حقوق وحريات ومجتمع مدني

إعلاميات وحقوقيات في مستنقع أفكار المجتمع

يمنات – خاص 

 

قليلة أدب ، وقحة ، ما عندها أهل ، سمعتها في الحضيض ، كيف ترضى تتزوجها … وغيرها المزيد

قهر و ظلم و قذف يومي تتجرعه الاعلاميات والحقوقيات وذلك بسبب النظرة الدونية لهذه المهن العظيمة التي تتقدس فقط عندما يمارسها الرجل .. في ظل هذا المجتمع – الذكور – المحافظ الذي يعادي كل الأفكار الجديدة ، والذي يقتل بكل أسلحته الفتاكة أحلام وطموحات فتاة بعمر الورد ، اختارت لمستقبلها أرقى المهن وأفضلها وأمتعها مغامرة وتشويقاً، وأصدقها وأجرأها.

اختارت لنفسها قلم النور ولباس العدل لكي تقوم مسار المجتمع وتمنعه من الانجراف ، وتحافظ عليه كما تحافظ على اسرتها .

قمنا بسؤال طالبات كلية الاعلام وكلية الشريعة عن مخاوفهن من المستقبل ؟ وما هو شعورهن وهن حاملات لهذه الرسالة العظيمة ؟

عُلا المذحجي

لن اتخرج للمطبخ

“ شايفة نفسي وحاجة مرموقة وشيء عالي ولكني انصدمت “ هكذا عبرت ( نسيم جمال ) طالبة إذاعة وتلفزيون عن نفسها حيث تملكتها الصدمة بسبب الاهمال الكبيرة للكلية وأضافت “ متخوفة من مجال العمل فالحزبية تملأ البلاد ولا اعرف أين أضع ذاتي ، وسأعمل في أي مجال حتى ان لم يكن في مجال الاعلام ومجال التطوع واسع جدا فانا لن اتخرج لأذهب إلى المطبخ “


يا يطلقني يا أخلعه

كان سخط ( رنا العبسي ) على المجتمع والحكومة شديد جدا، فقد تمنت ألا تنجب أرحام الأمهات أي فتاة بعد اليوم من اجل ان يتربى هذا المجتمع بسبب ظلمه وتعسفه نحو المرأة ولكن عزاءها الوحيد هو انها فتاة تعزية حيث قالت “ تعز من أكثر المناطق انفتاحا وثقافة ولا توجد لديهم النظرة الدونية لهذه المهنة بعكس بعض المحافظات ونجد ايضا داخل الكلية ازدياد عدد الفتيات من دفعة لأخرى “

وأضافت العبسي “ بعد التخرج لن اعمل مع الحكومة فسابقا كان بحكم الفساد والآن بسبب المهاترات السياسية لذلك احلم من صغري بعملي الخاص وسأحقق ذلك “

وعبرت عن مخاوفها بقولها “ ليس لدي مشكلة في النزول في وقت متأخر لعمل تغطية اخبارية اذا كانت مع طاقم العمل ، أما من ناحية الزوج فانا أقدم بصمة ورسالة ، وإذا لم يجعلني امارس مهنتي فهو لا يحترمني ، لذلك يا يطلقني ، يا أخلعه “.

خالفتها الرأي ( أفراح السنيدار ) طالبة صحافة حيث قالت “ إذا واجهتني ضغوط اسرية سأضطر الى الجلوس في المنزل ، وذلك لأني صنعانية والعادات والتقاليد والعرف لدينا يجعل من الإعلام خطاً احمر ، والحمد لله كان والدي أكثر انفتاحا “

واستطردت قائلة “ ما يخيفني في المستقبل ان أتعرض لموقف محرج ، أو تغطية إخبارية في وقت متأخر “


طالبات الشريعة.. سنثبت جدارتنا

كانت آراء طالبات الشريعة اكثر تمسكا بالمهنة من طالبات الإعلام، حيث قالت ( إيناس إسماعيل ) انها ستمارس المهنة وستعمل اشياء كثيرة وستري المجتمع انها جديرة بحمل هذه الرسالة .

