغم أن حركة الشباب المجاهدين في الصومال تعاني من سلسلة من النكسات على الأرض بفعل الدعم الأميركي لقوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو، فإنها ما زالت تسمح لعناصرها بالتسلل إلى البلاد مجددا.

وفي شمال أفريقيا فإن القاعدة في بلاد المغرب صعدت من وتيرة عمليات الخطف من أجل الحصول على فدى كنموذج في الكسب تقدمه لمنتسبيها من أجل البقاء، ولا سيما أن الموارد المالية الأخرى قد جففتها جهود مكافحة الإرهاب.

وقد لخص المحلل في شؤون مكافحة الإرهاب بريان فيشمان إستراتيجية الجناح اليمني قائلا إن "النتيجة هي أن عمليات القاعدة في شبه الجزيرة العربية تدار محليا، وإن مهمتها في ضرب الولايات المتحدة لن تتغير على الأرجح".

المصدر: نيويورك تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى