تحليلات

صالح يمتعض من تعيين شوقي محافظاً ويستمر في ممارسة أحقاده ضد تعز

يمنات خاص

  كتب / فهيم المقرمي

لمأقرأ في كتب التاريخ ولم أسمع في الأساطير أحد تنكر لمنطقة أو لمدينة أحسنت اليه فقابلها بالجحود والنكران كما فعل صالح مع تعز بل ولم يكتفي بذلك بل راح يمارس السادية ضد هذه المدينة أرضاً وإنساناً.

 صالحيعترف أنه بعد مقتل الغشمي وأثناء سعيه للاستيلاء على كرسي الرئاسة أقرضه أحد تجار تعز ثلاثين مليون ريال استطاع أن يكسب بها ولاء المشائخ والقبائل وكثيرين ممن كانوا معارضين لتوليه هذا المنصب ومن هذه المدينة عرف الناس ضابط اسمه علي عبد الله صالح حين تولى قيادة الأمن فيها ومنها مباشرة صعد إلى قمة الهرم السلطوي لكن صالح كان ولداً عاقاً لهذه المحافظة وكل الوقائع والدلائل والأحداث تؤكد ذلك مهما حاول صالح أن ينكر أو يدعي غير ذلك وسوف أسرد هنا بعضاً من الشواهد ومنها أنه في أحدى المرات حاولت (بيتهائل سعيد أنعم) خدمةهذه المحافظة والنهوض بها من كبواتها المتلاحقة وجروحها الغائرة والتي كانت معظمها بفعل عبثية صالح ودمويته وفساده.. فقدعرضوا عليه إعفاء بيت هائل من الضرائب لمدة خمس سنوات مقابل أن يتسلم بعد ذلك تعز وهي مدينة شبيهة بدبي حيث سيقومون بتوفير وبناء كل مشاريع البنية التحتية من مياه وكهرباء واتصالات ومواصلات وفنادق وتوظيف الأيادي العاملة فيها لكن هذا الطموح اصطدم بنزعة صالح الطائفية والاستحواذية.. وبدلاًمن الترحيب بمقترح كهذا خصوصاً وهو يكثر من الرغي والزبج حول السلطة المحلية وعدم المركزية المالية والإدارية.. فقدكانت إجابته صادمة لبيت هائل وفي مضمونها خبث ثعلب وابتسامة ليث حيث قال لهمأعرفيا بيت هائل أنكم عترجعوا تعز مثل دبي لكن غدوة عتطلع المحويت تقول تشتي مثل تعز ومنين أدي لها.. أنتمتشتوا تعملوا تكريس للمناطقية وهكذا نسف كل الأحلام والأماني في صناعة مدينة حالمة اسماً ومعنى.. فتاريخصالح مع تعز دموي وسلطوي فكل الأحداث الأليمة التي عرفتها تعز منذ نصف قرن مرتبطة بصالح فمذبحة مشائخ تعز مرتبطة باسمه وأحداث الحجرية الدامية قادها الرائد علي عبد الله صالح والاعتقالات التي قادها جهاز الأمن البوليسي ضد مثقفي تعز ورواد الحركة الوطنية كانت أيضاً في عهد صالح.. وهوأيضاً من قمع تظاهرات 92 السلميةبالدبابات والمعدات الثقيلة وأسال الدماء في شوارعها رغم أن مظاهرات مشابهة حدثت في محافظة أخرى لم يتعامل بها بتلك القسوة التي تعامل معها محتجي تعز.. وصالحنفسه من رفض أن تكون العاصمة تعز وهو المقترح الذي كان يسعى  أصحابهإلى تجنيب البلاد حرب 94 والدعوةإلى الانفصال تعز تأن من ضربات صالح المتتالية لها ومن المحافظين البوليسيين الذي كان يعينهم.. وقدلا يعلم الكثيرون أن تعز هي المحافظة الوحيدة التي لا يرأس فيها المحافظ اللجنة الأمنية وإنما يرأسها مدير الأمن بقرار رئاسي من صالح.

صالحفي عام92 تعهدبتحويل تعز إلى قرية وهو ما عمل من أجله بكل إصرار وترصد ومن يومها لم تعتمد الدولة أي مشروع حيوي في المحافظة لتشغيل الأيادي العاملة وخدمة أبنائها..

 الأستاذالرياضي في تعز مرَّ عليه أكثر من ربع قرن منذ إعلان إنشاؤه ومازال مجرد مشروع على ورق لدى وزارة الشباب في حين تم تنفيذ ملاعب أخرى في مدن ثانوية..

مرَّتعشرون عاماً وتعز تعاني من العطش وأي حرب أشد فضاعة من حرب الماء.. وللتدليلعلى تمادي صالح وانتقاصه من تعز فقد قال في إحدى مجالسه أنه يستطيع أن يحكم تعز بطقم عسكر.. ولميعلم صالح أن هذا مدح وليس ذم ودليل على مدنية أهلها والتزامهم بالنظام والقانون لكن صاحب القول أراد بعقلية القبيلي الجلف أن يقول أن هؤلاء ضعاف ما ينفعوا..

ورغممرور33 عاماًعلى حكم اليمن من قبل صالح و 38 عاماًمن حكمه لتعز وتقدمه في العمر إلا أن أحقاده ضد تعز ظلت تراكمية وقد شاهدنا ذلك أثناء الثورة الشبابية السلمية حيث تعامل مع مظاهرات تعز بالحديد والنار ولم يجرؤ على اقتحام أي ساحة وإحراقها سوى ساحة تعز ولم يقتل النساء إلا في تعز لكن أبناء تعز الذين أراد صالح كسر عظامهم تحدوه بأقدامهم الحافية وصعدوا إلى مقر حكمه ليدوسوا كبريائه في مسيرة استثنائية صفق لها كل أحرار العالم إلا عصابة صالح التي خرجت لاستقبالها بالقنابل والرصاص لكن تعز هي تعز وشبابها إذا صمموا لن تثنيهم عنتريات صالح ولا إرهابه ولا قذائف كتائبه وقد استطاعوا بفضل عزيمتهم الحرة ومشاركتهم الفاعلة في كل ساحات الحرية والتغيير بجميع أنحاء الجمهورية ومعهم كل أحرار اليمن أن يلقوا به خارج أسوار الرئاسة ليس حقداً ضد شخصه ولا منطقته وإنما لأنه حاكم ظالم مستبد وفاسد أفسد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. لكنصالح لم يفهم واعتبر الثورة الشبابية ثورة تعزية خالصة وذهب يشبهها بأحداث أغسطس والحجرية.. ومؤخراًحين سمع بقرار تعيين شوقي محافظاً لها امتعض كثيراً وعبر عن استيائه من هذا القرار وماذاك إلاّ لأنه رأى فيه أنه قراراً صائباً وربما يكون منقذاً فعلياً لتعز ودعى قيادات حزبه إلى مناقشة هذا القرار وخاطب قيادات المؤتمر من أبناء تعز إلى ضرورة العمل على أبقاء الوضع في المحافظة كما هو بل أن مصادر قالت أنه وفي إطار ضيق من لقاء جمعة بقيادات تعزية موالية له وجه إلى إثارة القلاقل والفوضى بهدف إعاقة أي قرارات تسعى إلى تغيير الوضع إلى الأفضل في المحافظة كما وجه وسائل الإعلام المؤيدة له بالعمل على أحداث شرخ بين المحافظ وأحزاب المشترك وفي ذات السياق وجه صالح توبيخاً شديداً لسلطان البركاني بسبب فشله في السيطرة على محافظة تعز.

زر الذهاب إلى الأعلى