وأضافت “ ما يخيفني هو الاحزاب والجماعات المتزمتة كالإصلاح والحوثيين لأنهم يقمعون حرية  المرأة وأصبح تواجدهم كبيراً هذه الفترة “


سأدافع عن حقوق المرأة

“ اشعر براحة وحرية فأنا امارس حقوقي وسأفيد كل من حولي “ هذا شعور ( فاطمة الحاضري ) التي قالت وبكل ثقة “ سأفتح مكتباً وأصبح  محامية أدافع عن حقوق المرأة التي قام المجتمع بظلمها “ وأضافت “ جانب الشريعة اكثر مناسبة للفتيات لأنها تتعلم اصول وتعاليم الشرع الاسلامي وستطبقها في منزلها قبل عملها ولا اعلم لماذا يعترض عليها الرجال ! “

سنكتسح مجال العمل

شاركتها الرأي (تيسير سيف) والتي كانت تتحدث بغضب عن ظلم المجتمع وقالت “ المجتمع والعقلية المتخلفة ظلمت المرأة كثيرا رغم ان الدين الاسلامي حث المرأة  على التعلم ومعرفة مالها وما عليها ويجب على الرجل ألا يحاول أن يكتم حرية المرأة لأنه عدما يقوم بهذا هو فقط يخاف منها لأنه يعلم انها ستثبت وجودها وتنجح “

وأضافت: “ لقد تخطينا المخاوف وكسرناها وذلك بدخولنا مجال الشريعة ودراستها وممارسة المهنة وهناك محاميات يثبتن ذلك رغم وجود الانتقادات والإشاعات لكن هذا لن يزيدنا إلا إصرارا وعزيمة أن نحفر في الصخر والوصول إلى مبتغانا فالمجال مفتوح أمامنا، سواء أصبحنا محاميات او وكيلات نيابة او قاضيات وسوف نكتسح مجال العمل “

عبد الرحمن الشامي رئيس قسم الاذاعة والتلفزيون كلية الإعلام، قمنا بإطلاعه على آراء الطالبات وأفادنا قائلا “ عمل  المرأة ومشاركتها في الحياة العامة محدود وذلك بسبب العرف والتقاليد ، وهناك فتيات يفضلن الجلوس في المنزل وعدم استكمال دراستهن او اعمالهن بسبب ما يتعرضن له من إساءة ، ولكن إذا كانت لديها العزيمة والإصرار ستمارس المهنة وتحترفها وسبل العمل الآن أسهل بكثير من السابق، حيث ان زميلاتهن الاعلاميات الاكبر سننا اثبتن وجودهن وأسماءهن بارزة واستشهد بوزيرة حقوق الإنسان الأستاذة حورية مشهور ، حيث لديها أسرة رائعة وهي ناجحة بعملها أيضا”.

استطلعنا رأي الاستاذ المساعد في كلية الشريعة ( المهدي محمد الحرازي ) عن رأي الشرع في عمل الفتاة بهذه المهن وقال “  لا مانع في ان تمارس المرأة أي مهنة تحقق لها ذاتها ولا تؤذيها في بيتها وزوجها ، وتحفظ كرامتها وتعمل فيما لا يعرضها للفتنة والإساءة  وما يوجد به محاذير شرعية كالاختلاء بالرجال وغيرها “

وأضاف “ إذا كانت المرأة متزوجة يستطيع زوجها منعها وهذا امر شرعي للمحافظة على الأسرة إلا إذا تم التفاهم قبل الزواج  أو بعده ، حيث توفق المرأة بين أعمال البيت، وأعمالها الشخصية “

واستطرد قائلا “ يحق للمرأة أن تعمل وهذا كان من عهد الرسول الكريم ، ومع تقدم المجتمعات لدينا هناك اعمال لا يستطيع القيام بها سوى المرأة ، وإذا أخرجناها في هذه الظروف الاقتصادية والقانونية والسياسية  فنحن بذلك نسيء للمرأة وهذا ما يرفضه الدين، لذلك علينا أن نزرع الثقافة في المجتمع ونفرض قوانين صارمة لكل من يواجه المرأة بالسوء أو الألفاظ القبيحة”

زر الذهاب إلى الأعلى